مئات الأسر الجرشية تنتظر تشغيل المسارات السياحية المتوقفة منذ بداية العام

1
1

صابرين الطعيمات

جرش – تأمل مئات من الأسر الجرشية العاملة مع مشروع المسارات السياحية، بتفعيل المسارات السياحية من خلال السياحة الداخلية مؤقتا، لاسيما وأن هذه المسارات كانت توفر مئات من فرص العمل لأعضاء الجميعات الخيرية والمؤسسات الأهلية والتطوعية، والذين حرمتهم جائحة كورونا مصادر رزقهم منذ ثلاثة أشهر.اضافة اعلان
وأكد العاملون في المسارات السياحية، أنهم كانوا يعتمدون منذ سنوات طويلة على السياحة في مصادر رزقهم، من خلال تقديم خدمات الطعام والشراب والمبيت للزوار، فضلا عن تسويق منتوجاتهم الغذائية والصناعية والحرفية والمهنية، من الأفواج السياحية.
بيد ان العمل في المسارات السياحية متوقف منذ بداية العام بسبب الظروف الجوية، ومن ثم بسبب جائحة كورونا، مشيرين الى أن هذه الفترة من العام هي فترة نشاط المسارات السياحية في محافظة جرش تحديدا، بسبب مناخها المميز وطبيعتها الخلابة ومحمياتها الطبيعية ومواقعها الأثرية التي تتوزع على كافة القرى والبلدات، فضلا عن قربها من العاصمة وباقي المحافظات وتوفر مختلف الخدمات السياحية فيها.
وأكدت سمية كريشان وهي مديرة بيت خيرات سوف، أن المسارات السياحية تعتمد على السياحة الداخلية وعلى الزوار من مختلف المناطق، من خلال برامج منظمة ورحلات مدروسة، مشيرة الى انه تشهد إقبالا كبيرا في هذا الوقت من العام، وخاصة أن المواطنين بأمس الحاجة حاليا لرحلات طبيعة في المناطق المفتوحة وداخل الغابات والمحميات، للظروف النفسية الصعبة التي خلفتها جائحة كورونا على المواطنين.
وقالت إن عمل الجمعيات الخيرية توقف بشكل نهائي مع القطاع السياحي، وهذا سبب أزمة مالية للعديد من الاسر المنتجة التي كانت تعتاش على الأفواج السياحية، من خلال تقديم الخدمات السياحية أو تسويق المنتوجات.
وترى كريشان، أن السماح بالسياحة الداخلية ينشط قطاع السياحة وينعش المسارات السياحية التي من المتوقع أن تشهد إقبالا كبيرا عليها، نظرا لخاصية محافظة جرش وطبيعتها في هذا الوقت من كل عام، خاصة وأن تشغيل المسارات السياحية لا يحتاج إي تكاليف مالية أو جهود أو مشاريع أو إضافات أو إستثمارات.
وقالت ان تشغيل هذه المسارات يحتاج الى قرار من وزارة السياحية بالسماح بالسياحة الداخلية، للتخفيف عن الأسر والمؤسسات التي تعمل في المشاريع السياحية وخاصة المسارات السياحية.
وكانت مديرية سياحة جرش، قد ألغت المسارات السياحية الـ9 القديمة مبررة ذلك بعدم فعاليتها وضعف الإقبال عليها، فيما عملت على استبدالها بـ3 مسارات سياحية جديدة أكثر شمولية وفعالية وإقبالا من قبل السياحة الداخلية والخارجية وهي مسار أم جوزة- دبين ومسار غابات السنديان، وقد عملا بنشاط، ومسار وادي الذهب وهو ما يزال قيد التشغيل.
ويرى أعضاء الجمعيات، أن زوار المسارات السياحية يقبلون على الجمعيات الخيرية المعتمدة في المسارات، والتي تقدم خدمات الطعام والشراب ومنها من تقدم خدمات الإقامة كذلك، مما يساهم في توفير فرص عمل لأعضائها ودخل إضافي للأسر المنتجة التي تعمل على العمل في تقديم الخدمات السياحية للزوار وفق الناشط شاكر الحراحشة.
ويعتقد الحراحشة، أن المسارات السياحية تنشط في فصلي الربيع والصيف والخريف، وتتراجع الحركة عليها في فصل الشتاء لتميز محافظة جرش بتساقط غزير للأمطار، واعتماد المسارات على رحلات المغامرات والمسير عبر الغابات والتضاريس المختلفة.
ويحتاج زوار المسارات في مختلف القرى والبلدات إلى خدمات الطعام والشراب والإقامة والجمعيات، التي تمر بها هذه المسارات، مشيرا الى ضرورة أن يتم تفعيلها في الوقت الحالي، لتوفير فرص عمل لأعضاء الجمعيات والهيئات التطوعية المدربة على العمل مع زوار المسارات السياحية.
وأضاف أن العمل في المسارات السياحية من المواسم النشطة، لاسيما وأنهم أدخلوا برامج سياحية للزوار، وذلك من خلال رياضة المشي ورياضة ركوب الدراجات الهوائية، وترتيب زيارات للسياح في مناطق مميزة وتوفير فرص لعرض أفلام وبرامج وثائقية فيها.
وأكد رئيس جمعية الحرفيين صلاح العياصرة، أن المسارات الجديدة كانت نشطة ومميزة وتشهد حركة سياحية على مدار العام، مشيرا الى ضرورة أن يتم تجهيزها وتطويرها وتسميتها وتفعيلها، خاصة بعد توقفها منذ بداية العام، حتى تستفيد منها الجمعيات الخيرية والتعاونية التي تم تدريبها وتأهيلها للعمل في هذه المسارات.
واكد العياصرة، أن المسارات لم تعمل هذا العام ولم تنفذ فيها اي مشاريع حيوية أو تطوير أو تحديث لعملها، خاصة وأنه قد تم إلغاء القديم منها وإيجاد مسارات حديثة.
وأضاف انه لم يتم العمل على الترويج لهذه المسارات وتسويقها ودعمها ماديا، ولم تخصص لها أي مخصصات مالية هذا العام، على الرغم من أهميتها للمجتمع المحلي بشكل خاص والذي توفر له مئات من فرص العمل.
وقال العياصرة، ان المسارات السياحية هي مشاريع سياحية محلية يشارك فيها أبناء المجتمعات المحلية ويستفيدون منها، من خلال تقديم خدمات الطعام والشراب والإقامة وبيع المعروضات والمنتوجات الريفية وإقامة الفعاليات والمعارض التي تروج لمنتوجات السيدات بشكل خاص، واللواتي يعلْنَ أسرا من خلال هذه المنتوجات وأهمها الصناعات الغذائية والريفية.
ويعتقد العياصرة أن المسارات الجديدة الثلاثة حديثة وشاملة وتزخر بالمواقع السياحية المخدومة ولكن لم يتم التسويق لها هذا العام، فضلا عن إيقاف العمل نهائيا بمسار وادي الذهب وتأجيل تشغيله لإشعار آخر على الرغم من أن هذا المسار كان من المتوقع أن يربط المدينة الأثرية بالحضرية.
بدوره قال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة إن كوادر المديرية تعمل حاليا على تنظيف الموقع الأثري من الأعشاب والحشائش لحمايته من نشوب الحرائق مع بدء فصل الصيف، فضلا عن القيام بتنظيف الموقع الأثري وتجهيزه لاستقبال السياحة الداخلية بعد الإعلان عن ذلك.
وأضاف الخطاطبة، أن المديرية تقوم بتجهيز خطة متكاملة وشاملة لاستقبال الزوار بعد الإعلان عن ذلك وخطة العمل تشمل العمل على مشروع المسارات السياحية كذلك وتشغيلها وتفعيلها.
والمسارات السياحية التي تم إلغاؤها في جرش هي مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفر خل وهذه المسارات كانت تزيد من فرصة مكوث السائح في محافظة جرش وتتيح له فرصة التسوق من منتجاتها الشهيرة من خلال إعداد برامج سياحية مكثفة وشاملة لمختلف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية في المحافظة، لاسيما وأن مدينة جرش من اكبر المدن السياحية في المملكة، خاصة وأن برامج المسارات السياحية لاقت نجاحا باهرا في جرش، وحققت أهدافها في دمج المجتمع المحلي مع القطاع السياحي وتوفير فرص عمل وتنمية وتطوير عملهم.
ومن الجدير بالعلم أن العمل بالمسارات السياحية في جرش متوقف فعلي بشكل كلي منذ نهاية فصل الشتاء الماضي وتوجه العاملين فيها من جمعيات خيرية وهيئات شبابية للبحث عن مجالات عمل اخرى.