ماجدة الرومي تعود "كلها حنين" لتغمر مسرح "جرش" بالحب والسلام

الفنانة ماجدة الرومي - (من المصدر)
الفنانة ماجدة الرومي - (من المصدر)

أحمد الشوابكة

جرش - آنست أيقونة الغناء العربي الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي جمهور المسرح الجنوبي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، بتقديمها باقة من أجمل أغانيها القديمة والحديثة، لتعيد أجمل التفاصيل لذلك المكان وتنعش ذاكرة عشاق الحياة في أولى الحفلات.اضافة اعلان
تألقت صاحبة الصوت الطربي والإحساس على المسرح الجنوبي مساء أول من أمس الأربعاء؛ وكلها حنين بأن تغلفه بالحب والسلام والجمال، خصوصا بعد أن "جمدت" جائحة كورونا الكثير من الفعاليات خلال العامين الماضيين.
ملأ الجمهور مدرجات المسرح، استعدادا لاستقبال الرومي التي ارتدت ثوبها الأسود المطرز، مجددة أناقتها المعتادة، وابتسامتها لم تغب عن وجهها مترافقة مع كلماتها القريبة من القلب.
غنت بصوتها القوي والشجي، كما أضفت الهدوء، لتختزل مسيرة فنية دامت أكثر من (45) عاماً على خشبة المسرح الجنوبي لمهرجان جرش الذي اعتلته في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي لتعود للمرة الخامسة تنثر الحب والفرح والسلام على مدرجات وجنبات المسرح.
تألقت الرومي بأغنيتها: "عم يسألوني عليك الناس"، وتفاعل معها الجمهور مرددين الكلمات مع اللحن، وسط تصفيق حار. بعدها بعثت برسائل فنية وسياسية، وقدمت محبتها وسلامها للأردن وشعبه العريق، كعراقة حجارة جرش، وتمنت أن يديم الله الفرح والأمن والمحبة في الأردن، والوطن العربي.
وقالت لجمهورها انها كانت هنا يوم كان لبنان يحترق بلهيب الحرب، ورغم ذلك غنت للحياة والمحبة، واليوم تعود لجرش وتغني من جديد للحب والحياة.
وأكدت أنها سعيدة بعودتها لجرش في نسخته الخامسة والثلاثين، بعد غياب سنين طويلة، فذكرياتها محفورة لا تغيب عنها عندما وقفت على خشبة هذا المسرح في العام (86)، معرجة على المرحلة التي تمر بها بلدها لبنان، واصفة إياها بأعنف مرحلة، مضيفة "لحين أن يأتي اليوم اللي نتخلص به من الحروب.. سأغني وأغني لبلدي لبنان ليعم السلام فيه ويعيش شعبه في أمناً واستقرار وٍسأغني لكل بيت في الأردن ولكل بيت في البلدان العربية، سأغني للحب والحياة".
بعد تلك الكلمات التي ألقتها، بدأت الفرقة الموسيقية بعزف مقدمة أغنية "العالم إلنا" وتفاعل معها الجمهور، لتعود صاحبة الصوت الأوبرالي، وتدخل الجمهور إلى عالمها الإبداعي والطرب الأصيل، متفاعلين معها في كل أغنانيها.
وغازلت أيقونة الغناء العربي بصوتها الحب والسلام، لتعلو وتيرة الحفلة بأغان عالقة في الوجدان والذاكرة؛ منها، "ما حدا بعبي مطرحك بقلبي"، و"كلمات"، و"إسمع قلبي"، بسلاسة ومرونة وحب.
وذهبت الرومي التي تعد من نجمات الزمن الذهبي بجمهورها في رحلة فنية طربية كلها عشق وحياة، بعدة أغنيات؛ "عيناك"، و"لا تسأل" ولا تعتبي"، و"خذني حبيبي"، و"انت ملك قلبي".
ولإدخال البهجة والفرح غنت الرومي "ميلي يا حلوة يا غصن البال"، لتؤدي بعدها القصائد المغناة، بـ "كن صديقي"، وتذهب بهم لزاوية الهدوء والاستمتاع بأدائها الصوتي المتناغم مع اللحن والموسيقي.
وانتقلت إلى القصيدة المغناة "أحبك جداً" التي بدأت فيها التحرك بمساحة صغيرة وبإحساس مرهف، وبات التعب واضحاً على ملامح وجهها، إلا أنها استمرت بإكمال الأغنية وسط صيحات الجمهور الذي لم يتوقف عن الرقص والفرح في حضور ملكة الغناء العربي إلى أن انتهت من الأغنية بالكامل، ووضعت المايكروفون في مكانه، لتتعرض لحالة إغماء بعد أن فقدت توازنها نتيجة هبوط في الضغط،، وكادت أن تقع أرضا لولا مساعدة أحد الموسيقيين الذي ساعدها بالخروج من المسرح، وانتاب الجمهور القلق وسط الدعاء لها بالشفاء العاجل.
وبعد زهاء 10 دقائق، عادت أيقونة الغناء العربي لاستكمال تأدية أغانيها المقررة في الحفل، وبدأتها بـ "على ملك قلبي"، مع أداء مبهر، وبخاصة بعد القلق الذي داهم جمهورها، ليطمئنوا على صحتها، ويشاركوها الغناء، قائلة لهم "غمرتوني بمحبتكم".
وغنت "خذني حبيبي" العابقة في وجدان الناس والذاكرة، فردد الجمهور كل كلمة من كلمات الأغنية وبصوت واضح وبهدوء. وباللهجة المصرية، أخذت الجمهور إلى أغنية "وأنا كل ما أقول التوبة" للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وتعيد الجمهور إلى زمن الفن الجميل في فسحة وجدانية نالت اعجاب الحضور.
بثت الرومي في أدائها المميز، الطاقة الإيجابية لجمهور مدرجات جرش، وجمعت ما بين الرومانسية والحب والعشق بألحان وأداء جميل على خشبة المسرح.
وفي ختام الحفل الذي حضره رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، ووزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم؛ قدم وزير الثقافة - رئيس اللجنة العليا للمهرجان علي العايد درع المهرجان للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي التي بدورها تألقت في مسك الختام، بأغنية "سياجك ياعمان".
في حفل مميز عاش فيه الجمهور عوالم الجمال والطرب الأصيل، قدمت الرومي أجمل أغاني سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وخصت جرش ٢٠٢١، بأغان حديثة، معيدة أجمل التفاصيل لذاكرة عشاق الحياة.

جانب من الحضور