ماذا بعد الذهب؟

لا شك أن هذا الاستقبال الرائع المشرف وهذه الاحتفالات وهذا التقدير المادي والمعنوي، وهذه الفرحة التي عمت الأردن احتفاء بالفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية الذي حققه البطل الأردني الأولمبي أحمد أبو غوش كانت مستحقة، وجاء هذا الفوز في الوقت المناسب، حيث وحد المشاعر وأدخل البسمة وأوقد الاعتزاز الوطني وأراح القلوب، فنحن بحاجة إلى أي فرح وسط هذه المآسي التي يعيشها الوطن العربي.اضافة اعلان
الفوز فتح كل الآفاق للشباب والواعدين والمبدعين لكي يحدون حذو أحمد أبو غوش، الذي أصبح انموذجا ايجابيا يحتذى، فقد أثبت أنه لا شيء مستحيل مع العمل الجاد والاستعداد المتواصل والعزيمة والإيمان وإرادة الفوز.
لقد كانت هناك فرصة سانحة لبطلنا في الملاكمة حسين عشيش، الذي قدم عرضا يرتقي إلى المستوى الأولمبي، لكنه لم يوفق فخرج خاسرا النزال أمام بطل العالم، تاركا انطباعا مهما لدى خبراء الملاكمة بأن المستقبل له، فما يزال في عمر يؤهله بأن يعيد الكرّة من خلال استعداد أفضل واهتمام أشمل، منه شخصيا ومن اتحاد الملاكمة واللجنة الأولمبية، التي وفقت في المشاركة الأولمبية بريو دي جانيرو، حيث كانت اختيارات الأبطال المشاركين جيدة لم يكن هدفها المشاركة فقط وإنما تعزيز طموح الفوز والتنافس الجاد وهذا ما تم.
المسؤولية تضاعفت بعد الفوز الذهبي والمطلوب الآن وضع استراتيجية واضحة لمشاركاتنا الرياضية الأولمبية القادمة منذ الآن من خلال التخطيط السليم، وتشكيل لجنة فنية خبيرة مختصة تبحث بعد تشكيلها مباشرة بكل ما يتعلق بالجوانب الرياضية لهذه المشاركات الأولمبية وفي مقدمتها الدورة الأولمبية القادمة في طوكيو العام 2020 بالإضافة إلى بطولات العالم التي تقام سنويا.
البطل الأولمبي أصبح الآن صناعة، فبالإضافة إلى مواصفات البطولة لديه فهو يحتاج إلى خطط وبرامج ومنافسات بإشراف مدربين وإداريين مختصين محترفين، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت كاف وإلى متابعة وإشراف دقيق وميزانيات مالية مناسبة توضع مسبقا، فلم يعد مقبولا أن نفوز العام 2016 بميدالية ذهبية ولا نفوز العام 2020 بأكثر من ميدالية ذهبية.
إن الاستعداد المبكر للمشاركة في الألعاب الأولمبية من أهم ركائز نجاح هذه المشاركة، إذا أردنا أن نزيد رصيدنا من الذهب والفضة والبرونز، وأن نوجه من خلال المشاركة رسالة الأردن للعالم فهذه الألعاب يتابعها عشرات الملايين من كل قارات الدنيا.
البداية المبكرة والإستعداد المبكر يعتبر مفتاح نجاح أي مشاركة أولمبية.
أما بالنسبة للبطل أبو غوش الذي فتح أبواب الأمل للمبدعين والموهوبين، فإننا نتمنى أن يبق الطاقم التدريبي والإداري الذي أبدع معه مع تعزيز هذا الطاقم بخبرات جديدة تسهم في تطوير أدائه، فما يزال في عمر يسمح له بالمشاركة في دورتين أولمبيتين قادمتين على الأقل إذا حافظ على مستواه الحالي وطوره.
لدينا ميدالية أولمبية ذهبية واحدة وهو شرف لرياضتنا لكننا نريد المزيد منها في أولمبياد طوكيو 2020 فقد أصبحت الأجواء والرأي العام مهيأ ومتفهما لأهمية هذه المشاركات التاريخية وداعما لها.
الكرة الآن في ملعب اللجنة الأولمبية الأردنية المسؤولة عن الرياضة الأردنية التنافسية والرياضات الأولمبية وهي مؤهلة لذلك مع وجود اتحادات رياضية قوية.