ماذا تعرف عن التهاب الفقار اللاصق؟

التهاب الفقار اللاصق عادة ما يسبب الألم والتصلب في أسفل الظهر ومنتصفه وفي الأرداف والرقبة - (أرشيفية)
التهاب الفقار اللاصق عادة ما يسبب الألم والتصلب في أسفل الظهر ومنتصفه وفي الأرداف والرقبة - (أرشيفية)

عمان- يعرف التهاب الفقار اللاصق Ankylosing spondylitis بأنه حالة طويلة الأمد من التهاب المفاصل التي عادة ما تصيب العمود الفقري؛ إذ يؤدي إلى التصاق بعض فقرات الظهر ببعضها، ما يؤثر على مرونتها ويسبب تقوس الظهر، بحسب موقعي "WebMD" و"www.mayoclinic.org".اضافة اعلان
وأشار الموقعان إلى أن هذا المرض عادة ما يسبب الألم والتصلب في أسفل الظهر ومنتصفه وفي الأرداف والرقبة. وأحيانا في مناطق أخرى، منها الوركان وجدار الصدر والكعبان. كما ويمكن أن يسبب انتفاخا ويحد من الحركة في هذه المناطق. ويذكر أن هذا الالتهاب قد يصيب مناطق أخرى من الجسم، أكثرها شيوعا العينان.
وعادة ما تبدأ علامات وأعراض هذا الالتهاب في بداية سن البلوغ. ويعد هذا الالتهاب أكثر شيوعا لدى الرجال مقارنة بالنساء.
مضاعفاته
في الحالات الشديدة من التهاب الفقار اللاصق، تتشكل عظام جديدة كجزء من محاولة الجسم للشفاء. هذا العظم الجديد يسد الفجوة تدريجيا بين الفقرات، وفي نهاية المطاف، تقوم بصهر أجزاء من فقرات معا. تلك الأجزاء من العمود الفقري تصبح صلبة وغير مرنة. ويذكر أيضاً أن الانصهار قد يسبب انصهارا في القفص الصدري، ما يقيد عمل الرئتين وأداء وظائفهما.
وتضمن مضاعفات هذا المرض أيضا التهابا في العيون وأمراض القلب.
أعراضه
تشمل العلامات المبكرة لالتهاب الفقار اللاصق الألم والتصلب في أسفل الظهر والوركين، وخصوصا في الصباح وبعد فترات من الخمول. ولكن، مع مرور الوقت، قد تتفاقم الأعراض أو تتحسن أو تتوقف تماما من حين لآخر.

ويذكر أن المناطق الأكثر تأثرا في الجسم بهذا المرض ما يلي:
- المفصل الذي يقع بين قاعدة العمود الفقري والحوض.
- فقرات أسفل الظهر.
- الأماكن التي ترتبط فيها الأوتار والأربطة بالعظام، وخاصة في العمود الفقري. ولكن، في بعض الأحيان، على طول الجزء الخلفي من الكعب.
- الغضروف الذي يقع بين عظمة الصدر والضلوع.
- مفاصل الورك والكتف.
أسبابه
لم يعرف، إلى الآن، السبب المحدد للإصابة بهذا المرض، غير أنه يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورا بالإصابة به. فمن يحملون الجين المعروف بـHLA-B27 تكون احتمالية إصابتهم أكبر من غيرهم. ولكن وجود هذا الجين لا يعني ضرورة إصابة الشخص بالمرض المذكور.
ويذكر أن الباحثين قد وجدوا أيضا أن الالتهابات البكتيرية والبيئة الخاصة بالشخص قد يلعبان دورا في التسبب في هذا المرض أيضا.
علاجه
الهدف من علاج هذا المرض هو التخفيف من الألم والتيبس، فضلا عن منع أو تأخير مضاعفات وتشوه العمود الفقري. ويعد علاج التهاب الفقار اللاصق أنجح إن إجري قبل أن يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه للمفاصل.
وتتضمن الأساليب العلاجية لهذا المرض ما يلي:
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وهي المسكنات الأكثر شيوعا لعلاج التهاب الفقار اللاصق. فهي تخفف من الألم والالتهابات والخشونة، غير أنها يمكن أن تسبب النزيف المعوي. أما إن لم تنفع المسكنات المذكورة، فعندها قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء المصابين حاصرات بروتين عامل نخر الورم TNF، وهي بروتينات الالتهابات في التهاب المفاصل الرثواني (الروماتويدي). ويذكر أن حاصرات TNF Factor وهي العناصر الالتهابية لدى مصابي التهاب المفاصل الرثواني. فتقوم حاصرات عامل نخر الورم باستهداف هذا البروتين للمساعدة على التخفيف من الألم والتيبس والألم عند اللمس وانتفاخ المفاصل. ويذكر أن هذه الأدوية تعطى حقنا عبر الوريد أو تحت الجلد.
- العلاج الطبيعي، والذي يمكن أن يوفر عددا من الفوائد، منها تخفيف الألم إلى تحسين القوة البدنية والمرونة. فقد يوصي الطبيب بالعمل مع معالج طبيعي للقيام بالتمارين المصممة خصيصا لتلبية احتياجات مصابي هذا المرض.
- العلاج الجراحي، فرغم أن معظم مصابي التهاب الفقار اللاصق لا يحتاجون لعمليات جراحية. إلا أن الطبيب قد يوصي في بعض الحالات بإجراء جراحة إن كان لدى المصاب ألم شديد أو ضرر ما في المفاصل أو تلف في مفصل الورك، فهو قد يحتاج إلى عملية جراحية لاستبدال هذا المفصل.
وأخيرا، إن كان المصاب مدخنا، فعليه بالإقلاع عن التدخين. فعلاوة على ما للتدخين من آثار سلبية على الصحة بشكل عام، إلا أنه يؤدي إلى مشاكل إضافية للأشخاص الذين يعانون التهاب الفقار اللاصق. فاعتمادا على شدة الحالة، فإن التدخين يمكن أن يؤثر على حركة القفص الصدري، ما يؤدي إلى الإضرار بالرئتين وإضعاف القدرة على التنفس.

ليما علي عبد مترجمة
وكاتبة تقارير طبية
[email protected]
Twitter: @LimaAbd