ماذا سيفعل كحلون؟

هآرتس

رفيف دروكر   13/11/2017

من اللحظة التي عاد فيها موشيه كحلون إلى الساحة السياسية، حرص على أن يكون لسان الميزان النهائي. كل ضغوط نتنياهو في انتخابات 2015 لم تساعده، لم يوافق كحلون على تفضيله على يتسحاق هيرتسوغ، أو العكس. كحلون أوضح مرة تلو الاخرى في محادثات في الغرف المغلقة بأن منتخبيه ينقسمون تقريبا بصورة متساوية بين مؤيدي هيرتسوغ ومؤيدي نتنياهو. من الأفضل لي 10 مقاعد بدون تعهد على 14 مقعدا مع تعهد، أوضح وكان محقا.اضافة اعلان
في يوم الانتخابات كانت كتلته هي الوحيدة التي كان يمكنها انتخاب أي طرف من الطرفين. حتى لو حصل على 7 مقاعد، كان سيكون وزيرا للمالية. في محادثات مغلقة ذهب كحلون ابعد من ذلك فقال إنه وضع لنفسه هدف، أن يحرص على أن لا يكون نتنياهو هو رئيس الحكومة، واشار إلى أنه توصل إلى تفاهمات مع هيرتسوغ. وبعد الانتخابات اعترف بأنه كان له تحالف مع أفيغدور ليبرمان. كل ذلك من اجل أن لا يكون نتنياهو رئيسا للحكومة.
يوم السبت الماضي ركل كحلون أيضا المنطق السياسي وتفضيلاته الشخصية التي تعززت اثناء وجوده في حكومة نتنياهو، في "قابل الصحافة" قال: "خلافا لحزب العمل أو من يرأسه، عارضت الانفصال عن غزة، وأنا اؤيد أرض إسرائيل والقدس الموحدة. لهذا أنا لا أرى أي وضع ينضم فيه حزب "جميعنا" إلى حكومة اليسار لحزب العمل". أين كان كل ذلك في السنتين والنصف الاخيرتين عندما سمح كحلون لنا بأن نفهم أنه ليست لديه مشكلة في أن يكون في أي حكومة، طالما أنها تسعى إلى تحقيق اهداف اجتماعية.
التفسير المقبول لهذا التعرج الغريب هو كراهية كحلون الشديدة لآفي غباي، لنفرض. مشاعره الشخصية لا تمنعه من العمل سنوات مع شخص يبدو أنه أقل حبا لديه. ولكن الأكثر أهمية هو نتيجة هذه التصريحات. للمرة الأولى منذ عشرات السنين ربما لن يكون في النظام السياسي لسان ميزان آخر. لا توجد احزاب تفضيلها بخصوص هوية رئيس الحكومة غير معروف قبل الانتخابات.
نتنياهو يستحق التقدير الكبير على قدرته السياسية المتطورة، والتي أبقته في الحكم مدة ثماني سنوات ونصف. ولكن يجدر التذكير بأن اسحق شمير أيضا بقي رئيسا للحكومة مدة ست سنوات. فهو بدون براعة سياسية وقدرات خطابية فائقة وقدرة كبيرة على الحكم، فاز في العام 1988 على شمعون بيرس الذي كان في حينه في ذروته، رغم (وربما بسبب) أن الانتفاضة الأولى بدأت في فترة ولايته. من العام 1977 كل زعيم لليمين وجد في مكانة افضلية واضحة على أي زعيم من اليسار. الوضع في هذه الاثناء في الاستطلاعات هو أنه لو كان لليكود زعيم آخر فإن احتمال حدوث انقلاب في الحكم سيكون أقل. نتنياهو وقضاياه تحولت إلى عبء على الليكود.
من اجل أن يحتل زعيم الوسط – يسار الحكم يجب حدوث أمر من أمرين: فوز واضح لحزبه بفارق حوالي 5 مقاعد عن الآخر، فارق يبرر قرار رئيس الدولة بمنح لبيد/ غباي الحق في محاولة تشكيل الحكومة. السيناريو الثاني تقريبا غير محتمل، وحصل في المرة الاخيرة فقط في العام 1992: المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل وميرتس والعرب يساوون 61 مقعدا. في استطلاعين من الاستطلاعات التي نشرت مؤخرا كانت هناك كتلة مانعة كهذه. إذا كانت هذه هي نتائج الانتخابات فإن نتنياهو لن يكون رئيسا للحكومة. صحيح أنه ليس للبيد وغباي ائتلاف بعد، حيث أن الـ 12 عضو كنيست من القائمة المشتركة (حسب الاستطلاع) لا يتم احتسابهم. وعليهما أن يوافقا فيما بينهما لمن ستعطى الفترة الأولى، ولكن خيار واحد حسب رأيي لن يكون مفتوحا أمامهما: اشراك نتنياهو في السلطة. الضغط من جانب ناخبيهم لا يسمح لهما بذلك.
في حالة الكتلة المانعة، سيكون عليهما شراء احزاب من كتلة اليمين بثمن باهظ جدا. أيضا كحلون شاحب، بدون اصوات وسط، يمكنه البقاء وزيرا للمالية في وضع كهذا. ربما بسبب ذلك توقف قبل درجة واحدة من قطع الحبل. فقد أعلن أنه لن ينضم إلى حكومة يسار برئاسة غباي. يريد القول، اذا قام غباي بضمه وضم ليبرمان، فإن تلك الحكومة لن تكون حكومة يسار.