ماذا يقول العالم بشأن ضم روسيا لمناطق في أوكرانيا؟

عواصم - ما زالت ردود الفعل الدولية تتوالى في أعقاب توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضم 4 مناطق أوكرانية إلى بلاده.
وصدرت ردود الفعل من دول نافذة وكيانات وتكتلات قوية، بينما كان موقف الهند مثيرا للاستغراب في الأوساط الأميركية والغربية.اضافة اعلان
وجاء توقيع بوتين بعد أيام من إجراء هذه المناطق استفتاءات اختار المشاركون بأغلبية ساحقة الانضمام لموسكو، في حين تصف كييف والغرب هذه الاستفتاءات بأنها زائفة وبلا قيمة قانونية.
وبعد دقائق من توقيع وثيقة الضم لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تقديم بلاده طلبا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بموجب إجراءات معجلة.
وقال زيلينسكي في منشور على تليغرام "في الواقع، لقد شققنا طريقنا بالفعل إلى حلف الناتو. وأثبتنا توافقنا مع معايير الحلف".
وأضاف أن هذا الأمر أصبح حقيقة بالنسبة إلى أوكرانيا في ساحة المعركة وفي جميع جوانب تعاوننا مع الحلف.
وفي تعليقه على القرار الروسي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض، إن بلاده وحلفاءها لن يخافوا من بوتين وتهديداته.
وأوضح أن الروس سيواصلون المسيرة، إلا أننا سنواصل أيضا توفير المعدات العسكرية حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وعن أراضيها.
وأكد الرئيس الأميركي أنه لا يمكن لبوتين الاستيلاء على أراضي جيرانه، والإفلات من العقاب.
كما فرضت الإدارة الأميركية الجمعة عقوبات على مئات الأفراد والمؤسسات الروسية، بينهم رئيسة البنك المركزي، على خلفية ضم موسكو للمناطق الأوكرانية.
وذكر بايدن في بيان، أن الولايات المتحدة تدين محاولة روسيا الاحتيالية لضم أراضي أوكرانيا ذات السيادة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لن تعترف أبدا بأي من مزاعم الكرملين بالسيادة على أجزاء من أوكرانيا التي استولت عليها بالقوة، وتزعم الآن اندماجها في روسيا.
وأضاف أن هذه المناطق أوكرانية وستظل كذلك، وأوكرانيا لها كل الحق في الدفاع عن شعبها واستعادة أراضيها التي استولت عليها روسيا.
وفي السياق، استدعت المملكة المتحدة السفير الروسي في لندن أندريه كيلين، للاحتجاج على قرار موسكو ضم 4 مناطق أوكرانية، وفرضت عقوبات جديدة عليها.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في تغريدة، إنه استدعى السفير الروسي في لندن، للاحتجاج على قرار الضم غير القانوني.
وأوضح مكتب الخارجية البريطانية لشؤون الكومنولث والتنمية في بيان أن لندن فرضت عقوبات جديدة على موسكو تشمل منع روسيا من إمكانية الوصول إلى الخدمات الغربية الرئيسية التي تعتمد عليها، بما في ذلك استشارات تكنولوجيا المعلومات، والخدمات المعمارية والهندسية، وخدمات الاستشارات القانونية لأنشطة تجارية معينة.
وتشمل العقوبات أيضا حظر المملكة المتحدة تصدير نحو 700 سلعة ضرورية للقدرات الصناعية والتكنولوجية لروسيا، حسب البيان.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، قال إن الحلف لن يعترف أبدا بضم روسيا مناطق أوكرانية.
وأكد في مؤتمر صحفي بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل أن الضم الروسي غير قانوني، واصفا ذلك بأكبر محاولة ضم قسري شهدتها أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، رفض الاتحاد الأوروبي بشدة الضم الروسي، معتبرا إياه غير قانوني، وقالت الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، إن روسيا تعرض الأمن العالمي للخطر.
وشدد البيان على أن القرم ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا هي مناطق أوكرانية.
وأضاف أن هذه القرارات باطلة، ولا يمكن أن ينتج عنها أي أثر قانوني على الإطلاق.
وأعلنت مجموعة الدول الصناعية السبع أنها لن تعترف أبدا بعمليات الضم المزعومة التي نفذتها روسيا تجاه أراض أوكرانية.
وقالت المجموعة، في بيان "ندين بالإجماع، وبشدة الحرب العدوانية لروسيا، والانتهاك المستمر لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها".
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن بوتين لا يمكنه تغيير الحدود بجرة قلم، مضيفا أن هولندا لن تقبل أبدا احتلال روسيا للمناطق الاربع الأوكرانية مثلما فعلت تماما في شبه جزيرة القرم، حسب تعبيره.
وأوضح أن الغرب سيواصل الضغط بكل الطرق الممكنة لإيقاف آلة الرئيس الروسي الحربية، مؤكدا دعمه حزمة العقوبات الأوروبية على موسكو.
من جانبها، أعلنت إسرائيل أيضا عدم اعترافها بضم روسيا للمقاطعات الأوكرانية، حيث قالت وزارة خارجيتها في بيان إنها تدعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا. وأضافت "أكدنا هذا الموقف سابقا عدة مرات، خلال الأيام الأخيرة".
وفي الأمم المتحدة، ضغطت أميركا من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن يدين الضم ويطالب بانسحاب روسيا من الأراضي المحتلة، وتم رفضه بالطبع من قبل روسيا. وامتنعت 4 دول عن التصويت، من بينها البرازيل والصين والغابون. وكان الأمر الأكثر إحباطا بالنسبة للغرب هو امتناع الهند أيضا عن التصويت.
وقد دعت الهند إلى وقف فوري لإطلاق النار واحترام "سيادة وسلامة أراضي جميع الدول"، لكنها لم تنطق بكلمة انتقاد للضم الروسي.
ومع الضم للمناطق الاربع الأوكرانية، أصبحت تلك المنطقة أسخن الجبهات في العالم؛ وأدخلها منعطفا جديدا من الحرب، ووضع أوكرانيا شاءت أم أبت أمام واقع وتحديات إضافية، وفرض عليها تبني إستراتيجيات جديدة للمرحلة المقبلة، المليئة بالاحتمالات.
وبحسب الإدارات العسكرية في مناطق أوكرانيا، تسيطر روسيا على 99 % من منطقة لوغانسك، و57 % من دونيتسك، و67 % من زاباروجيا، و57 % من منطقة خيرسون؛ مع سيطرة جزئية لا تتجاوز 4 % على كل من منطقتي خاركيف شرقا وميكولايف جنوبا.
وأكبر الاحتمالات، بحسب مسؤولين وخبراء، اشتعال جبهات هذه المناطق أكثر، وزيادة روسيا من حجم وكم عمليات قصفها على مختلف المناطق والمدن الأوكرانية، لا سيما على "البنى التحتية الحيوية".
يقول الخبير العسكري ميخايلو جيروخوف إنه "لا خلاف على أن حرب روسيا تستهدف كل أوكرانيا، لا إقليم دونباس وحده كما أعلنوا (الروس) سابقا (الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك)، وليس منطقتي خيرسون وزاباروجيا فقط".
ويرى الخبير أن جبهات هذه المناطق ستستعر حتما في وقت قريب، ولكن لصالح أوكرانيا، موضحا "تحتاج القوات الروسية إلى وقت للتعبئة وإرسال القوات، وتحويل هذه المناطق إلى قواعد تمركز لقواتها، كما فعلت في القرم بعد 2014، على حد رأيه.-(وكالات)