ما العمل بشمال السامرة؟

إسرائيل هيوم

يوسي بيلين

اضافة اعلان

22/5/2019

في نيسان 2005، بعد بضعة أشهر من الانسحاب احادي الجانب من قطاع غزة وهدم غنيم، كديم، حومش وسانور في شمال السامرة، التقيت بحديث طويل مع رئيس الوزراء وزعيم الليكود في حينه، ارئيل شارون. كرئيس ميرتس الذي أيد الانسحاب، حاولت في اللحظة الاخيرة أن أثني شارون عن خطوة احادية الجانب واقنعه بتنفيذها في اطار اتفاق او تفاهمات مع الرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس. وبعد ان فهمت بان شارون لا يفكر بمثل هذا الاتفاق، طلبت تفسيرا عن اخلاء أربع مستوطنات في السامرة. يدور الحديث عن وحدة اقليمية اكبر بضعفين من قطاع غزة، قلت له، وليس واضحا لماذا تهدم البيوت وماذا سيفعل بالمنطقة بعد الاخلاء.
"ماذا تقصد؟"، سأل شارون. اجبته: "هل ستبقى المنطقة جزءا من المنطقة ج الخاضعة لسيطرة اسرائيلية عسكرية وأمنية، أم ربما يرى نقل المنطقة الى السلطة الفلسطينية. واذا كان كذلك، فهل ستسلم كمنطقة ب، تخضع لسيطرة فلسطينية مدنية فقط، ام كجزء من المنطقة أ بسيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية؟".
وعد شارون بفحص الامر، كتب بطاقة وطلب نقلها الى مستشاره السياسي، شالوم ترجمان، الذي جلس في غرفة مجاورة. قبل ان ينتهي حديثنا، وصلت بطاقة الرد من المستشار. شارون تلاها كلمة كلمة، شارحا بان ما تقرر في هذه المرحلة هو الاخلاء والهدم، بينما المكانة القانونية للمنطقة المخلاة ستفحص لاحقا. اعترف اني لم أتوقع هذا الجواب، ولكني سجلته امامي، وتودعنا بسلام. تحدثنا لاحقا بضع مرات هاتفيا، ولكن هذا كان لقاءنا الاخير وجها لوجه.
خطوة الانسحاب لشارون تخضع للجدال منذ 14 سنة. ولكن بينما اخلاء الجيش والمستوطنين من غزة خلق وضعا جديدا على الارض، واتاح للفلسطينيين ان يقيموا فيها حكما ذاتيا (تحت السلطة الفلسطينية حتى 2007، وبعد ذلك تحت حماس)، بقي الوضع في شمال السامرة بعلامة استفهام. من جهة، لم تنقل المنطقة الى الفلسطينيين، رغم الدين الاقليمي من اسرائيل للسلطة، وفقا للاتفاق الانتقالي، ومن جهة اخرى غضب المخلون على أنه فضلا عن هدم منازلهم لم يحصل شيء في المنطقة، وهم يطالبون باعادة بنائها. في الاسبوع الماضي انضم ايضا رئيس الكنيست يولي ادلشتاين الى الحجاج نحو اطلال المستوطنات الاربعة كي يطالبوا بالعودة اليها.
ما فعله شارون، انطلاقا من تخطيط دقيق او في ظل نوع من الاهمال، تسبب لاسرائيل ان تأكل السمك الفاسد وان تطرد من المدينة ايضا. لم نحظى باي نقاط في الساحة السياسية والدولية، وألحقنا الضرر بالمستوطنين الذين يرون هدم منازلهم كزائد لا داعٍ له. بعد سنوات طويلة، حان الوقت للقيام بعمل ما ونقل المنطقة الى الفلسطينيين، الذين يحتاجونها للصناعة والبناء. هذه خطوة كفيلة بان تمنحنا نقاط استحقاق قبل نشر صفقة القرن لترامب، وتدفع الفلسطينيين لان يردوا عليها بشكل ايجابي. من الصعب التصديق بان الائتلاف المتبلور في هذه الايام تماما، ستفكر بمثل هذه الخطوة.