"ما العيب في الفيلم التجاري؟" ورشة في "دبي السينمائي" تناقش واقع الأفلام

"ما العيب في الفيلم التجاري؟" ورشة في "دبي السينمائي" تناقش واقع الأفلام
"ما العيب في الفيلم التجاري؟" ورشة في "دبي السينمائي" تناقش واقع الأفلام

دبي-الغد - ضمن أنشطة سوق دبي السينمائي، أقيمت مؤخرا ورشة "ما العيب في التجاري؟" تحدث فيها كل من د. هالة سرحان، ممثلة عن قناة روتانا للسينما، والمخرج الاسترالي بيتر واير، ومدير التوزيع المعروف مايكل ويرنر.

اضافة اعلان

وتناولت الورشة الفجوة بين الأفلام المستقلة التي لا تجد طريقها إلى السوق ولا تحقق أرباحاً، والأفلام التجارية، وتحدثت عن ماهية السينما التجارية، والخيوط التي تربط، أو الحواجز التي تفصل، بين الأفلام المستقلة ذات المواضيع المعينة، وبين أن تكون أفلاماً رائجة تجارياً وتحقق أرباحا لمنتجها.

وفي البداية تحدث واير، وهو أحد المخرجين القلّة الموهوبين الذين استطاعوا عمل أفلام تلقى النجاح من النقاد والجماهير، في الوقت نفسه، ففسر الأمر بقوله "ربما لأنني كنت أفكر وأنا أخرج هذه الأفلام بطريقة لاستعادة النقود التي وضعتها، وكنت أقول لنفسي إذا أردت تعويض استثمارك فأنت بحاجة إلى جمهور".

وأوضح واير أن الأمر كله متعلق بفكرة الفيلم، مضيفا "فهناك أفكار نعرف، نحن المخرجين، منذ البداية أنها أفكار غامضة ومعقدة ولن تصل إلى جمهور كبير بسهولة".

وأردف "لذلك أعتقد أن على المخرج أن يكون عقلانياً عند اختيار ومعالجة الأفكار.

قبل 30 عاماً حين بدأ واير مهنته، كانت كلمة تجاري تعد رديفاً للسيئ، وكلمة فني هي التي تربطك بالجمال والنقاء. ولكن الآن اختلفت معايير المرحلة، ويمكن اللعب فيها بذكاء على بعض الشروط التجارية، وتقديم عمل فني في الوقت نفسه، وخصوصا بعد وجود التقنيات التكنولوجية الحديثة التي يمكن من خلالها الترويج للفيلم.

وأضاف "أتمنى لكل مخرج أن يلقى فشلاً ذريعاً في فيلمه الأول؛ لأن النجاح الأول له الكثير من المساوئ".

في حين وجد ويرنر المشكلة في أن المخرجين الشباب لا يعرفون فعلاً تفاصيل عملية التوزيع والإنتاج وشروطها بشكل كاف. وقال "في الحقيقة إن علاقة الفيلم بالربح علاقة طبيعية وضرورية، فأنت تعمل أيضاً لتجني ربحاً، وليس فقط لتعرض الفيلم لبضعة رفاقك، أو عائلتك. إذن فالشرط الأول لفيلم ناجح ورائج أن تحدد جمهورك، فحين تطور نصاً تسأل نفسك لمن أطور هذا النص؟.

وقدم ويرنر نصيحة قائلا "أعتقد هي الحاجة في العثور على منتج جيد، له خبرة وعلاقات في الوسط السينمائي، ويعرف كيف يضع تصوراً كاملاً لتسويق الفيلم.

من جهتها قالت سرحان "وجدت نفسي في مكان المنتج وأنا أعمل مديرة لقناة السينما في روتانا، وتغيرت قليلاً بعد أن كنت أميل فقط إلى التجارب المختلفة في الفنون، وصرت أسأل نفسي هل سيغطي هذا الفيلم نفقاتي؟.. ففي نهاية المطاف علينا أن نعترف أن الفيلم "بيزنس"، ولا يمكن إنكار ذلك، رغم علامات الإحباط التي ترتسم على وجوه الشباب حين يرفض لهم نص؛ لأنه نص بلا جمهور. وكثيراً ما يجلب الفيلم السيئ الكثير من الأرباح أحياناً فقط بسبب اسم الفنان".

وبينت سرحان أنها تعمل على تحقيق التوازن من خلال تخصيص الجزء الأكبر لإنتاج أفلام تباع في السوق، موضحة أن كلمة التجاري لا تعني بالضرورة أفلاماً تخاطب الغرائز، أو رخيصة، بل إن الجمهور العربي يفضل الأفلام الكوميدية. وبالمقابل تخصص جزءاً من الميزانية للأفلام المختلفة والإبداعية التجريبية، مثل فيلم "ميكروفون" الذي يعرض في المهرجان.