مبنى ‘‘بريد معان‘‘ وسط المدينة مهجور

حسين كريشان

معان- يشكو سكان في معان من معاناتهم جراء بقاء العمل في المكتب المؤقت للبريد، والذي يبعد عن وسط مدينة معان 5 كلم، فيما المبنى القديم للمكتب في وسط المدينة ما يزال مغلقا منذ 6 سنوات إثر تعرضه لأعمال شغب سابقا، ما حوله إلى مكان مهجور، يشوه المنظر الجمالي والحضاري للمدينة، وفق قولهم. اضافة اعلان
وأشار هؤلاء السكان إلى أن بقاء على حاله، يشكل بؤره بيئية ساخنة، وخطر حقيقي على السلامة العامة في الوسط التجاري للمدينة، خاصة وأنه أصبح من الأماكن الفارغة ومعرض لاستغلاله من قبل ضعفاء النفوس، موضحين انه بات مصدر قلق لأهالي المنطقة.
وكان مبنى مديرية بريد معان قد أغلق نتيجة تعرضه للحرق والعبث والتخريب أثناء اندلاع أحداث شغب في معان في العام 2013، ما دفع إدارة شركة البريد إلى استئجار مبنى جديد يبعد عن وسط المدينة نحو 5 كلم.
وكشف موظفو مديرية بريد معان طلبوا عدم  نشر أسمائهم أنهم ينجزون معاملات المواطنين في المبنى الجديد المستأجر،  وسط بيئة غير آمنة، تفتقر لأدنى الشروط الصحية والسلامة العامة، بسبب ضيق المكان.
وقالوا أن المبنى مصمم كسوق تجاري لا يحمل طابعا مميزا لواحدة من أهم الدوائر الخدمية في المدينة، من حيث ضيق المساحة وافتقاره للمعايير الصحية، والذي يضم مكاتب وخزائن معدنية قديمة والبعض منها غير صالح، حيث بات لا يتسع للعاملين فيه والبالغ عددهم حوالي 10 موظفين.
وأشاروا إن المبنى يخلو من التهوية وسط بيئة غير صحية وملائمة للعمل داخله، كونه غير مهيأ للموظفين واستقبال المراجعين، إلى جانب الروائح الكريهة التي تنبعث من المصارف داخل أرجاء المكان.
وقالوا أن المبنى يفتقر إلى التكييف صيفا والتدفئة شتاء، مشيرين أن أحد المكاتب المهمة في المبنى مخصصة لـ"المحاسبة والصندوق" يتقاسم جزءا منها "أعمال البوفيه"، فيما البعض من الموظفين لا يوجد لهم مكاتب أصلا ، داعين إلى الانتقال للمبنى القديم والقيام بأعمال التأهيل والترميم له، سيما وانه يتوفر فيه كافة المرافق الخدمية لتمكينهم من أداء واجباتهم المطلوبة لخدمة والمراجعين.
ويبدي سكان المدينة تذمرا نتيجة اضطرارهم الذهاب إلى المبنى الجديد المؤقت، الذي يقع خارج المدينة من دفع أجرة مواصلات أكثر من 3 دنانير يوميا ذهابا وإيابا للوصول لمبنى المديرية، الذي يبعد عن وسط المدينة حوالي 5 كلم، ما سبب  معاناة يومية للمراجعين، خاصة " كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة".
وطالب، صابر العظم الجهات الرسمية بإعادة تأهيل وترميم المبنى القديم، لافتا أن وجود موقع المبنى القديم وسط المدينة يوفر عليهم الجهد والوقت ومصاريف وأعباء مالية كبيرة، مبينا أن المبنى المستأجر الجديد لا يخدم شريحة واسعة من المراجعين له على الإطلاق، كونه يقع في منطقة خارج وسط المدينة.
وبين إبراهيم الفناطسة معاناة المراجعين للبريد، والمتمثلة في أجرة المواصلات المكلفة، خاصة الذين يتقاضون رواتب المعونة الوطنية الشهرية أو تجديد وإرسال الطلبات المتعلقة بمعاملات ديوان الخدمة المدنية أو الحوالات المالية البريدية وخدمة توفير صندوق البريد،  لافتا  الى ان كلفة إرسال برقية التعزية تصل الى أربعة دنانير.
من جهتة ، أكد مدير بريد معان محمد المطيرات أن مدير عام شركة البريد الأردني خالد اللحام قام مؤخرا بزيارة الى موقع مبنى البريد القديم، والذي تعرض للعبث والتخريب سابقا، للوقوف على دراسة وحصر جميع الاحتياجات والمتطلبات اللازمة، من حيث صيانة المبنى بالكامل بهدف الانتقال إليه، لكي يتم تشغيلة واستغلاله لخدمة المراجعين وسط المدينة، الى جانب تعزيزه بالكوادر الوظيفية.
وقال المطيرات أن المدير العام رفع تقريرا إلى مجلس إدارة الشركة، ليصار إلى توفير الدعم وإقرار تخصيص المبلغ لغايات أعمال الصيانة له، لافتا أن الأمور بحاجة إلى وقت، كون بعض الأمور لا بد أن تمر في إجراءات ومراحل قانونية.
وأشار أن شح الإمكانيات المالية المتوفرة في الوقت السابق، أدت إلى التأخير في تأهيل المبنى القديم وإجراء أعمال الصيانة والترميم له للانتقال إليه وإنهاء المبنى الجديد، والذي تم استئجاره للاستمرار في تقديم الخدمة لكافة المواطنين دون توقف، رغم إقرار المطيرات بضيق المبنى، وأنه لايصلح لأن يكون مبنى للموظفين أو استقبال المراجعين، و بعد مسافة المبنى الحالي عن وسط المدينة.