مبنى مدرسة جرينة بمادبا يضع حياة الطلبة على كف الخطر

وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين يتحدث خلال رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة الحسين للإبداع الصّحفي الخميس المضي- (بترا)
وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين يتحدث خلال رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة الحسين للإبداع الصّحفي الخميس المضي- (بترا)

أحمد الشوابكة

مادبا - يشتكي أولياء أمور طلبة مدرسة جرينة الثانوية الشاملة للبنين، من سوء أوضاع بناء مدرستهم، لتهالكه بسبب قدمه إذ مضى عليه أكثر من 68 عاما، ويتخوفون من أن يؤدي ضعف بنيته الى تعريض ابنائهم للخطر.

اضافة اعلان


أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتورة نجوى قبيلات، طمأنت الأهالي في بلدة جرينة، بان إعادة بناء المدرسة، مدرج على سلم أولويات الوزارة في مديرية محافظة مادبا، لتأمين بيئة آمنة للطلاب، ومناخ تعليمي مريح.


وحول سبب التأخر في إعادة تأهيل وصيانة المدرسة، أكدت قبيلات أنه بعد تلقي شكاوى عبر مخاطبات من مديرية تربية مادبا، تم الكشف الحسي بشأن واقع بناء المدرسة القديم الذي مضى عليه عقودا طويلة، مبينة أنه بحاجة لإعادة إنشاء من جديد، وأن عمليات ترميمه وتأهيله وحتى صيانته، لا يمكنها ان تؤهله ليكون مدرسة مؤهلة لاستقبال الطلبة.


أنشئ مبنى مدرسة جرينة الحالي في العام 1954، ولم تجر عليه صيانات جذرية منذ ذلك التاريخ، ليشهد في العقود الأخيرة اختلالات في بنيته وفي مرافقه، جراء غياب الصيانة الدائمة له.


وتظهر على جدران غرف الإدارة ومختبر الحاسوب وغيرها من الغرف الصفية، تشققات واضحة للعيان، وهذا بدوره تسبب بتعطيل دراسة مادة الحاسوب المعتمدة في المناهج الدراسية لفترة طويلة، وفق أهالي الطلبة.


وطالب الأهالي أكثر من مرة، ببناء جديد للمدرسة أو إعادة صيانة الحالية، وربط المباني المنفصلة فيها ببعضها، بدلاً من حالة التشتت التي تسبب ارباكا للطلاب، أثناء انتقالهم خلال الطابور الصباحي إلى الصفوف المتفرقة عن بعضها.


وفي ظل مطالب الأهالي الداعي بعضها لازالة المدرسة، وإنشاء بناء جديد مؤهل للدراسة فيه، ثار جدل واسع، بين مؤيدين ومعارضين بشدة لفكرة هدمه، باعتباره جزءا مهما من المباني التراثية في المحافظة، إذ مضى على بنائه أكثر من خمسة عقود.

وشدد معارضون على إعادة ترميم المدرسة وصيانتها لتظل شاهدا تاريخيا على بدايات التعليم النظامي في المحافظة.


غير أن ثمة رأيا آخر لوضع حد لهذا الجدل، تمثل بدعوة بعض المعماريين والمهندسين لاستخدام حجارة المدرسة القديمة عند بنائها ثانية، لتكون واجهة للمبنى الجديد، بما يحافظ على النمط المعماري الذي كانت عليه، وعلى الارث التاريخي الذي تمثله.


وبحسب مؤشرات وتقارير من لجنة أقرتها وزارة التربية والتعليم، للكشف الحسي عن المبنى ومعاينته، تكشفت هشاشة بنيته، وخرجت اللجنة باستنتاج يفضي الى ضرورة إعادة إنشاء المبنى القديم من الأساس.


ويجد رئيس مجلس التطوير التربوي لشمال مادبا أحمد الربايعة الشوابكة، ان هناك ضرورة ملحة لإزالة المبنى القديم الذي عفا عليه الزمن، كونه متهالك وقد يؤدي لأضرار ومخاطر على الطلبة والهيئة التدريسية، لكنه في الوقت نفسه، يؤكد أهمية استثمار احجار واجهات المبنى عند إعادة البناء لقيمتها التاريخية، مشددا على ان الوزارة ستنفذ إعادة بناء المدرسة.


ويجزم إبراهيم الشوابكة، ولي أمر طالب في المدرسة القديمة لجرينة، بأن الوضع الحالي للمدرسة خطر، وان الكثير من الأهالي يخشون تعرضه للانهيار، وقد يتسبب بأذى كبير لأبنائهم، ما يستدعي الاسراع بإزالته، بخاصة وأن فصل الشتاء بات على الأبواب.


كما أوضح ولي الأمر خلف عبد القادر، أهمية إنشاء مرافق جديدة غير موجودة في المبنى القديم عند انشاء مبنى جديد، كالمسارح والساحات والملاعب وغيرها، مطالباً الوزارة بالتفكير الجاد في بناء مسرح وقاعات داخل حرم المدرسة التي تتوافر فيها أراض واسعة.


وبين ولي أمر أحد الطلبة، فضل عدم ذكر اسمه، بأن وضع المبنى الحالي مزر ولا يلبي أدنى شروط السلامة العامة، ما يشير بوضوح الى أنه قد يتعرض للانهيار في أي لحظة، لوجود تشققات في سقفه العلوي، تتسرب منها المياه، وتتوزع على غالبية غرف المدرسة، بخاصة مختبر الحاسوب الذي بات شبه مغلق والدخول إليه يتطلب الحذر.


وطالب في الوقت نفسه، ربط مباني المدرسة ببعضها واستغلال الأرض لبناء مزيد من الصفوف، واستحداث فرع علمي، ليتسنى لأبناء قضاء جرينة دراسة هذا الفرع، بدلاً من الذهاب إلى مدينة مادبا لدراسته هناك، وهذا يزيد من أعباء أسرهم المادية، ويكلفهم وقتا وجهدا في الذهاب لمدارسهم والرجوع إلى منازلهم، مشيرا الى ان المدرسة تشتمل على فرع زراعي وأدبي.