متحف في واشنطن حول التمييز ضد السود

واشنطن - يأمل القيمون على متحف عن تاريخ الأميركيين من أصول افريقية، يفتتحه الرئيس باراك أوباما اليوم، إلقاء الضوء على التاريخ المظلم للولايات المتحدة في التمييز في حق السود، وإثارة اسئلة تتعلق بالهوية والمجتمع والسياسة، في ظل أحداث التوتر العرقي التي تشهدها البلاد.اضافة اعلان
ويكتسب هذا المتحف، المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين السود وثقافتهم، أهمية خاصة قبل اسابيع على موعد الانتخابات الرئاسية في بلد يشهد تصاعدا في الخطاب العنصري والعداء للمهاجرين والتأييد لأفكار كالتي يحملها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ومن المقرر أن يلقي اوباما، وهو أول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة، خطابا قبل افتتاح المتحف الواقع في قلب واشنطن.
وينقسم المتحف إلى قسمين، احدهما تحت الارض وهو مخصص لتاريخ الاميركيين السود والثاني في الطبقات الاعلى وهو مخصص للشؤون الثقافية والاجتماعية.
وتعرض في المتحف آلاف المقتنيات منها خوذة سوداء وقفازات حمراء لمحمد علي كلاي، وسترة سوداء لامعة لمايكل جاكسون، ومقصورة خضراء من قطار تعود الى ايام الفصل العنصري.
لكن كيف يمكن "وصف ما لا يوصف"، تتساءل نانسي بيركاو المسؤولة عن معرض "عبودية وحرية"، في القسم الاسفل من المتحف، وهو ما يجتهد القيمون على المتحف لمقاربته.
انتهت العبودية رسميا في الولايات المتحدة في العام 1865، لكن تردداتها ما تزال قائمة حتى الآن، وما تزال تشكل جذور احداث التوتر العرقي في البلاد، وفقا لنانسي التي تقف امام عربة كانت تستخدم لنقل العبيد من مزارع كارولاينا الجنوبية.
وتقول "توقيف الناس في الشارع بحسب مظهرهم ممارسة قديمة تعود الى 200 عام في الولايات المتحدة" في اشارة الى التمييز الذي ما تزال الشرطة تمارسه في حق السود الاميركيين.
وتضيف "بعض هذه الممارسات مستمرة في ثقافتنا لانها كانت ذات اسس قانونية لدى قيام هذا البلد".
في معرض حول الفصل العنصري في المتحف، صور لمالكوم اكس، وروزا باركس المرأة السوداء التي رفضت ان تترك مقعدها لرجل ابيض في حافلة العام 1955، الى جانب صور فظيعة لرجال سود شنقوا وايديهم موثقة ببعضهم.
وفي معرض حول نضال السود لتحصيل حقوقهم المدنية، صور لمارتن لوثر كينغ، وجماعات الدفاع عن السود مثل "بلاك باور" و"بلاك بانثر".
ومن التاريخ الى الحاضر، مع جماعة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود ذات قيمة) التي توثق انتهاكات الشرطة في حق السود.
وبحسب توماس ديفرانتز الباحث في جامعة ديوك الاميركية "يستجيب المتحف لحاجة عاجلة الى تفسير المسارات المعقدة، والانجازات والمثابرات الاستثنائية التي يجسدها السود".
وأمل ان يؤدي هذا المتحف الى تخفيف التوترات العرقية التي اججتها ممارسات الشرطة، رغم انه لا يمكن ان يكون علاجا سحريا لقرون من التمييز والعنصرية، كما يقول.
ومن المعروضات في المتحف تماثيل للاعب كرة السلة مايكل جوردان، والة ترومبيت للويس ارمسترونغ، وغيرها ما يدل على مساهمات السود في التاريخ والثقافة في الولايات المتحدة.
ويقول بول غاردولو المسؤول في المتحف ان هذا المشرع "يظهر ان السود كانوا هنا منذ البدء، وان الاجيال الحالية نشأت على مزيج من الاضطهاد، والنضال بوجه الاضطهاد". ويضيف "هوية الاميركيين السود معقدة، وهي تختلف باختلاف المنطقة والزمن، ليس من هوية واحدة لهم، لكن تاريخهم عامل اساسي في التاريخ الاميركي". - (أ ف ب)