متى سينتهي مرض كوفيد؟ السؤال الذي لن يذهب قريبا

فني يجري فحوصاً للكشف عن "كوفيد" في مختبر هندي - (أرشيفية)
فني يجري فحوصاً للكشف عن "كوفيد" في مختبر هندي - (أرشيفية)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة تيم موسولدر - (إل إسبيكتادور) 11/9/2021 كان من المفترض أن يحررنا التطعيم من قبضة الوباء المخيفة. سوف تعود الأمور إلى طبيعتها، مع عودة الحفلات، والأحضان وكل شيء آخر. ولكن الآن، مع انتشار متغير "دلتا"، وغياب الإثبات الكامل لنجاعة اللقاحات، عاد "كوفيد" ليسيطر مرة أخرى على نفسيتنا الجمعية. * * * بوغوتا- كثيرًا ما أقول، حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا حقًا، إنني لا ينبغي أن أرفع آمالي كثيراً أبدًا. بهذه الطريقة يمكنني الإصابة بخيبة الأمل. سوى أن الحياة ستفقد قدرًا كبيرًا من سحرها إذا كنت نادرًا ما تكون متحمسًا لأي شيء. وكما تقول أغنية آرماندو مانزَنيرو "عن الخيالات الليلية": "من يهتم إذا كنت أعيش على الأحلام/ إذا كان ذلك يجعلني سعيدًا"؟ صحيح أننا غالبًا ما نكون أكثر ابتهاجاً واحتفالًا عشية العيد أكثر من ابتهاجنا في يوم العيد نفسه. ونحن نعلم أن المقبلات يمكن أن تكون لذيذة مثل الطبق الرئيسي، وأن الحلم بالسفر يمكن أن يكون أجمل من القيام برحلة فعلية. وبالمثل، أعتقد أن الكثيرين منا، بعد أن تلقوا أخيرًا جرعتنا الثانية من لقاح "كوفيد"، كانوا يتوقعون أن يكونوا محميين من الفيروس الذي قلب حياتنا رأساً على عقب. لقد فكرنا في فكرة "التحصين" بالمعنى الكامل للمصطلح: سوف نكون محصنين ضد المرض؛ منيعين ضد هذا الفيروس المروع. وعلى هذا النحو، أمضينا أسابيع أو شهورًا ونحن نحلم بالسعادة، والحفلات، والرحلات، والعناق والوجوه الودودة، لفترة من الوقت. ولكن، عندما بدأت الحقيقة الكاملة في الظهور، كانت خيبة الأمل مؤلمة، حتى لو أن أحداً لا يستطيع أن يسلب منا أفراح الأشهر الماضية الخيالية. للحظة فقط كرهنا الواقعيين الذين فتحوا أعيننا على الحقيقة، لكننا عرفنا أننا يجب أن نعود إلى الواقع المرير، سواء أحببنا ذلك أم لا. الثقة التي جاءت مع التطعيم آخذة في التلاشي فجأة، لم يعد "التحصين" يعني أننا لن نصاب بالعدوى، وإنما أصبح يعني أن أعراض العدوى لن تظهر علينا. ومع ذلك، أكدوا لنا أننا إذا أصبنا بالعدوى فعلياً، فسيكون المرض خفيفًا، وأنه مع اللقاح، أصبح من الأقل احتمالاً بكثير -ولكن ليس من المستحيل، بعد إذنك- أن ينتهي بنا المطاف في وحدة العناية المركزة أو في نعش. أصبح الحلم العظيم مجرد سلوى صغيرة. ثم جاءت التقارير المقلقة عن المتغيرات الجديدة لفيروس "كورونا" (شاقة طريقها عبر أحرف الأبجدية اليونانية)، والتي ما يزال يتعين علينا أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت جميع اللقاحات فعالة ضدها أم لا، أو إلى أي درجة. ولحسن الحظ، كانت هذه اللقاحات فعالة ضد متغيرات الفيروس حتى الآن، ويعتقد المتخصصون في العدوى أن المتغيرات الجديدة ستكون أكثر عدوى -لكنها أقل فتكًا. ففي نهاية اليوم، تفضل الفيروسات الانتشار والتكاثر على قتل مضيفيها. ومع ذلك، يبدو أن متغير "دلتا" قد أعاد تشكيل هذا التفاؤل المتبقي وحوله إلى تخوُّف. لا شك في أن أفضل حماية هي تلقيك، وارتداء قناع وجهك، وغسل يديك، وتجنب الأماكن المغلقة المكتظة بالناس. لكن اللقاح هو شيء مثل سترة واقية من الرصاص يمكن أن تحمي أعضاءنا الحيوية، وإنما ليس أرجلنا، بالطريقة نفسها التي يحمي بها القناع الفتحات في وجهك، وإنما ليس يديك. وهكذا. يعتمد التفاؤل في البلدان الغنية الآن على الجرعة الثالثة من اللقاح -جرعة التعزيز- التي تهدف إلى تعويض الانخفاض التدريجي في الأجسام المضادة. وعلى الرغم من عدم وجود دراسات قاطعة تثبت أن الجرعة الثالثة ضرورية لجميع أولئك الذين لا يشتكون من ضعف في المناعة، فقد بدأت الدول الغنية بالفعل في تخزين اللقاحات، ما يعوق نقلها إلى البلدان الفقيرة التي لم تحصل حتى على الجرعات الأولى. من الواضح أن شركات الأدوية تفضل البيع لأولئك الذين يستطيعون دفع أي ثمن، وبشكل مسبق، بدلاً من المساومة مع الدول الفقيرة التي تريد خصومات ووقتًا أطول للدفع. إننا نعيش مع فكرة جميلة عن الإيثار الذي نتوقعه من الأفضل بيننا -وهو وهم لا يتحول أبداً إلى خيبة. مثل جرعات اللقاح نفسها، أصبحت الثقة التي جاءت مع التطعيم تتلاشى. وأصبح الاحتمال الأكثر ثباتًا بالنسبة لنا في الوقت الحالي هو أن جرعة مزدوجة من اللقاح ستحبط الإصابة بحالة شديدة من "كوفيد". وأنا، شخصياً، أعيش على هذا الأمل وأريد أن أبقيه حياً كل يوم. تساعدنا الآمال على العيش لفترة أطول إذا استطعنا رعايتها من دون خوف من خيبات الأمل. لكن الوهم ينبغي أن يتمتع بقوة الحقيقة حتى يعمل. وفي الوقت الحالي، على الأقل، ما يزال صحيحًا أن التطعيم يكاد يكون من المؤكد أنه ينقذنا من الموت. *نشر هذا المقال تحت عنوان: When Will COVID End? The Question That Won't Go Awayاضافة اعلان