مجددا.. خرج ولم يعد

قبل أن يتم تطبيق الاحتراف في كرة القدم الأردنية منذ أكثر من عشر سنوات، شهدت الكرة الأردنية حادثة غير مسبوقة تحت عنوان «خرج ولم يعد»، حين حزم لاعب الوحدات ومنتخب الشباب عبدالله ذيب أمتعته وتوجه صوب البحرين لخوض أول تجربة احتراف له، مستفيدا من التشريعات الدولية التي تسمح لكل لاعب بلغ الثامنة عشرة من العمر، التحرر من «القيد النادوي» إن لم يكن قد وقع عقدا رسميا مع ناديه واضح القيمة والمدة والشروط.اضافة اعلان
خوف الأندية من تكرار «هروب اللاعبين» حتى تحت مسمى «الاحتراف الخارجي»، جعلها توافق على «أهون الشرين»، فاختارت تطبيق الاحتراف في أضيق حدوده، ومنذ ذلك الحين تبدو تائهة بين «الاحتراف العشوائي» و»الهواية المنظمة»، ما جعلها غير قادرة على معرفة ماذا تريد وكيف تسيّر شؤونها؟.
من الواضح أن احتجاب اللاعبين عن التدريبات تارة والمباريات تارة أخرى، ومطالبتهم المتكررة بالحصول على مستحقاتهم، جعلا الكرة الأردنية وأنديتها تعيش في أزمات متلاحقة، فاللاعبون والمدربون يطالبون بحقوقهم والأندية تبدو كمن يسير على حبل في الهواء، ومعرضة للسقوط في أي لحظة.
معاناة الأندية في مشاكلها لم تتوقف على اللاعبين المحليين، الذين يحطمون الرقم القياسي بعدد الشكاوى لدى لجنة أوضاع اللاعبين، بل امتدت إلى اللاعبين من الخارج، الذين «هرب» بعضهم، وينتظر البعض الآخر دوره إن لم يحصل على مستحقاته أو جزء مقبول منها.
خلال اليومين الماضيين، خرج محترفان لبنانيان من دون إبلاغ نادييهما بالرحيل، مع أن المؤشرات والتحذيرات كانت توحي بأن اللاعبين اللذين أعطيا ناديي الفيصلي والرمثا مهلة للحصول على مستحقاتهما، سيغادران من دون شك، لأن تلك المستحقات لم تدفع، ولأن اللاعبين يدركان حقوقهما القانونية في فسخ العقد واللجوء للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» للحصول على مستحقاتهما المالية.
الفيصلي أصدر بيانا قال فيه، إن المحترف اللبناني هلال الحلوة عاد إلى الأردن الخميس الماضي، قبل أن يغادر إلى تركيا دون علم ناديه، في حين ذكر الرمثا أن محترفه ماجد عثمان رفض استلام الشيك ورفض الالتحاق بالتدريب والمشاركة في المباراة أمام البقعة، وغادر الأردن من دون إعلام النادي بشكل رسمي.
عندما أقرأ هذين البيانين، أدرك تماما الحالة التي وصلت إليها أنديتنا، التي تدرك أو لا تدرك «لا أعلم» بأن «قضاياها خاسرة»، وأن صدور قرار «فيفا» بإلزامها على الدفع قبل التعرض لعقوبات إضافية مع الدفع، مسألة وقت لا أكثر، لأن اللاعبين يدركون أين حقوقهم وكيف يحصلون عليها من أندية لا تريد الدفع ولا تعلم تفاصيل الأنظمة الدولية المختلفة كليا عن تلك المعمول بها محليا، ولعل نظرة إلى جميع الشكاوى السابقة لدى «فيفا»، وآخرها شكوى التونسي هشام السيفي على نادي الوحدات، تؤكد أن المشتكين دوما على حق، وأن أنديتنا تدفع مجبرة ما عليها إضافة الى الفوائد وأتعاب المحامين.