محمد قطيش ينجح في التغلب على "متلازمة داون" ويحقق حلمه بالعمل - فيديو

Untitled-1
Untitled-1

احمد الرواشدة

العقبة - في حالة نادرة سجلت في الشرق الأوسط، نجح العشريني محمد قطيش في التغلب على مرض متلازمة داون، والاندماج بالمجتمع، بعد أن أكمل جميع مراحل الدراسة، ليحقق حلمه، بالالتحاق بوظيفة في وزارة التربية والتعليم في محافظة العقبة.اضافة اعلان
وقطيش البالغ من العمر (24)عاما، درس الفندقة في مركز التدريب المهني، وعمل لستة أشهر في متنزه سلمى، وتقدم بطلب وظيفي إلى وزارة التربية والتعليم، وهو حاليا موظف يعمل ضمن طاقم مديرية التربية والتعليم في العقبة، يحبه زملاؤه، واصبح جزءا من حياتهم اليومية.
ويرجع قطيش نجاحه في حياته، إلى والدته، التي اتبعت سياسة الدمج منذ اليوم الأربعين من ولادته عندما اكتشفت حالته، حيث بدأت في تقوية عضلات طفلها ومساعدته على التحرك.
وتقول والدته، "لا أخفي ألمي حينها، لكن الآن أشعر بالندم لأنني كنت أبكي، لأني أرى في محمد الآن صورة مشرقة، فهو حاليا معيل للعائلة وليس عالة عليها.
وتؤكد والدة محمد، أنها عمدت منذ سنوات عمره الأولى على اتباع سياسة الدمج، التي أكد لها المختصون أنها الطريقة المثلى في علاج ابنها، حيث أن أطفال متلازمة الداون، هم من يحتاجون إلى الدمج أكثر من غيرهم، لأنهم يتمتعون بذكاء شديد، ولديهم القدرة على التقليد.
وفي رحلتها مع سياسة الدمج، تقول أم محمد إنها خلال تواجدها في المنزل مع اخوة محمد الستة، كانت تقوم بتكرار الكلام أمامه بمشاركة أشقائه، حيث يتكرر الكلام أمامه ما يزيد على السبع مرات، ما يساعده على حفظ المصطلحات، وكذلك الحال قامت بمتابعته من خلال المدرسة مع المعلمين والطلاب.
وحظي محمد خلال مرحلة الدراسة بتكريم خاص من جلالة الملك عبدالله في العام 2010، إذ تم تقديمه كأفضل طالب يعاني من إعاقة نجح في دراسته.
وكان محمد يتعامل مع مدرسيه وزملائه بكل احترام ومحبة، وتم منحه مشروعا إنتاجيا، بالإضافة إلى أن جلالة الملكة رانيا العبدالله قامت كذلك بتكريم محمد خلال زيارتها للمدرسة التي يدرس فيها ورؤيتها له، وهو يستخدم الكمبيوتر وكيفية تفوقه في جميع المجالات.
وتؤكد والدة محمد، أنها ثابرت وكابدت حتى يتم قبول محمد في المدارس الحكومية، إذ كانت بعض المدارس ترفض وجوده، اعتقادا منها أن "أطفال متلازمة الداون غير قادرين على الاندماج في المجتمع، وأنهم يسببون إرباكا في الصف الدراسي"، إلا أن محمد أثبت عكس ذلك تماما، ما حدا بمعلميه لتشجيعه وإسناد الكثير من الأعمال المدرسية إليه، ليساعدوه على التعاون مع الطلاب ويصبح قادرا على تحمل المسؤولية. وحاليا، لا يمكن معرفة أن محمد يعاني من إعاقة "متلازمة الداون"، إذ إنه من خلال عمله في مديرية التربية والتعليم، يقوم بمساعدة المراجعين للوزارة، ويشارك في عمليات مراقبة امتحانات التوجيهي، وكان ضمن الفريق العامل في تنظيم عملية الانتخابات التي جرت مؤخرا.
ويشعر محمد بالسعادة "لوجود والدته إلى جانبه"، وهو يرد لها الجميل من خلال مساعدتها في إعالة الأسرة بعد وفاة والده، وهو طفل صغير، بالإضافة إلى مساعدته لوالدته في أعمال المنزل بشكل دائم.
وتؤكد والدة محمد قائلة "إن الأمل ينعش الأسرة ويحييها وأمل الأسرة ينعكس على الأقارب والجيران، ويحيي جموعا كبيرة من الناس الذين يجب أن يتعلقوا بالأمل والعمل في ذات الوقت".

;feature=youtu.be