محمية ضانا.. تنقيبات عن النحاس ولا بيع لأراضيها

figuur-i
figuur-i

فيصل القطامين

الطفيلة – أثارت عمليات تنقيب عن النحاس من قبل شركة وطنية في المحيط الحيوي لمحمية ضانا، شكوكا على وسائل التواصل الاجتماعي في الطفيلة، والتي ذهبت إلى الحديث عن بيع هذه الأراضي أو تأجيرها لمستثمر أجنبي.اضافة اعلان
ويؤكد مدير أراضي بصيرا إبراهيم الشحاحدة، أن الأراضي التي تقع عليها محمية ضانا ومحيطها الحيوي مسجلة باسم خزينة المملكة الأردنية الهاشمية وتعود لمديرية الحراج وخصصت للمحمية.
ونفى الشحاحدة ما تم تداوله على وسائط التواصل الاجتماعي من أن تكون أراضي محمية ضانا مباعة أو مؤجرة لأي جهة كانت ولا لأي مستثمر.
وبين، أن أي عمليات بيع لا تتم إلا من خلال مديرية أراضي بصيرا، والتي لم تسجل أي عملية بيع أو تأجير لها، لافتا إلى أن ذلك يتعارض مع قانون أراضي الحراج التي لا يمكن بيعها أو تأجيرها.
من جانبه قال مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي المهندس عامر الرفوع، إن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يجانب الحقيقة وهو عار عن الصحة، ومجرد اختلاق لمعلومات مضللة هدفها بث التشويش والإرباك.
وبين الرفوع أن مشروعا وطنيا إستراتيجيا يجري العمل عليه في محيط المحمية، يتمثل في التنقيب عن النحاس من قبل شركة محلية وليست أجنبية، مشيرا إلى أن بيع أو تأجير أراضي المحمية يتعارض مع هذا المشروع الوطني.
وأكد أن القوانين والتعليمات تمنع بيع هذه الأراضي لمستثمر أجنبي، مشيرا الى ان العمل بمراحل المشروع وصل إلى ما يزيد على 60 %، سيما وأنه من المقرر الانتهاء منه في شهر آب (أغسطس) من العام المقبل.
وأضاف الرفوع، أن الأراضي الواقعة عليها المحمية والبالغة مساحتها نحو 300 كم2 هي أراض مخصصة للجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة بقرار من رئاسة الوزراء، ولا يمكن التصرف بها بأي شكل من الأشكال تنفيذا لتعليمات الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة الخاصة بحماية التنوع الحيوي في المحمية.
وبين أنه تم في العام 2016 تفويض الحكومة لمستثمر من القطاع الخاص المحلي لدراسة واستكشاف خامات النحاس في محيط أراضي المحمية على مرحلتين الأولى بمساحة 61 كم مربع والثانية بمساحة 45 كم مربع، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى تحت مراقبة الجمعية العلمية الملكية لتحديد الآثار البيئية للمشروع.
وتقع محمية ضانا للمحيط الحيوي 25 كم إلى الجنوب من الطفيلة على مساحة تزيد على 320 كم مربع.
وتعد من أهم وأبرز المحميات العالمية لأسباب تتعلق بتنوع أنماط المناخ والتضاريس فيها، والتي ساهمت في تعدد وتنوع أشكال الحياة البرية فيها.
ووفق المهندس الرفوع، فإن محمية ضانا تستحوذ على أنماط نباتية وحيوانية عديدة، اذ سجل في المحمية نحو 833 نوعا من النباتات ثلاثة منها يسجل لأول مرة عالميا، إلى جانب تسجيل 38 نوعا من الحيوانات، و215 نوعا من الطيور أي ما يقارب 50 % من أنواع الطيور والثدييات في الأردن.
وتتوزع أربعة أنماط مناخية في المحمية أدت إلى تنوع الحياة الطبيعية فيها بشكل لافت، فيما تقع على سلسلة جبلية تتراوح في الارتفاع بين 1600 م هبوطا إلى 100 متر فوق سطح البحر.
وتتميز المحمية باحتضانها 98 موقعا أثريا تعود لحقب تاريخية مختلفة، أبرزها موقع فينان الأثري، الذي يعتبر أهم موقع تاريخي في حقبة تعدين النحاس.
وأعلنت محمية ضانا منطقة مهمة للطيور في الشرق الأوسط عام 1995، وتم نشر إعلانها في كتاب المناطق المهمة للطيور (إيفانز 1995)، وأيضا في تقرير مراجعة المناطق المحمية في الأردن، الذي نشرته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العام 2000.