مخيم جرش.. كورونا تطل برأسها والشوارع والأسواق شبه خالية

صابرين الطعيمات

جرش– بدت أسواق ومدارس وشوارع مخيم جرش شبه خالية، عقب الإعلان عن وجود 3 إصابات من أسرة واحدة في بلدة الحدادة، أحدها لطالب في مدرسة ذكور مخيم جرش، وذلك تخوفا من انتقال العدوى بين السكان وتفشي الوباء داخل المخيم، الذي لا يقل تعداده عن 20 ألف نسمة، خاصة أن مناطقهم تشهد تشوهات صحية واجتماعية تسهل من انتقال العدوى.اضافة اعلان
وامتنع العشرات من أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، حرصا على سلامتهم، مطالبين بإغلاق المدارس القريبة من المخيم والقريبة من بلدة الحدادة كذلك، سيما وان هذه المناطق مجاورة لبعضها البعض.
وقالت ولي الأمر فاطمة الجعبري من سكان بلدة المنشية وهي بلدة تقع على حدود المخيم وبالقرب من قرية الحدادة، أنها فضلت عدم إرسال ابنائها إلى مدرستهم في المخيم، بعد ظهور إحدى الإصابات إلى حين ظهور نتائج المخالطين والتأكد من عدم وجود إصابات جديدة.
وتعتقد أن ظهور إصابات في المنطقة مؤشر خطير على سهولة وصول المرض وانتقاله بين القرى والمدارس، وخاصة أن منطقتهم خارج التنظيم وتعاني من تشوهات صحية واجتماعية تسهل من انتقال العدوى.
وأكد السكان أن خطورة وصول الوباء إلى المخيم تكمن في الزخم السكاني وطبيعة المنطقة السكانية وتلاصق مساكنهم، بالاضافة الى عدم وجود اي تباعد بينهم في المدارس والأسواق والطرقات لكثرة الزخم السكاني مقارنة بالمساحة المتوفرة وطبيعة الأوضاع والظروف السكنية والاجتماعية والاقتصادية التي يتميز بها مخيم جرش، خاصة وأن بلدة الحدادة التي ظهرت فيها الإصابات قريبة جدا من مخيم جرش وسكانها يرتادون المخيم للتسوق وقضاء حوائجهم.
إلى ذلك قال المواطن مأمون الوقفي، أن بيئة المخيم تعد بيئة مناسبة لانتقال الأمراض والأوبئة، سيما وأنهم يعانون من مشاكل عديدة وهي تلاصق مساكنهم وعدم توفر أي تباعد اجتماعي بين السكان، فضلا عن سوء الوضع الصحي وتراكم النفايات لقلة عدد عمال الوطن ومشاكل في وصول مياه الشرب، خاصة في المناطق المرتفعة.
وأكد أن حملات التعقيم لم تبدأ في المخيم لغاية الآن، والنفايات ما زالت متراكمة، على الرغم من خطورة الوباء وسهولة انتشاره، وضرورة إجراء حملات التعقيم، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك إصابات أخرى فستنتقل العدوى بصورة أكبر بين أبناء المخيم وتسبب كارثة.
وأوضح المواطن سهيل العجوري، أن السكان قلقون وخائفون من الوباء وقد خفت الحركة في الأسواق والطرقات والتزم المئات منهم بارتداء الكمامات حرصا على صحتهم، سيما وأن سكان مخيم جرش لا يحملون أي أرقام وطنية وغير مؤمنين صحيا وكل ما بحوزتهم جوازات سفر مؤقتة تجدد كل عامين.
وبين أنهم حذرون من تفشي الوباء في المخيم، لإدراكهم أنهم سيواجهون صعوبات في التأمين الصحي وتكاليف العلاج والفحوصات الباهظة، مقارنة مع أوضاعهم المالية الصعبة وتضررهم اقتصاديا منذ بدء الجائحة لغاية الآن.
وناشد العجوري الجهات المعنية، بضرورة تكثيف جهودهم في تعقيم المخيم بمختلف مرافقه وعمل حملة كبيرة لجمع النفايات وتوزيع الكمامات على المواطنين، سيما وان أغلبهم عمال مياومة ومن ذوي الدخل المحدود وغير قادرين على شراء الكمامات.
وقال الناشط محمد جعفر، إن السكان بحاجة إلى كمامات وإلى حملات تعقيم وتنظيف للمخيم، الذي تتراكم بين أزقته النفايات، مشيرا الى حاجته إلى إجراء الآلاف من الفحوصات للمخالطين، خاصة وأن عدد سكان المخيم كبير ومساكنهم متلاصقة جدا.
ويرى أن سكان المخيم مصابون بحالة من الذعر والخوف، جراء وصول الوباء إلى مخيم جرش، فيما هم غير مشمولين بتأمين صحي وعاطلون عن العمل، ويعانون أصلا من مشاكل صحية واجتماعية ومشاكل في وصول مياه الشرب لمخيمهم.
وكان محافظ جرش فراس أبو قاعود، أوعز بإغلاق مدرسة مخيم جرش الإعدادية للبنين 14 يوما، وتحويل التعليم فيها عن بعد، إثر ظهور إصابة لأحد الطلاب فيها وفق البروتوكول الطبي المعمول به عالميا.
إلى ذلك قال رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عودة أبو صوصين، أن سكان المخيم مصابون بحالة من الخوف والذعر نظرا للظروف الإستثنائية في المخيم من حيث عدد السكان الكبير والتلاصق بين مساكنهم، وسوء الأوضاع الصحية في المخيم.
وأشار إلى خلو الاسواق تقريبا من المتسوقين بسبب ظهور إصابات بين الطلاب وارتفاع درجات الحرارة، سيما وان الاسواق تقام في المخيمات على مساحات ضيقة، تجعلها دائما مزدحمة بالتجار والمتسوقين، ما يغيب أي تباعد اجتماعي.
ويعتقد أنه من الطبيعي أن يمتنع عدد من أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم إلى المدارس القريبة من المدرسة، التي تم إغلاقها لحين ظهور نتائج المخالطين، خاصة وأن الطلاب من الأسرة الواحدة عادة ما يدرسون في عدة مدارس ويخالطون بعضهم بنسبة كبيرة.
وأكد أن معالجة الأوضاع الصحية أصبحت ضرورة ملحة في المخيم لوصول الوباء إليهم من حيث جمع النفايات وحملات التعقيم والرش على مدار الساعة والمخيم بحاجة إلى حملة وطنية شاملة لمساعدته في معالجة الخلل الصحي فيه.
وناشد أبو صوصين البلديات القريبة من المخيم بضرورة تزويدهم بآليات جمع النفايات وآليات للرش والتعقيم وعمال وطن، فضلا عن ضرورة توزيع الكمامات على السكان، سيما وأنهم غير قادرين أصلا على شراء الكمامات أو القفازات وأغلبية السكان عمال مياومة وعاطلون عن العمل منذ بدء الجائحة.
إلى ذلك قال رئيس بلدية المعراض فيصل الظواهري، أن كوادر البلدية تقوم منذ الإعلان عن الإصابات بتعقيم البلدة والبلدات المجاورة لها والمدارس والأسواق، مشيرا الى انها قامت كذلك بتكثيف حملات جمع النفايات والتأكد من وصول مياه الشرب للمنطقة المعزولة وتوفر كافة الاحتياجات الأساسية للسكان المحجور عليهم.
وأكد الظواهري، أن البلدية قامت كذلك بحملات رش وتعقيم لمخيم جرش وتقديم كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي لأبناء المخيم، لمنع تفشي الوباء بالمخيم والحفاظ على المستوى الصحي المناسب فيه.