مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة يساعدهم على التفوق

على المربين مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة- (ارشيفية)
على المربين مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة- (ارشيفية)

عمان- ها قد بدأت الامتحانات النهائية، ويُقدر للأهل قلقهم على أبنائهم، لكن عليهم أن يتذكروا جيدا أن للأبناء قدرات معينة ومواهب دفينة، فقد يبدع أحدهم في امتحان الرياضيات، ويخفق في امتحان التاريخ مثلا.اضافة اعلان
لذلك على الأهل أن يتذكروا أنه قد يكون هناك فنان دفين داخل أحدهم، فيبدع في الفن دون غيره، وقد يكون هناك رياضي سيتفوق في الرياضة ويخفق في مادة أخرى، وان هناك مهندسا يختبئ في أحلام أحدهم، فتراه يبدع في الرياضيات لكنه يخفق في الجغرافيا.
فهذه رسالة موجهة إلى كل ولي أمر، وكل أم وأب من تربويين يعون تماماً ما يريده الآباء، بأن يكون أبناؤهم في مصاف الأوائل في المدرسة في مختلف المراحل الدراسية، وأن يكونوا متقدمين على أقرانهم، ولكن يجب أن يعي الأهل أكثر بأن لأبنائهم طاقة استيعابية معينة يصعب تجاوزها، وعلينا هنا أن لا نحملهم أكثر من سعتهم.
على كل أم وأب وتربوي أن يعترف ويراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وعلينا أن نؤمن بأن كل طالب قد يكون الأول في مادة ما، لكنه الثاني أو الثالث أو الأخير في مادة أخرى، أو قد يفشل في مادة أو أكثر، لأنها لم تتوافق مع أهوائه أو رغباته أو قدراته.
ولكن المؤسف، هو إصرار الآباء والأمهات على صناعة الطالب وفق طموحاتهم هم، لا وفق قدرات أبنائهم، وهذا قد يؤدي بهذا الطالب إلى التراجع في تحصيله أو إحساسه بالضغط النفسي الذي قد يجعله عرضة للتسرب المدرسي، لذا يجب علينا كأولياء أمور أن نؤكد على ثقة أبنائنا بأنفسهم وقدراتهم، وإراحتهم نفسيا للقضاء على رهبة الامتحان عندهم.
هناك العديد من الأساليب التي يمكن للأهل أن يعلموا من خلالها أبناءهم بأن الفشل في الامتحان لا يعني نهاية الحياة، علينا تعليمهم أن السعادة تتحقق بمدى رضاهم عن أنفسهم وعن أدائهم، وأن لا يتم ربط واقتران سعادة الأهل بنجاحهم أو فشلهم تحصيليا فقط.
على الأهل كذلك أن لا يشعروهم أن حبهم لهم ورضاهم عنهم مقرون بإحرازهم الدرجات العالية، "علموهم أن رضاكم وسعادتكم يرتبطان بما يقدمون من جهود وبما يبذلون من استثمار حقيقي لقدراتهم ومساعدتهم على اكتشاف أنفسهم".
كما يجب على أولياء الأمور أن يساعدوا الطالب في جميع مراحل الدراسة على إخراج القدرات الدفينة في دواخلهم، ولعل أكثر ما يؤذي الطالب هو مقارنته برفاقه، ومعايرته بهم، فلا يجب أن يصنع الأهل من رفقاء أبنائهم أعداء لهم، بل يجب تشجيعهم على بناء العلاقات السليمة بين أقرانهم غير المعتمدة على التفوق في التحصيل.
ليس بالضرورة أن يلزم الأهل الابن أو الابنة بمصادقة الأول في صفه على أمل أن يصاب بعدوى التميز، على العكس قد تكون هذه المصادقة سببا في تراجع تحصيله أكثر فأكثر، في محاولته الوصول لمستوى هذا الرفيق، وحين تعجز قدراته عن اللحاق به، يصاب بحالة من الإحباط واليأس التي قد تؤثر على أدائه سلباً.
وأخيرا، يجب على الأهل دائماً أن يشجعوا أبناءهم بالكلمة الطيبة ومساندتهم لهم بالابتسامة المشجعة وهم يهمون بالتوجه للمدرسة، والدعاء لهم بالتفوق والسداد والنجاح، بما يستطيعون أن يقدموه من مثابرة وجهد ومتابعة.

التربوية انتصار أبو شريعة
مديرة مديرية تربية لواء ماركا