مرشح ترامب لوزارة الخارجية تحت مجهر المشرعين الأميركيين

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب - (أرشيفية)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب - (أرشيفية)

تغريد الرشق

واشنطن- في الوقت الذي شكل فيه اختيار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للرئيس التنفيذي لشركة اكسون موبيل ريك تيرلسون، مرشحا لوزير الخارجية، يؤكد مراقبون أن الوزير الجديد، سيواجه رقابة مكثفة من قبل المشرعين الأميركيين، بخصوص علاقته مع روسيا، لا سيما وان هذه الدولة منحته وسام صداقة في العام 2013، ولصداقته مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وفيما لم يخف ترامب نيته التقرب من روسيا خلال حملته الانتخابية، الا أن المفاجأة هي سيدة الموقف الآن، بعد ان بدء بالتطبيق الفعلي لبعض شعاراته الانتخابية، حيث سيطرت تداعيات واسباب اختيار تيرلسون على التحليلات الاخبارية وعلى القصص الرئيسية في الصحف الأميركية أمس.
صحيفة نيويورك تايمز اعتبرت ان الرئيس المنتخب دونالد ترامب يقوم بتجنيد الأعضاء المخضرمين في مؤسسة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري لكي يكفلوا تيلرسون، ويدعموا اختياره له كالمسؤول الرئيسي عن السياسة الخارجية للبلاد.
لكنه ولكي يفوز بموافقة مجلس الشيوخ، على هذا التعيين، فسيحتاج تيلرسون لمواجهة شكوك الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مسيرته الطويلة في شركة الطاقة العملاقة التي يرأسها.
وقالت الصحيفة انه من المتوقع أن تركز جلسات الاستماع للكونغرس بشكل خاص، على التعارض المحتمل بين صفقات النفط والغاز بشركة اكسون، والعقوبات الأميركية على روسيا.
ولكن الفريق الانتقالي لترامب قد جهز موافقات رفيعة المستوى عن تيلرسون، بهدف التعامل مع المخاوف بشأن روسيا وبوتين، وفقا لأشخاص مطلعين على الخطة، بحسب ما نقلت الصحيفة.
وكان ترامب غرد عن هذا التعيين قائلا انه اختار احد قادة الأعمال الحقيقيين العظماء في العالم، لشغل منصب وزير الخارجية الأميركي، وهو الأمر الذي يرى مراقبون فبه تناقضا، نظرا لأن خلفية وزير خارجية دولة عظمى مثل أميركا لا بد وان تكون سياسية بدرجة اكبر وليست اقتصادية بشكل اساسي.
ومن الشخصيات التي ايدت تعيين تيرلسون  بقوة، روبرت غيتس، والذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس أوباما والرئيس جورج دبليو بوش، وذلك في بيان صباح الثلاثاء، واصفا إياه بأنه "بطل عالمي  يمثل افضل القيم في بلادنا"، وقال انه سوف يجلب "معرفة واسعة وخبرة ونجاحا في التعامل مع عشرات من الحكومات والقادة في كل ركن من أركان العالم".
وبالنسبة لشخصيات آخرى من المتوقع أن  تدعم تيرلسون بقوة، وان ترفض المخاوف بشأن روسيا، نائب الرئيس السابق ديك تشيني ووزيرا الخارجية السابقان جيمس بيكر وكوندوليزا رايس، وغيرهما.
وزير الخارجية الحالي جون كيري بدوره، هنأ تيرلسون لترشيحه كخليفة له، وقال في بيان حصلت "الغد" على نسخة منه ان الوزارة ستستمر يتقديم كل الدعم من اجل انتقال سلس، لكي تتمكن الإدارة المقبلة من القيام بالعمل الهام للسياسة الخارجية الأميركية حول العالم.
من جهتها، وتحت عنوان " لماذا اختار ترامب تيرلسون؟"، استذكرت مجلة بوليتيكو أمس، سلسة المرشحين لهذا المنصب، الذي يعد الأرفع بين الوزراء، واشارت إلى أن المحافظ السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني اعلن رغبته بصوت عال، بأن يتولى هذا المنصب.
وتابعت انه وفي حين استمال المرشح الرئاسي الأسبق عن الجمهوريين ميت رومني الرئيس المنتخب لكي ينال المنصب، وبينما كان الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس ممتنا لأن يكون أحد المرشحين العلاقات الخارجية، وكذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس بوب كوركر، إلا انه ومن بين الزوار الكثر لبرج ترامب، حيث يقطن حاليا،  فان تيلرسون من الذي " دخل الباب الخلفي للبرج (مرتين)، غادر  ليصبح وزيرا للخارجية".
وفيما تغمز المجلة هنا إلى انه لم يكن يلهث وراء المنصب، وأن أحدا لم يتوقع توليه للموقع، كشفت نقلا عن مصادر من فريق ترامب الانتقالي، انه عندما التقى الرئيس المنتخب مع تيلرسون في برج ترامب يوم  السادس من كانون الأول (ديسمبر)، فانهما توافقا وحصل انسجام يبينهم، على الفور.
 كما  اضاف المصدر ذاته " اثنان من الرجال الذين قدموا صفقات بمليارات الدولارات ويمكنهما ان يتباهيا  بتشغيلهما  لشركات متعددة الجنسيات"، واعتبر المصدر  ان هذا الرجل هو تماما " النموذج الذي يحبه ترامب فهو مثال الرجل القوي والواثق"،  وان دونالد قال بعيد لقائه معه، ان تيرلسون من نوع الرجال الذين يفرضون احترامهم عندة دخولهم لأي مكان.

اضافة اعلان

[email protected]