مركزية القضية الفلسطينية

لا جدل في محورية القضية الفلسطينية في جهود احلال السلام في المنطقة. ذلك هو الموقف الذي أكد عليه جلالة الملك في مقابلته مع صحيفة دير شبيغل التي تنشرها الصحف المحلية اليوم.

اضافة اعلان

وهذا موقف يجب أن يقرأه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وهو يصر على أن يرسم أحادياً حدود دولة اسرائيل.

مركزية القضية الفلسطينية تعني انها ستظل حية طالما بقي حق الشعب الفلسطيني مهضوماً. وهي تعني أيضا ان السلام والاستقرار لن يتحققا إذا لم تفضِ العملية السلمية، التي تعيش النزع الأخير منذ سنوات، إلى حل يقبله الفلسطينيون.

فحل مفروض من اسرائيل لن يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. هو حل سيستند الى موازين القوى لا الى متطلبات السلام العادل. وستكون النتيجة استمراراً لحال الصراع ومزيداً من اسباب الانفجار المستقبلي.

السلام الذي يدوم هو السلام الذي تتفق عليه الأطراف المتنازعة. الحل الأحادي، تعريفا، هو فرض لموقف طرف على الطرف الآخر. وذلك هو السبيل إلى استمرار التوتر وتغييب السلام عن المنطقة.

يحتاج اولمرت أن يقرأ تاريخ اسرائيل القصير جداً بعمق كبير جداً. لم تنجح القوة الاسرائيلية في قتل حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة حين كان كل العالم ينكر عليه ذلك الحق. والدرس الذي يجب أن يتعلمه اولمرت هو انه لن ينجح في تحقيق ما فشل اسلافه في انجازه رغم ما يملك من قوة وتفوق عسكري. وما عليه ان يدركه أيضا هو ان حصول الفلسطينيين على حقهم هو شرط لحصول الاسرائيليين على أمنهم.

التزام التفاوض مساراً للوصول الى سلام ينهي الاحتلال ويبني الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني هو مصلحة اسرائيلية بقدر ما هو حق فلسطيني.

للسلام ثمنه ومتطلباته. ومتطلبات السلام الاقليمي هو دولة فلسطينية. غير ذلك، سيظل الصراع قائماً, وستظل اسرائيل دولة محتلة، مرفوضة، وسيظل الصراع العربي الاسرائيلي يشتعل، وقوده حق تحلم اسرائيل إن ظنت ان المطالبة به ستتوقف.