مسؤولون إسرائيليون يطالبون بتهجير سكان غزة.. ويعترفون بالفشل بإقناع دول المنطقة باستيعابهم

نادية سعد الدين عمان - ارتفعت وتيرة مطالب المسؤولين الإسرائيليين بتهجير المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر فتح باب الهجرة أمامهم وتسهيل توطينهم في مواطن أخرى، وذلك بالتزامن مع تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشن حرب واسعة على القطاع، مقابل تأكيد الفلسطينيين تمسكهم بوطنهم وحقوقهم الوطنية المشروعة. واعتبر مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات لهم عبر مواقع الصحف الإسرائيلية الالكترونية، أن "تهجير سكان غزة يعدّ مصلحة إسرائيلية"، داعين إلى تسهيل سبل هجرتهم وانتقالهم خارج فلسطين المحتلة. وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو، نقلاً عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه، بأن "الحكومة الإسرائيلية سعت لتهجير سكان قطاع غزة من خلال فتح باب الهجرة، بيد أن محاولتها لإقناع دول "معينة" باستيعاب الفلسطينيين لم تنجح." وقالت، بحسبه، إن "الجانب الإسرائيلي على استعداد لفتح معابر قطاع غزة، والسماح للغزيين بالسفر جواً منها، في حال توفرت دولة يمكنها استيعابهم". وأوضحت نفس الصحيفة إن سلطات الاحتلال "على استعداد لتنظيم عملية النقل، وفتح أحد مطارات النقب لهذا الغرض"، مشيرة إلى أن "هذا الموضوع قد عرض عدة مرات في المجلس الوزاري المصغر، وجرت عدة محاولات مع دول معينة لإقناعها باستيعاب الفلسطينيين، بيد أن ذلك لم ينجح". وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن "سلطات الاحتلال أبدت استعداداً لتمويل عملية الهجرة إلى دولة ثالثة في حال العثور على دولة توافق على استيعابهم"، مدعية أن ما تسمى "الهيئة للأمن القومي"، في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، توجهت إلى دول في الشرق الأوسط، وفحصت ما إذا كانت ستوافق على استيعاب غزيين، ولكن دون جدوى". ونقلت الصحيفة عن نفس المصدر قوله إن هذه الهيئة الإسرائيلية "عملت في السنة الأخيرة على السماح لغزيين بالهجرة دون عودة من القطاع غزة، بعدما بدأت العمل بالخطة بمصادقة رئيس الحكومة، وعرضت عدة مرات في السنة الأخيرة خلال مداولات المجلس الوزاري المصغر." وادعت أنه "غادر قطاع غزة، في العام الماضي، نحو 35 ألف فلسطيني بدون أي تدخل من الجانب الإسرائيلي"، علماً بأن هذا الرقم مغلوط وسبق أن نفاه عدد من المسؤولين الفلسطينيين، في الوقت الذي تسعى فيه سلطات الاحتلال للترويج لفكرتها ومزاعم تقبل الفلسطينيين لها. وتتزامن هذه المطالب الإسرائيلية، التي وصفها الجانب الفلسطيني "بالعنصرية"، مع رفع حالة التأهب في محيط قطاع غزة، مصحوباً بتهديد نتنياهو بشن حرب واسعة على قطاع غزة، وإنزال ضربة عسكرية قاسية عليه. وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي أثناء زيارته لأوكرانيا، إنه "يدفع باتجاه معركة واسعة النطاق ضدّ قطاع غزة، ولكنه لا يستطيع الإدلاء بتفاصيل بشأن ما يجري القيام به، ونوعية التحضيرات ومدى الجاهزية". وزعم أن "الهدف منها هو الحفاظ على الأمن والهدوء من جانب قطاع غزة"، معتبراً أن الحديث عن فقدان الردع هو هراء، لأن "حركة حماس تصدر تعليمات لعناصرها ضدّ تنفيذ عمليات". وأضاف "نحن مستعدون لمعركة واسعة، وفي حال حصل ذلك، ومن الممكن أن يحصل، فسوف تكون ضربة عسكرية قاصمة مختلفة عما سبق"، على حد تعبيره. وفي نفس السياق الإسرائيلي؛ اعتبرت زعيمة حزب اليمين الإسرائيلي الجديد، إيليت شاكيد، أن "هجرة سكان غزة تشكل مصلحة إسرائيلية في المقام الأول"، داعية إلى "منح الفرصة لمن يريد الهجرة من غزة، وتسهيل حدوث ذلك". وأشارت شاكيد إلى "أنها حينما كانت في الحكومة الإسرائيلية، انتقدت تصرف الحكومة والجيش بمنع سكان غزة من الهجرة والمغادرة"، مؤكدةً أنها دعمت هذا الخيار. وقالت إن "غزة تعاني من انفجار سكاني، وازدحام شديد، مما يستدعي السماح لأولئك الذين يريدون الهجرة بالرحيل"، على حد قولها. من جانبه، قال عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة، عوفر كاسيف، إن تصريحات المسؤول الإسرائيلي عن "ترويج الهجرة بغزة يمثل اعترافًا بالتطهير العرقي وسنعمل كل ما بوسعنا لوقفه." وأضاف "لقد حذرنا دائماً من أنّ حكومة نتنياهو المتطرّفة تنفذ عمليات تطهير عرقي في الأراضي المحتلة." في المقابل؛ أكدت حركة حماس، أن "تهديدات نتنياهو بعملية عسكرية ضد غزة فارغة المضمون وتأتي في إطار المزايدات الانتخابية والاستهلاك الإعلامي". وشددت الحركة، على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، على أن "ضربات المقاومة التي أفشلت أهدافه على مدار رئاسته الطويلة للحكومة وشنه حروبا متكررة وجعلت من جيشه أسيراً وقتيلاً وجريحاً هي اليوم أقوى من ذي قبل وقادرة على إفشال أهدافه من جديد".اضافة اعلان