"مسار".. تشجع السياحة وتروج لجمال الأردن

احدى رحلات مبادرة "مسار" - (من المصدر)
احدى رحلات مبادرة "مسار" - (من المصدر)

 منى أبو صبح

عمان- بهدف تشجيع السياحة الداخلية في الأردن، أطلقت العشرينية دارين داريه مبادرة “مسار” يتم من خلالها الترويج للأماكن غير المتداولة على الخريطة السياحية، وذلك عن طريق زيارات تعريفية ونشر الفكر السياحي، وتجسيدا لشعار المبادرة “أن نرى جمال الأردن في كل مكان”.اضافة اعلان
دارين داريه حملت على عاتقها تحقيق هذا الهدف على أرض الواقع منذ عامين، وهي طالبة تدرس في الجامعة الأردنية، تخصصت في الإرشاد والتطوير السياحي.
وحول مفهوم الفكر السياحي، توضح داريه في حديثها لـ”الغد”: “عملنا في المبادرة على تقديم وتطبيق مفاهيم جديدة للسياحة مثل: السياحة البيئية والسياحة الثقافية والتطوعية والسياحة الميسرة أو “المهيأة” وهي تناسب الأشخاص ذوي الإعاقة”.
وبدأ تحقيق مبادرة “مسار” منذ خمسة أعوام من خلال تشجيع الأفراد على التعرف على معالم جديدة وتأكيد مفهوم السياحة البيئية والمجتمعية، وكذلك مفهوم السياحة الميسرة، واستطاعوا منذ العام 2014، تحفيز الأشخاص ذوي الإعاقة للمشاركة بالمسارات السياحية.
واستطاعت المبادرة بمشاركة رياديين ومتطوعين من الأماكن التي تجري زيارتها حتى اليوم تنظيم 77 مسارا رغم التحديات، منها 8 مسارات “مهيأة” للأشخاص ذوي الإعاقة، ونظمت مؤخرا مسارا لمنطقة أم النمل في لواء الكورة؛ حيث تم زراعة 130 شجرة مثمرة بالتعاون مع العربية لحماية الطبيعة.
وتبين دارين “مع هذه الرحلات زادت التوعية والحافز للمشاركة في مسارات جديدة والمشي في الطبيعة والتعرف على أماكن وأشخاص جدد”.
تعرف داريه السياحة الميسرة (المهيأة) بأنها للأشخاص من ذوي الإعاقة.. تتم بزيارة أماكن بيئية ثقافية وتراثية بمناطق مختلفة بالأردن، هي كنز الحضارات وتنوع الثقافات، يوم السبت كان مسار الـ77 تم الذهاب لمنطقة أم النمل بالشمال وزرع الأشجار.
وتضيف “نحرص في السياحة المهيأة على حجز الباص المناسب للأشخاص ذوي الإعاقة، ونقوم باختيار المكان الملائم أيضا من خلال استكشافه مسبقا، كما أن المساريين في رحلات السياحة المهيأة هم أشخاص من ذوي الإعاقة البصرية والسمعية والحركية، تأكيدا أن الاختلاف هو أساس التكامل”.
في كل “مسار” يزيد الشغف لترويج الأردن سياحيا وتغيير النمط المتداول عن السياحة الداخلية في كل مسار، وفق دارين التي تبين أن الشعار “لنرى الأردن بعيون مسار” يسلط الضوء على مفهوم سياحي جديد كالسياحة التطوعية.
وتضيف “من حق كل واحد من الأشخاص ذوي الإعاقة أن يتمتع بسياحة بلده، لهذا هنالك مسارات سياحية لمختلف الإعاقات، تعكس جمال الأردن في كل مكان”.
رسائل عدة تبثها مبادرة “مسار”، وفق داريه، منها: لا نحكم على شخص أنه لا يستطيع إلا بعد تجربته وإعطائه المساحة.. لا نأخذ عن الشخص ذي الإعاقة قرارا، علينا المبادرة بسؤالهم وتوجيه الحديث إليهم وليس للآخرين”.
وتلفت الى أن “الإعاقة قضية حقوق إنسان ويجب تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص لهم.. والخجل منها يعكس عدم تجذر ثقافة التنوع وقبول الآخر.. على الرغم من العوائق البيئية والسلوكية.. كثير منهم استطاعوا تحقيق ذاتهم وإثبات وجودهم، هذه الشريحة الواسعة التي يتم إقصاؤها والتمييز ضدها يجب أن نكون معهم ونندمج بهم”.
فريق مبادرة “مسار” المهيأ زار مؤخرا منطقة أم النمل ووادي الريان، تعرف المساريون على بعضهم بعضا.. تعاون الجميع في غرس الأشجار المثمرة، استمتعوا بجمال الطبيعة في هذا اليوم منهم ريما غيث، وقالت: “أول رحلة لنا مع مبادرة مسار وبالنسبة لي من أجمل الرحلات بحياتي، واكتشفت بأن الأردن أجمل ما فيها الأماكن الطبيعية”. وتضيف “قمنا بزراعة الأشجار.. واتفقنا أن نأتي لزيارة المكان ذاته مرة أخرى، ونتفقد أشجارنا.. سعدنا جدا بهذه المبادرة ودورها الفعال في تعريفنا ببلادنا”.
وتقول بيان عطيان: “اليوم طلعنا مع مسار مهيأ أول تجربة لنا من هذا النوع، ويناسب الأشخاص ذوي الإعاقة الذين واجهوا الصعوبات.. كانت مبادرة أكثر  من رائعة”.
ومن تعليقات المشاركين في مسار “أم النمل”، قال أحدهم: “لم أتخيل يوما أن الأردن تضم مثل هذه المناظر الخلابة.. كيف كان من الممكن الوصول لها”، وعلقت أخرى بدعابة، قائلة: “أشعر وكأنني في أوروبا أنوي إنزال الصورة ووضع تعليق عليها: أنا في هولندا”.
ويحرص فريق مبادرة “مسار” على تنظيم رحلات سياحية كل أسبوع أو أسبوعين، ويتكفل بتأمين احتياجات المساريين، مقابل مبلغ مناسب يستطيعون من خلاله تأمين المواصلات وإحضار وجبة الطعام التي يحرصون على شرائها من أحد المطابخ الإنتاجية في المنطقة المراد زيارتها، بهدف دعم وتمكين الأسر. ومن الأماكن التي سلكتها “مسار” المهيأ لذوي الإعاقة: محمية الأزرق، السلط، مادبا، البترا، أم قيس، وادي الريان، جرش ودبين، وأم النمل.