مسح وطني: 30 % يعانون "السمنة".. والأمراض غير السارية ترتفع

محمود الطراونة

عمان - كشف مسح وطني عن ارتفاع في نسب الأمراض غير السارية في الأردن، حيث أظهـرت النتائـج زيادة فـي معـدل انتشـار عوامـل الخطـورة لهذه الأمـراض، كالتدخيـن والبدانـة وقلـة النشـاط البدنـي، فيما أظهرت النتائج أن نحو 30 بالمائة من الأردنيين يعانون من السمنة.

اضافة اعلان


وجاء المسح التدرجي (STEPs) لرصد عوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير السارية للعام 2019، بهدف تعزيــز وتطويــر البرامج الصحيـة الوقائيـة، التــي تنعكــس إيجابــا علــى خفــض معــدلات المراضــة والوفيــات مــن الأمــراض غيــر الســارية، وتعزيــز وتحســين الخدمــات الصحيــة للمواطنيــن، إضافة إلى تحديــث الاســتراتيجيات والبرامــج الوقائيــة للأمــراض غيــر الســارية فــي الأردن.


ونفذ المسح بالتعاون بين وزارة الصحــة ومنظمــة الصحــة العالميــة ومركــز الدراسـات الاسـتراتيجية فـي الجامعـة الأردنيـة، بهــدف توفيــر البيانــات الأساســية للأمــراض غيــر الســارية وعوامــل الخطــورة المسببة لهـا.


وأوصت الدراسة المسحية التي صدرت قبل أسبوعين، باتخـاذ إجـراءات وتغييـر سياسـات، ووضـع قوانيـن مـن القطـاع الصحـي والمؤسسـات والقطاعـات الحكوميـة وغيـر الحكوميـة والمنظمـات التطوعيـة للوقايـة مـن هـذه الأمـراض وعوامـل الخطـورة المسـببة لهـا.


وأشارت الدراسة إلى أن النظــام الحالــي لمراقبــة الأمــراض غيــر الســارية فــي الأردن "متعثــر مــن حيــث قوتــه وشــموليته وقابليتــه للاســتمرار"، مشيرة إلى أن ذلك تسبب بفجــوة واسعة فــي المعلومـات المتاحــة عــن انتشــار الأمـراض غيــر السـارية وعوامـل الخطـر المرتبطـة بهـا.


وبينت أنه فـي العام 2007، أُجــري آخــر مســح مماثل، ويترتب على ذلك أن الحاجـة أصبحــت ملحــة للغايــة لإيجــاد بيانــات حديثــة عــن الأمــراض غيــر الســارية وعوامــل الخطــر المرتبطــة بهــا.


وقالت إن "الاضطرابــات المســتمرة فــي المنطقــة، وعلــى وجــه الخصــوص الأزمــة الســورية والموجــة الكبيــرة مــن الهجــرة واســتقرار الســوريين فــي الأردن، كل ذلــك أدى إلـى زيـادة الضغـط علـى نظـام منهـك أصـلا، لاسـتيعاب الزيــادة المفاجئــة فــي الطلــب الناجــم عــن الهجــرة".


وأضافت أنه "تـم تطبيـق منهـج منظمـة الصحـة العالميـة حـول المسـح التدرجــي (STEPS) لمراقبــة عوامــل خطــر الأمــراض غيــر السـارية، وذلـك لتقييـم مـدى انتشـارها فـي الأردن، وشــملت عينــة الدراســة كلا مــن الأردنييــن والســوريين البالغيــن (المقيميــن خــارج المخيمــات) الذيــن تتــراوح أعمارهــم بيــن 18 و69 ســنة".


وأفــادت العينــة أن اســتهلاك الكحــول الحالــي يبلغ 1.5 % مــن قبــل الأردنييــن و0.3 % مــن قبــل الســوريين.

كمــا أظهــرت الدراســة أن نســبة اســتهلاك الخضــراوات والفواكـه منخفض، حيـث يسـتهلك 84.45 % مـن مجتمـع الدراسة أقـل مـن 5 حصـص مـن الفاكهـة أو الخضـراوات بالنســبة للمتوســط اليومــي حســب توصيــات منظمــة الصحــة العالميـة، مشيرة إلى أن الأردنييــن والســوريين يســتهلكون فــي المتوســط 3 حصــص يوميــا مــن الفواكــه والخضــراوات، فيما يضيف ثلــث مجتمــع الدراســة الملــح دائما إلــى طعامهـم.


وأفــاد 25 % مــن مجتمــع الدراســة بــأن النشــاط البدنــي غيــر كاف، وأن 76 % لا يشــاركون فــي أي نشــاط بدنــي يصنــف علــى أنــه قــوي.
وبينت أن الارتفــاع فــي عوامــل خطر الأمــراض غيــر الســارية التــي تــم الإبــلاغ عنهــا فــي تقريــر المســح يفسـر الانتشـار العالـي للأمـراض غيـر السـارية التـي يعانـي منهـا الأردن.


واعتبرت ان هذا يتطلـب اسـتجابة سـريعة وفعالـة تتبنـى منهجا فــي مختلــف القطاعــات لجمــع جهــود جميــع أصحــاب القـرار المعنييـن للحـد مـن انتشـار الأمـراض غيـر السـارية وعوامــل الخطــر المرتبطــة بهــا.

وقالت الدراسة إنه "وبشـكل أساسـي، يجـب اتخـاذ إجـراءات صارمـة لمكافحـة اســتهلاك التبــغ والملــح الغذائــي والخمــول البدنــي والســمنة وارتفــاع ضغــط الــدم والســكري".


وأشارت إلى أن مــا يقــرب مــن 24 % مــن مجتمــع الدراســة الذيــن تتــراوح أعمارهــم بيــن 40 - 69 ســنة لديهــم خطــر الإصابــة بالأمــراض القلبيــة والوعائيــة لمــدة 10 ســنوات أو لديهــم حاليــا أحــد الأمــراض القلبيــة الوعائيــة.


وأوضحت أن مجمــوع المدخنيــن الحالييــن يبلغ 14 % مــن مجمــوع عينــة المســح، بينمــا يشــكل مدخنــون السـجائر الإلكترونيـة 2.9 % فيما تـم الإبلاغ عـن التدخيـن اليومـي بنسـبة %34.6 مقابـل 4.6 % مـن الذيـن يدخنـون ليـس بشـكل يومـي.


وفـي المتوسـط، كانـت مـدة تدخيـن المنتجـات التقليديـة بيـن المدخنيـن 17 عامـا، وقـد تصـل إلـى 35 عامـا وذلـك بيــن الذيــن تتــراوح أعمارهــم بيــن 45- 69 ســنة.


وبيــن أن معــدل اســتهلاك الكحــول منخفــض جــدا فــي الأردن، ويعــزى ذلــك إلــى المعتقــدات الدينيــة والمعاييــر الاجتماعيــة التــي تحظــر اســتهلاك الكحــول، كما يســاعد اتبــاع نظــام غذائــي صحــي طــوال الحيــاة علــى الحمايــة مــن ســوء التغذيــة بجميــع أشــكاله، وكذلــك مــن الأمــراض غيــر الســارية، مثــل الســكري وأمــراض القلــب والســكتة الدماغيــة والســرطان.


وعلــى النقيــض مــن ذلــك، أدت زيــادة إنتــاج الأغذيــة المجهــزة، والتحضيــر الســريع، وتغييــر أنمــاط الحيــاة إلــى حــدوث تحــول فــي الأنمــاط الغذائيــة.

وقالت إن النــاس فــي الأردن علــى غــرار البلــدان الأخــرى، يستهلكون المزيــد مــن الأطعمــة الغنيــة بالطاقــة والدهــون والسـكريات الحـرة، والملح/الصوديـوم.


وأكــد المســح أن "غالبيـة الأردنييـن لا يتناولـون نظامـا غذائيـا صحيـا، مـع عـدد منخفـض بشـكل ملحـوظ يتناولـون حصــصا كافيــة مــن الفواكــه والخضــراوات".

وكشـف عـن ارتفـاع كميـة الملـح المتناولـة يوميًـا بيـن الأردنييـن والسـوريين، حيــث بلغــت ضعــف مــا أوصــت بــه منظمــة الصحــة العالميــة.


واتفقــت منظمــة الصحــة العالميــة والــدول الأعضــاء علـى تحقيـق انخفـاض نسـبي بمقـدار 03 % فـي متوسـط مدخــول ســكان العالــم مــن الملح/الصوديــوم بحلــول العــام 2025؛ موصية وزارة الصحــة بالعمــل مــع المؤسســة العامــة للغــذاء والــدواء والتجــارة والصناعــة للحــد مــن محتــوى الملــح فــي الخبــز ومنتجــات الألبــان والمخللات.


وأشارت النتائــج إلى أن الأردنيين أقل بدانة مقارنة مع السوريين الذين اجريت عليهم الدراسة.


وأظهــرت نتائــج المســح أن 1 مــن كل خمســة مــن مجتمـع الدراسـة (22 %)، و1 مـن كل 2 مـن الذيـن تتـراوح أعمارهــم بيــن 45- 69 ســنة يعانــون مــن ضغــط دم مرتفـع، فيما تبين أن نصـف المصابيـن بارتفـاع ضغـط الـدم لـم يتناولـوا أي دواء، و40 % مـن الذيـن يتناولـون الأدويـة كانـوا غيــر منضبطيــن.


كما أظهـرت أن حوالـي 61 % يعانـون مـن زيـادة الـوزن، وأن نصـف هـؤلاء (31 %) يعانـون مـن السـمنة، فيما كانـت معـدلات السـمنة أعلـى بكثيـر بين النسـاء مقارنة بالرجـال (40 % و24 % علـى التوالـي).


وبين المســح أن معــدل ضعــف مســتوى الســكر فـي الـدم يشــكل 14 % مــن إجمالــي عــدد المشــاركين الذيــن شـملتهم الدراسـة، وكشـف عـن فجـوات فـي وعـي المشـاركين حـول نسـب جلوكـوز الـدم لديهـم، حيـث لم يقم نصـف العينـة وثلـث البالغيـن فـوق 44 سـنة بقيـاس السـكر فـي الـدم أبدا، مـا يـدل علـى عـدم وجـود الكشـف المبكـر عـن مـرض السـكري بشـكل كاف.


واثبتت نتائج المسح أن 1 مـن كل 5 أشخاص يعانـي مــن مســتويات مرتفعــة للكوليســترول الكلــي، وأن أكثـر مـن ثلث المشاركين بالمسح لـم يقيسـوا مسـتويات الكوليسـترول فـي الـدم قبـل وقـت إجـراء المسـح.


ووجــد المســح احتماليــة الإصابــة بأمــراض القلــب والأوعيــة الدمويــة بنســبة 30 % أو أكثــر خــلال السنوات العشـر المقبلـة فـي ربـع مجتمـع المسـح، وفـي ثلــث عينــة الرجــال، وهــو الأمــر المقلــق جــدا، ممــا يوجــب تطبيــق إجــراءات فعالــة لتجنــب الآثــار الثقيلــة المترتبــة علــى الأمــراض القلبيــة الوعائيــة علــى الصحــة العامــة.

وقال إن هــذه النتائــج تتوافــق مــع التقاريــر التــي تفيــد بــأن الأمـراض القلبيـة الوعائيـة مسـؤولة عـن 39 % مـن جميـع الوفيــات فــي الأردن.


وأضاف: "علاوة علــى ذلــك، فــإن ثلثــي الســكان الذكور الذين تتراوح أعمارهم من 45- 69 ســنة يعانـون مـن 3 الـى 5 مـن عوامـل خطـر الإصابـة بأمـراض الأوعيــة الدمويــة ما يشــكل مصــدر قلــق صحــي كبيــرا، فيما تبين أن ثلث فئة الشـباب (18- 45 سـنة)، لديهــم أكثــر مــن 3 عوامــل خطــر الإصابــة بتلك الأمراض.