مسلسل الموت على الصحراوي: الحكومة والسائقون يتقاسمان المسؤولية - فيديو

WhatsApp-Image-2019-09-24-at-15.25.40
WhatsApp-Image-2019-09-24-at-15.25.40

غادة الشيخ

عمان- أجمع مختصون على أن مسؤولية المشاكل التي يخلفها الطريق الصحراوي تقع على كل من الحكومة والسائقين في ذلك الطريق، سيما تلك المشاكل التي تسببت بحوادث سير قاتلة، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي بوفاة أربعة أشخاص.اضافة اعلان
واتفقوا على أن مشروع الطريق الصحراوي يجب أن يكون سبباً لوقف نزيف الموت في ذلك الطريق، داعين الحكومة إلى التعجيل في إنجاز مشروع تأهيل الطريق، ومناشدين السائقين الالتزام بالسرعة المحددة.
جاء ذلك خلال حديث في الحلقة الثالثة من برنامج "ندوة لايف"، والتي بثت على مباشر "الغد" أول من أمس، وحملت عنوان: "الطريق الصحراوي: الموت المتربص في الجنوب". وشارك فيها كل من رئيس لجنة الخدمات العامة والنقل النيابية النائب خالد أبو حسان، ومديرة مشروع الطرق في وزارة الأشغال المهندسة إيمان عبيدات، إضافة إلى الناشطة الحقوقية المحامية إسراء محادين.
بدوره، بين أبو حسان أن أولوية الدولة الأردنية اليوم هي تأهيل الطريق الصحراوي خدمة لأهالي الجنوب وحماية لأرواح السائقين على ذلك الطريق، قائلاً إن "تطلعاتنا للطريق الصحراوي باعتباره شريان حياة للاقتصاد وشريان ربط العاصمة بخمس محافظات وكأهم مشروع في الاردن، ونقطة تحول على كافة الأصعدة لذلك من المهم أن يكون مشروع تأهيل هذا الطريق أولوية الدولة".
واعتبر أن قرار تأهيل الصحراوي هو قرار استراتيجي من شأنه أن يلبي حاجات المملكة إلى أربعين سنة مقبلة، ونفى وجود تقاعس نيابي إزاء قضية الحوادث التي تحدث في ذلك الطريق والتي أفضت إلى زهق أرواح وصل معدلها خلال العام الماضي 49 حالة وفاة على الطريق الصحراوي.
وأكد أبو حسان أن اللجنة النيابية للخدمات العامة والنقل قامت بعقد سلسلة اجتماعات للوصول إلى حلول للمشاكل التي تحدث على الطريق الصحراوي.
وقال "نحن نتحدث عن أرواح فقدناها في الطريق الصحراوي وعن عائلات مفجوعة على فقدان أبنائها"، مبدياً اهتمامه بأن تشمل الجولات التفقدية والرقابية للجنة النيابية المختصة بالنقل المناطق غير المشمولة في مشروع تأهيل الطريق الصحراوي مثل جسر الكرك وحتى منطقة زحوم في الكرك.
واستبعد فكرة إعادة تنفيذ مشروع تأهيل الطريق الصحراوي من جديد من جراء الملاحظات والشكاوى عليه واعتبره بالأمر ليس بالسهل، وقال: "من الصعب البحث عن بديل ولم تفشل الحكومة في مشروع تأهيل الطريق".
وأضاف "قاتلنا كنواب لمشروع وضع مسرب من عمان الى العقبة، لكن اليوم الامكانيات الاقتصادية صعبة ويجب أن نستسلم للمعطيات الموجودة وأخذنا وعودا لإنجازه في المستقبل، واليوم ولولا وجود دعم السعودية لإعادة تأهيل الطريق الصحراوي لما وصلنا إلى هذه المراحل التي استبشر بها خيرا مستقبلا".
واعتبر أن الحلول للحد من الحوادث على الطريق الصحراوي تقع على مسؤولية كل من السائق والحكومة، مناشدا السائقين للحد من سرعة القيادة في ذلك الطريق، وداعيا وزارة الأشغال إلى تأهيل التحويلات في تلك المناطق بما يتناسب مع المواصفات العالمية وبما يكفل سلامة السائقين هناك".
من جهتها، بينت المهندسة عبيدات أن وزارة الأشغال تواجه تحديا كبيرا في تنفيذ مشروع تأهيل الطريق الصحراوي في موقع حيوي ويعتبر شريان حياة بين عمان والجنوب الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا وسط حيوية الحركة ونشاطها هناك.
وكشفت أن المشروع مقسم على ثلاث مراحل ومن المتوقع انتهاؤه في النصف الأول من العام المقبل.
ولم تنف عبيدات أن الطريق الصحراوي وفي ظل تنفيذ المشروع يعتبر خطورة على حياة السائقين هناك، لافتة إلى أنه وبناء على تعاون بين الأشغال ومديرية الأمن العام تبين أن أغلب الحوادث التي حدثت هناك والتي تسببت بوفيات سببها سرعة القيادة.
وأشارت أن عدد الوفيات على الطريق الصحراوي منذ عامين وصل إلى 85 حالة من أصل 603 حوادث في تلك المنطقة، فيما وصلت أعداد الوفيات منذ العام 2010-2016 أي قبل تنفيذ المشروع إلى 410 حالة وفاة من أصل 2013 حادثا جرى هناك في تلك الفترة.
وبينت أن التحويلات في مشروع الصحراوي والتي يشكو منها مواطنون مصممة بمواصفات عالمية بما يحفظ سلامة السائق، مؤكدة أن أغلب الحوادث هناك سببها سرعة القيادة، وأن معايير المواصفات الهندسية في تلك المنطقة سليمة وصحيحة.
وأشارت إلى أن ثلثي الحوادث تحدث داخل مناطق التحويلات والثلث الآخر خارجها، رغم أن هناك اشارات ارشادية في كل خمسين مترا في مناطق التحويلات وتستمر على امتداد 7 كيلومترات.
ولم تنف أن هناك غيابا للإنارة في المناطق خارج مشروع تأهيل الصحراوي، مشيرة الى أن هناك طرحا لعطاءات بخصوص موضوع مشاريع إنارة في تلك المناطق.
وقالت عبيدات "ما يحدث معنا كوزارة أشغال هو تحد وتحد كبير جدا بأن ننفذ مشروعا في طريق طويل يصل إلى 220 كيلومترا وفيه حيوية في حركة السير، لكن في المقابل هناك تجاوزات في سرعة القيادة فضلا عن القيادة عكس السير في ذلك الطريق".
وأعلنت عبيدات أن وزارة الأشغال خاطبت المقاولين المشرفين على تنفيذ مشروع الطريق الصحراوي بضرورة تعزيز حملات السلامة العامة على الطريق منذ بداية فصل الشتاء المقبل تفاديا لأي أضرار بشرية أو مادية.
من جانبها، وصفت المحامية محادين الطريق الصحراوي بالقصة التي لا تنتهي، واستعرضت استنادا لمشاهدات رصدتها في ذلك الطريق سلسلة من التقصير في مشروع تأهيل الطريق، والتي تُسبب حوادث سير وتشكل خطورة على حياة السائقين هناك.
واستعرضت جوانب التقصير، وأهمها قلة الشواخص التحذيرية عند التحويلات، وشبه غياب للإنارة فضلا عن التواجد الضعيف لدوريات الشرطة وعدم تفعيل كاميرات الرادار الأمر الذي يسهل من سرعة القيادة دون رقيب أو حسيب.
وقالت محادين "ليس هناك اختلاف بأن الطريق الصحراوي سيئ ويجب أن نعترف أن هناك تأخيرا في إنجاز مشروع تأهيله لذلك هناك ضرورة على الحكومة بأن تعيد النظر في خطة عمل تنفيذ المشروع".
واعتبرت أن ما يزيد من المشاكل التي تحدث على الطريق الصحراوي تخبط الحكومة في خطط تنفيذ المشروع بحيث أنها لا تستقر على خطة واحدة تكفل إنجاز المشروع بسرعة من جهة وتكفل حماية السائقين في تلك المناطق من جهة أخرى.
وتحدثت محادين عن المبادرة التي أطلقها مركز قلعة الكرك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لحشد تأييد شعبي لإنارة الطريق الصحراوي على طول امتداده وعلى امتداد محافظات الجنوب فيه.
وأعلنت أن المبادرة ستتحول قريبا من العالم الافتراضي بحيث تكون على الأرض وتكون حملة وطنية لإضاءة الطريق الصحراوي لباقي محافظات الجنوب داعية الحكومة الى الالتفات الى مشكلة غياب الإنارة في باقي محافظات الجنوب وألا ينحصر تركيزها على المناطق المشمولة في مشروع تأهيل الطريق الصحراوي.