مشجعون لـ"الايجار"

بثت وكالات الانباء يوم أمس خبرا جمع بين الطرافة والغرابة، مفاده ان مجموعة من المشجعين البلجيكيين ضاقت ذرعا بعدم تأهل منتخب بلادها الى كأس أوروبا الحالية، فقامت بعرض نفسها "للبيع" على موقع "ايباي" الشهير للجيران الهولنديين.اضافة اعلان
المشجعون ووفقا للخبر، أنشأوا مجموعة على موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي.. "مشجعون بلجيك للبيع لكأس أوروبا 2012"، وحصدت 20 ألف عضو، وشرحوا فيها انهم بحاجة لفريق يشجعونه.
ربما في مبادرة المشجعين البلجيك "رسالة قاسية" إلى نجوم منتخب بلادهم، لكنها "أي المبادرة" وان هدفت في نهاية المطاف إلى تحقيق هدف انساني، من خلال التبرع بعائدات التشجيع لليونيسيف، الا انها تعبر عن ضيق شديد وقهر من عدم وجود المنتخب البلجيكي في بولندا او اوكرانيا.
تشجيع منتخب آخر ليس "بدعة"، ففي بعض الاحيان يقف مشجعون مع منتخب ما كرها بالمنتخب الآخر، ومثال ذلك عندما هرع آلاف المشجعين الصينيين لمؤازرة النشامى في المباراة أمام اليابان، خلال نهائيات آسيا التي اقيمت في الصين في العام 2004، نظرا لـ"العداوة التاريخية بين اليابان والصين".
كما ان مشجعين يتجهون لتشجيع فريق نادوي مثلا طمعا في المال، والساحة المحلية كانت شاهدة على "قوات محمولة" من الجمهور تؤازر فريقا أو آخر في لعبة كرة السلة، بعد ان كانت "محفوظة عن ظهر قلب" في تشجيعها لفرق الكرة المحلية، بل ان هتافات ملاعب الكرة انتقلت إلى ملاعب السلة، فأضحى الحاضر يشاهد مباراة كرة سلة ويستمع لهتافات كرة القدم!.
وبعيدا عن أمم أوروبا وليس من باب المقارنة مطلقا، فإن حالة الغضب التي سادت بين جماهير الكرة الأردنية منذ ساعات عصر يوم الجمعة الماضي لها ما يبررها، بعد ان شاهد الجمهور منتخب بلاده يخسر بقسوة وبـ"الستة مع الرأفة" من قبل المنتخب الياباني، فكانت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات قاسية، وتعبر عن حجم "الفاجعة الكروية"، وكان واضحا ان "مقاطعة" الجمهور لاستقبال لاعبي المنتخب العائدين من اليابان، تعبر عن حالة غضب من لاعبين افتقدوا لـ"رجولة الاداء" داخل الملعب.
استفزني كثيرا ذلك التقرير التلفزيوني عن المنتخب لحظة وصوله، وكيف ان لاعبين رفضوا الحديث للزملاء في التلفزيون، وبعضهم تحدث بلغة غير مناسبة، ما اعطى دلالات بأن بعض اللاعبين، لا يحتاجون فقط إلى اعادة تأهيل فني وبدني، وانما أيضا في كيفية التعامل باحترام مع وسائل الاعلام.
الجمهور الغاضب اليوم، هو نفسه الذي حمل اللاعبين على اكتافه فخرا عندما عادوا من الصين وقطر مكللين بأداء ونتائج مشرفة، ومن المؤكد انه لن يتخلى عن النشامى وعتبه وغضبه على قدر المحبة.