مشروعنا الشمولي واختراق السائد

العين هيفاء نجار ما تزال أحلامنا بأردن قوي منتج مزدهر تتسع باتساع الكون، وما انفكت طموحاتنا بتحقيق إنجازات عظيمة ونجاحات مميزة في جميع المناحي تكبر يوما بعد يوم، فنحن قادرون على صنع التغيير الذي نطمح إليه، وقادرون على جعل الأردن نموذجا ناصعا، وهذا كله لا يتأتى إلا بمواطن منتم مبادر ومشارك بفاعلية في المجالات المختلفة، يلتزم بواجباته ويقوم بعمله بمحبة وشغف، ويفكر بغيره إذ يفكر بنفسه، يحترم القوانين ويلتزم بها، وتكون المواطنة الحقة بشتى تجلياتها دليله ومنهجه، هذا هو المواطن الذي يبني وطناً سقفه السماء. تم الاستحقاق الدستوري وحطت الانتخابات النيابية رحالها لتفرز مجلسا نيابيا جديدا، انضم إليه مائة عضو جديد، وقد يكون في ذلك مزية كبيرة للمجلس التاسع عشر، إذ تقترن فيه الخبرة بحماس الشباب ليصب ذلك كله في مصلحة الوطن والمواطن، حيث تقع على عاتق هؤلاء المشرعات والمشرعين مسؤولية كبيرة، وأمامهم تحديات جسام تقتضي العمل بدأب نملة وحرص أم. ومن هنا يبدأ العمل منذ الآن، إذ يجب أن تُصوب الأنظار نحو الإنتاج والتميز، وتُشمر السواعد من أجل الإنجاز والإبداع، وتُطوع كل الإمكانيات من أجل نهضة الوطن ونمائه. إننا نعيش ظروفاً صعبة على جميع المستويات أنتجتها جائحة كورونا وعوامل أخرى، كما أن الظرف السياسي دقيق ويحتاج إلى جهد وبصيرة وحكمة، لذا لن تجدي نفعاً ثقافة الفزعة وردود الفعل الآنية، بل علينا أن نكون فاعلين رائين، ونكرس ثقافة الرؤيا والخطط ذات المدى البعيد. إننا نحتاج إلى مشروع تنموي شمولي، ركيزته إصلاح سياسي بنيوي، وأعمدته إصلاح اقتصادي وفكري وثقافي وتربوي، يقوم على المساواة والعدالة والتعددية الفكرية. إننا نرنو إلى مشروع شامل ينظر إلى قانون الانتخابات والأحزاب، مشروع يحارب جيوب الفقر ويقضي على البطالة ويشجع على الاستثمار والصناعات لتحسين مستوى معيشة المواطن الأردني، مشروع يشجع الثقافة والمبدعين ويعلي من الفكر والعقل، مشروع ينظر بعين فاحصة إلى التعليم الأردني المدرسي والجامعي ويطوره. وهذه المشاريع مجتمعة تساعدنا في الوصول إلى مشروعنا الشمولي، الذي يجب أن يكون نتاج جهد جماعي تتحالف من أجل إنجازه كل مؤسسات الوطن رسمية كانت أم أهلية، وعلى مجلس الأمة بشقيه أن يمارس دوره الرقابي والتشريعي بكل شفافية عالية، ويسائل الحكومة عن برامجها وخططها. إن التجربة الديمقراطية في وطننا أصبحت قادرة، ويمكن البناء عليها والإفادة من سقف الحرية العالي الذي توفره، لهذا على مجلس النواب أن يكون ذراعا قويا من أجل نهضة هذا الوطن. ولا يخفى على أحد أن مجلس نواب قويا يعني مسيرة قوية على جميع المستويات، والمجلس القوي يعني أن يضطلع أعضاؤه بمهامهم على أكمل وجه، وأن يقدم النائب نفسه نائب وطن وليس نائب دائرة ضيقة، وأن يعتبر نفسه مساهما في نهضة الوطن ومشرعا ورقابيا ومتأملا وناقدا وليس نائبا خدماتيا، وأن لا يحابي في أي مسألة تمس الوطن ورفعته. فأمامنا الآن فرصة كبيرة علينا استغلالها لنصحح المسار في مجالات، ونحصد ثمار سنين من العمل والجهد في مجالات أخرى، وعكس ذلك فإننا سنتوقف، وكل توقف تراجع. بالرغم مما جرى بعد إعلان النتائج فإنني مؤمنة إيماناً قاطعاً بأن القادم أجمل، وأن كوى الأمل ستتسع ليدخل الضوء ويملأ الفضاء، وأنا على ثقة كبيرة بأن هذا الوطن مشبع بينابيع الإلهام والغيارى والحريصين على ازدهاره، لهذا كله علينا أن نباشر بالعمل الصادق، وأن ندعم كل نجاح، وننتقد حيثما كان النقد بناءً وضرورياً، ونبادر لكي نمضي قدماً في مسيرتنا الشاملة. المديرة العامة لمدرستي الأهلية والمطراناضافة اعلان