مصادر سلفية: مقاتلو "داعش" كانوا يخادعون لاستلام الريشاوي

عائلات تحمل صورة الشهيد معاذ الكساسبة- (تصوير: محمد ابو غوش)
عائلات تحمل صورة الشهيد معاذ الكساسبة- (تصوير: محمد ابو غوش)

* والدة الكربولي طلبت من البغدادي في أول أيام أسر الشهيد تحقيق المبادلة

موفق كمال

عمان- أحبط الأردن محاولة احتيال عليه كان يسعى لها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، لتسليمه المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي، مقابل الإبقاء على سلامة الطيار الشهيد معاذ الكساسبة وتحرير صحفي ياباني، وذلك في آخر مرحلة للتفاوض مع التنظيم، في وقت كان فيه قد أعدم معاذ في الأسبوع الأول لأسره، وفق مصادر من التيار السلفي الجهادي.
وكشفت تلك المصادر لـ"الغد" تفاصيل مفاوضات أجراها منظر التيار أبو محمد المقدسي طوال شهر مع قيادي في "داعش" يدعى أبو محمد الموصلي، والذي كلفه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بالتفاوض مع المقدسي.
وقالت إن "التفاوض الوهمي مع المقدسي استمر نحو شهر، تخلله تقديم معلومات كاذبة حول معاذ، تفيد بأنه على قيد الحياة، في حين كان الشهيد اغتيل في الأسبوع الأول من التفاوض، بعد عرضه على محكمة شرعية في مدينة الرقة".
ولفتت إلى أن أصحاب القرار في "داعش"، هم "مقاتلون أجانب كانوا ينوون قتله لحظة أسره، ولم يكن القرار من "البغدادي" كما يشاع، فيما كان المقاتلون يسعون بكذبهم في مرحلة التفاوض لاستلام الريشاوي بقصد تلميع صورتهم أمام عشائر السنة في العراق".
كما كشفت مصادر أخرى من التيار أن "والدة المحكوم بالإعدام زياد الكربولي أرسلت للبغدادي رسالة في أول أيام أسر معاذ تطلب فيها مبادلة ابنها بالشهيد، بعد لفت انتباهه في متن الرسالة إلى أن الأردن استأنف تنفيذ عقوبة الإعدام، ورجحت حينها تنفيذ العقوبة بابنها الذي أعدم مع الريشاوي صباح اليوم التالي من بث شريط إعدام الكساسبة، لكن لم تصلها أي ردود على هذه الرسالة".
كما وردت تسريبات لدى التيار أثناء المفاوضات تفيد "بعدم ضرورة التفاوض أو الجدوى منه، في وقت كان الموصلي ما يزال يؤكد للمقدسي أن معاذ على قيد الحياة"، بحسب المصادر نفسها.
وأفادت أن "المقدسي كان عرض المبادلة بين الريشاوي والكربولي مقابل الكساسبة، وطلب من الموصلي مقطع شريط فيديو للشهيد ليتأكد من سلامته وأنه ما يزال حيا، غير أن الموصلي استمر بالتسويف والمماطلة"، إلى أن فوجئ الجانب الأردني بعرض "داعش" لشريط للصحفي الياباني يحمل صورة للشهيد (تبين أنها مدبلجة)، ويطالب في الشريط بتسليم الريشاوي مقابل تحريره من قبضة "داعش" وسلامة معاذ.
وقالت "لكي يتأكد الجانب الأردني من صدق ادعاءات "داعش"، اشترطت الحكومة قبل تسليم الريشاوي، تقديم أدلة تؤكد سلامة الشهيد".
وفي تصريحات صحفية للمقدسي فور الإفراج عنه، اعتبر أن تنظيم "داعش" الإرهابي "لا يمت بصلة للإسلام"، واصفا قياداته بـ"الكذابين"، لخداعهم إياه خلال وساطته لإطلاق سراح معاذ.
وأكد المقدسي أنه اتصل بقيادات "داعشية"، وأرسل رسالة للبغدادي، لإطلاق سراح الشهيد مقابل الريشاوي، مبينا أنه اتصل بأحد قيادات "داعش" الذي كان يكذب عليه، ويعده بإطلاق سراح الشهيد مقابل الريشاوي، في حين كان التنظيم نفذ عمله الإجرامي، وأعدم معاذ.
واعتبر المقدسي أن "حرق "داعش" للشهيد، ليس من الإسلام بشيء"، مستندا إلى حديث للرسول محمد صلى الله عليه وسلم "لا يعذب بالنار إلا رب النار".
وتساءل: "أي مصلحة حققوها بقيامهم بالفعل الشنيع؟ هل ظنوا أن القصف سيتوقف؟ بل العكس، فقد أصبح الشعب الأردني يطالب بزيادة في القصف ضد التنظيم، لأنه رأى أن إعدام الشهيد معاذ لا يبرره لا شرع ولا عقل". وأكد أن "الداعشيين يغررون بالشباب، ويوهمونهم بأنهم يقيمون (دولة الخلافة)، وهي ليست كذلك"، مشددا على أن التنظيم الإرهابي "شوه الإسلام وأساء اليه، فكل يوم عناصره يبتدعون بدعة، بدأوا بالذبح، ومن ثم الحرق.. "داعش" لا يمت للإسلام ولا للخلافة بصلة".

اضافة اعلان