مصر: اتفاق التهدئة ليس قريبا

5-2

عاموس هرئيل

هآرتس

مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قدرت أمس (الأربعاء) بأن مصر وحماس ستبلوران في نهاية المطاف اتفاق تهدئة جديدا في قطاع غزة، ولكن ليس بالضرورة خلال وقت قصير. فقد حددت مصر موعدا للتوقيع على مثل هذا الاتفاق في 5 شباط (الخميس)، ولكن حتى أمس (الأربعاء) كانت ما تزال هناك فوارق في المواقف بين الطرفين. إسرائيل ليست شريكا في الاتفاق، ولكنها في مرحلة لاحقة ستتوصل الى تفاهمات شفوية مع مصر تسمح باستمرار التهدئة. وقد أعلنت مصر أمس (الأربعاء) ان من المشكوك فيه ان يكون ممكنا التوصل الى اتفاق على وقف النار في الايام القريبة المقبلة.

اضافة اعلان

ويعتبر معبر رفح مسألة أساسية في هذا السياق، فحماس تطلب فتحه بشكل كامل وادخال مراقبين اتراك الى المكان في ظل اعادة تفعيل اتفاق المعابر الذي بلورته الولايات المتحدة في نهاية العام 2005. اما مصر فتعارض ذلك ولكنها تحاول ادخال قوة تخضع لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الى المعابر، الامر الذي يصعب على حماس هضمه.

مصر معنية بتحديد فترة التهدئة لسنة ونصف، بينما تطلب إسرائيل سنة، لكنها تريد أن الا يكون الامر محددا بشكل ملزم. وهناك مسألة اخرى لن يتم حسمها بشكل نهائي بعد تتعلق بالمطلب الإسرائيلي بالاحتفاظ بمنطقة فاصلة في "المجال الامني"، قاطع بعرض نحو نصف كيلو متر خلف جدار الفصل، داخل الجانب الفلسطيني. إسرائيل تطلب منع دخول خلايا مسلحة الى هذه المنطقة كي لا يسمح بزرع عبوات ناسفة وحفر انفاق الى اراضيها.

هناك مسألة حرجة اخرى تتعلق بالربط بين اتفاق التهدئة وفتح المعابر والصفقة لتحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط. إسرائيل تطلب ان يكون هناك فتح جزئي للمعابر مشروطا بالتقدم في قضية الجندي (مثلا، اشارة حياة واضحة منه). وقد رفضت حماس ذلك على الاقل حتى يوم أمس (الأربعاء) وأعربت مصر عن شكها بالنسبة لقدرتها على فرض اتفاق كهذا على حماس، ولكنها وعدت إسرائيل بان تحاول ذلك.

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قال للمراسلين أمس (الأربعاء) في القاهرة انه  يشك ان يكون ممكنا التوصل الى اتفاق نار في الايام القريبة. وحسب ابو الغيط فان مصر ستواصل مساعيها لتحقيق اتفاق كهذا. كما أن الرئيس المصري، حسني مبارك، هاجم حماس لانها لا تتوصل الى اتفاق.

وقد استمرت محادثات وفد حماس في القاهرة مع مسؤولي المخابرات المصرية حول اتفاق وقف نار جديد – تهدئة. وقال عضو الوفد، صلاح البردويل ان المحادثات تتقدم بشكل ايجابي. وحسب البردويل ما تزال هناك نقاط عديدة تحتاج إلى ايضاح وتفسير قبل الاتفاق، وخاصة ما يتعلق بموضوع المعابر الحدودية مع اسرائيل، ونوع البضائع التي ترفض إسرائيل ادخالها الى القطاع.