مضاعفات خطرة إذا لم يتم معالجة التهاب اللوزتين

مضاعفات خطرة إذا لم يتم معالجة التهاب اللوزتين
مضاعفات خطرة إذا لم يتم معالجة التهاب اللوزتين

وفاء أبوطه

 

عمان- "إذا لم يُعالج التهاب اللوزتين فإنه قد يشكل خطورة بالغة لما يُسببه من مضاعفات خطرة على صمامات القلب والمفاصل والكلى".

اضافة اعلان

هذا ما يؤكده اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة د.شفيق المنسي مشيرا إلى امكانية حدوث أمراض قلبية خطرة تؤثر على أنحاء الجسم.

وقد ينتقل التهاب اللوزتين إلى إصابة المفاصل، بحسب د.المنسي, حيث يشكو المصاب من التهاب وتورم في المفاصل الكبيرة(الركبة،المرفق،الكتف،الورك)، وينتقل الالتهاب غالباً من مفصل لآخر.

كما يمكن أن يصاب الجلد، حيث يظهر ما يسمى الحمى القرمزية، أو يصاب الدماغ على شكل مرض يسمى داء الرقص(قليل الحدوث).

ويعاني المصاب من ألم الصدر أو الزلة(ضيق النفس) أو الخفقان وارتفاع الحرارة، وألم في البطن والفم والحنجرة وارتفاع درجة الحرارة.

وقد تصل حرارة المريض إلى 40 درجة مئوية, اضافة إلى ألم في المفاصل خاصة عند الأطفال الاكبر سنا, والذي قد ينتقل إلى القلب.

ويقول المنسي "تتأثر الصمامات القلبية بشدة من التهاب لوزتين بسيط قد لا يعيره الأهل اهتماماً".

ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بنوع الجرثوم وشدة الانعاكس المناعي تجاهه, وقد تسبب الجراثيم العقدية ذلك, وخاصة المجموعة بيتا النمط

( أ ), وتأتي أهميتها من شبه تركيب بنيتها الشديد لبنية الصمامات القلبية.

ويوضح اختصاصي امراض القلب يوسف حلاوة: يتم تخريب الصمامات القلبية بآلية تسمى المناعة الذاتية، حيث تقوم وسائط الدفاع والمناعة في الجسم بتشكيل مواد قاتلة خاصة بالجراثيم العقدية.

وبما أن الصمامات القلبية تشبه في بنيتها بنية الجراثيم العقدية فإن هذه الأضداد تخرب الجراثيم العقدية وتخرب معها الصمامات القلبية بدرجات مختلفة.

وتحدث الإصابة عادة بعد 7 – 21 يوماً من التهاب اللوزتين الحاد، وهو الوقت اللازم للبدن كي يشكل أضداد الجراثيم العقدية.

من جهة اخرى يسبب التهاب اللوزتين الحمى الروماتيزمية، وغالبا ما تحدث بعد العدوى المتكررة بالميكروب الذي سبب التهاب اللوزتين.

فالحمى الروماتيزمية ما هي إلا ارتكاس مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين، بجرثوم يدعى المكورات السبحية( streptococci ).

وتصيب الحمى الروماتيزمية المفاصل بالالتهاب، كما قد تصيب عضلة القلب، فتظهر أعراض فشل القلب, وإذا لم تعالج معالجة فعالة، يتلو ذلك - بعد سنين - إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك.

ويقول د.حلاوة "الحمى الروماتيزمية تصيب الأطفال عادة ما بين 5 - 15 سنة, بعد تفاقم احد الالتهابات ابرزها اللوزتان"، وهناك دلالات تقول ان جدار الخلية لهذا الميكروب يحتوي على بروتين يتفاعل مع الغشاء المغلف لخلايا عضلة القلب وايضا الغشاء المغلف لخلايا طبقة العضلات بالاوعية الدموية للأوردة الصغيرة.

ووجد ايضا ان الاجسام المضادة لهذا البروتين البكتيري والاجسام المضادة المتكونة بجسم المريض نتيجة العدوى تتفاعل بنفس الطريقة السابقة مع الاغشية المغلفة لخلايا عضلات القلب والاوعية الدموية .

وكل هذه التفاعلات تسبب التهابا غير ميكروبي بعضلة القلب والاوعية الدموية والجلد والمفاصل قد تؤدي إلى تغيرات باثولوجية تنتج عنها مضاعفات واعراض ما يسمى بالحمى الروماتزمية وغالبا ما تحدث العدوى بالبكتيريا السبحية اولا ويتبع ذلك بحوالي 13 اسبوعا حدوث الحمى الروماتيزمية ثم يتبع تكرارها.

وغالبا ما يصف الطبيب مضادا حيويا لمعالجة التهاب اللوزتين ومن أكثر المضادات الحيوية استخداما هو الأموكسلين وهو مشتق من البنسلين ويعمل على القضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب.

وتكون الجرعة 125 ملغم أو 250 ملغم أي ملعقة صغيرة 5 ملل كل 8 ساعات مع الأخذ بالاعتبار أن الجرعة تختلف باختلاف وزن الطفل.

وتستمر مدة المعالجة من 7 -10 أيام, ويجب عدم التوقف عن تناول الدواء قبل انقضاء المدة المحددة من الطبيب حتى وإن تحسنت الأعراض.

ويضر التوقف عن تناول الدواء بصحة الطفل ويصبح احتمال تكرار الالتهابات كبيرا.

 

ويمكن الوقاية من التهابات اللوزتين بتهوية المنزل, والتعرض للشمس , وعدم تغيير درجة الحرارة من دافئ إلى بارد فجأة , ولبس الملابس المناسبة للحر والبرد , واستعمال مناشف ومناديل وفوط خاصة للمرضى وعدم استعمالها من الأفراد المخالطين.

وعند العطس يجب ان يحرص المريض على عدم خروج الرذاذ من المنديل الورقي , والتخلص من المناديل المستعملة في قمامة مغلقة وفي أسرع وقت, وعدم تقبيل الأطفال المرضى , وعدم تقبيل الأطفال من أفواههم , والإكثار من الحمضيات في فصل الشتاء .