"مطر" يطلق تطبيقا على الهواتف لتسهيل حياة المكفوفين

تغريد السعايدة

عمان- بعد سنوات من العمل والعطاء في مجال خدمة ذوي الإعاقة البصرية، يثبت مشروع "مطر" تميزه الدائم بدعم الطلبة المكفوفين في التعليم لمراحل جامعية متقدمة، ومواكبته آخر التطورات الالكترونية؛ إذ أطلق مؤخرا التطبيق الجديد على الهواتف الذكية والذي يخدم الفئة المستفيدة، ويفتح باب التطوع لكل فرد بما تتوفر لديه من إمكانيات.اضافة اعلان
و"مطر" هو مشروع إلكتروني هدفه إعطاء المكفوفين الفرصة التعليمية والثقافية المتكافئة، ويستقطب المتطوعين الذين لديهم القدرة والشغف للمساعدة، عن طريق التواصل معهم إلكترونيا (online) وتتم المساعدة عن طريق تسجيل الكتب بأصواتهم أو طباعتها على برنامج (word) حتى تتمكن قوارئ الشاشة من قراءتها للمكفوفين، بحيث يأخذ كل متطوع عددا معينا من الصفحات.
غير أن إطلاق تطبيق مشروع "مطر"، يسهم في زيادة رقعة المتطوعين في مختلف الدول، كونه يضم مراحل وأشكالا مختلفة للتطوع، خاصة فيما بختص بموضوع ترجمة الكتب على اختلافها وتحويلها لـ"مسموعة"، تُمكن الطالب الكفيف من متابعة دراسته الجامعية بسهولة.
المسؤولة في مشروع "مطر" الناشطة والمتطوعة نور العجلوني، تبين أن إطلاق التطبيق عبر الهواتف الذكية، خطوة كبيرة ومميزة للمشروع، الذي يمكن من خلاله الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المتطوعين الذين لديهم الرغبة في مساعدة المكفوفين بأشكال عدة، وذلك من خلال تحميل التطبيق واختيار الشخص الطريقة التي تناسبه في التطوع.
وتلفت العجلوني إلى أن التطبيق الخاص بالمشروع جاء بعد رحلة طويلة من التعب والمثابرة، وتدعو من يرغب بالتطوع في خدمة المكفوفين ومساعدتهم، لتحميله على الهواتف الذكية، والعمل على أن يصل هذا التطبيق إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس، وبخاصة "المتطوعين" الباحثين عن أبواب الخير والعمل الإنساني.
وتبين العجلوني أن الإضافة التي قدمها التطبيق هي تمكين المتطوع من المساعدة بدون الحاجة لإرسال التسجيل بالإيميل أو إرساله على هيئة ملفات؛ إذ إن عملية التسجيل ورفع الملف ستكون من خلال التطبيق، وبالتالي تسهيل العملية وتسريعها، ويمكن التواصل مع خلال "فيسبوك" أو وسائل التواصل المختلفة الأخرى.
آلية عمل التطبيق، كما تصفها العجلوني، تُمكن المتطوع من مساعدة المكفوفين من خلال ثلاث طرق، وهي إمكانية تسجيل الكتب صوتيا؛ حيث يمكن للمتطوع من خلال التطبيق تسجيل 10 صفحات في كل مرة من الكتب المعروضة في التطبيق، وذلك من خلال حجز الصفحات قبل تسجيلها، ويبين التطبيق عدد الصفحات المحجوزة وعدد الصفحات المتبقية مع إمكانية معاينة الكتاب قبل حجز الصفحات، كما ويعرض التطبيق عنوان الكتاب واسم كاتبه والمدة المتبقية لتسليم الكتاب.
والطريقة الثانية للمساعدة التي يمكن أن يقدمها المتطوع هي "طباعة الصفحات"؛ إذ يستطيع المُستخدم من خلال التطبيق طباعة 3 صفحات في كل مرة من الكتب المعروضة، وذلك من خلال حجز الصفحات قبل تسجيلها؛ حيث يبين التطبيق عدد الصفحات المحجوزة وعدد المتبقية مع إمكانية معاينة الكتاب قبل حجز الصفحات، كما ويعرض التطبيق عنوان الكتاب واسم كاتبه والمدة المتبقية لتسليم الكتاب، ويستفيد الطالب الكفيف من هذه الصفحات عن طريق قوارئ الشاشة التي تحول النص المكتوب إلى صوت مسموع.
الخدمة الأخيرة والمهمة، التي قد تستقطب الكثير من المتطوعين، كونها تجسد نوعا من التكافل الاجتماعي ومساعدة ذوي الإعاقة البصرية هي "مرافقة المكفوفين"؛ إذ يمكن للمتطوع مساعدة المكفوفين من خلال إدخال مكان سكنه ويرسل التطبيق إشعارا للمتطوع في حال وجود طالب كفيف في منطقته يحتاج لمرافق عند الذهاب الجامعة أو أي مكان عام غير مهيأ.
ومن الجهة الثانية، يخدم هذا التطبيق الشخص الكفيف بشكل مباشر؛ إذ إن التطبيقات الذكية تمكن ذوي الإعاقة البصرية من طلب الكتب التي يحتاجونها وتحويلها لملفات صوتية أو طباعتها، وذلك من خلال إدخال رابط الكتاب أو صور له، بالإضافة إلى مشاهدة مكتبته وتصفح الكتب التي كان قد طلبها الكفيف سابقا، عدا عن إمكانية وجود مرافق له من منطقته المحيطة.
وأشارت العجلوني إلى أن مشروع "مطر" يطلق تطبيقه الأول كجزء من مشاركته بحاضنة الابتكار المجتمعي "حلول 2030" التي أتت بدعم من منظمة "تك ترايبز" وبتمويل من منظمة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية (MEPI)، وبدعم من صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومشروع موهبة في خدمة المجتمع، عدا عن الدعم الذي تلقاه الفريق من المجتمعين العربي والأردني، على حد تعبير العجلوني.
ويشار إلى أن العجلوني أمست من الفتيات الأردنيات المميزات والمؤثرات، التي من خلال عملها التطوعي، تقدم تجربة حية للعمل الرائد والخدمي التطوعي في الوقت ذاته، وحازت فكرتها على جائزتي "BADIR’s 2015 Fellow" و"King Abdullah II Fund For Development KAFD"، بالإضافة إلى جائزة مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية- الدورة الثانية في الكويت للعام 2017، وحصلت على المركز الأول في جائزة المركز الأول للمسابقة الوطنية للريادة المجتمعية في مؤسسة "إنجاز".