معرض"مخطوطة" للعراقي كوفي:الحنين إلى دفء الشرق

معرض"مخطوطة" للعراقي كوفي:الحنين إلى دفء الشرق
معرض"مخطوطة" للعراقي كوفي:الحنين إلى دفء الشرق

يتواصل في جاليري لاينز حتى22 الشهر المقبل

محمد جميل خضر

عمان- ينشد الفنان التشكيلي العراقي المقيم في هولندا نديم كوفي في أعمال معرضه الشخصي الجديد "مخطوطة" الذوبان في دفء الكتاب.

اضافة اعلان

ويسعى في لوحات المعرض الذي افتتحه السفير الهولندي في الأردن جوانا فيليت مساء أول من أمس في جاليري لاينز- جبل عمّان- الدوار الأول،إلى الولوج داخل أكثر لحظات الكتاب خصوصية عندما يكون مجرد مخطوطة لم تنشر ولم يطلع عليها كثير من الناس.

وتعكس ألوان31 عملا تضمنها معرضه الشخصي الثاني عشر والمتواصل في جاليري لاينز حتى22 الشهر المقبل، حرارة الشرق وإحساسه الخاص بالاغتراب،فلا وهج مشع في الألوان الزيتية وألوان الأكليريك والأحبار والمواد المختلفة التي مزجها لخلق ألوانه الخاصة به، ولا تنويعات وتجاورات مبهرجة في ألوان اللوحة الواحدة التي غلب على كثير منها لون واحد مستقل بتقنياته ودلالاته ومعناه الوجودي والموضوعي.

ومع قليل من الإضافات الكولاجية فوق سطوح بعض الأعمال، فقد أظهر كوفي في اللوحات التي أقام علاقة حميمية معها من خلال منحها أسماء وعناوين،أناقة تشكيلية تعتني بأدق التفاصيل وتلقي بالا فذا للمسات الأخيرة، غير قابل بالزوائد أو الضربات القلقة غير المنظمة فوق السطح القماشي غالبا، باستثناء بعض اللوحات المنجزة على ورق خاص(الأرز أو غيره)، وهي الأعمال الملونة على الأغلب بالحبر أو بالشاي ومواد خاصة.

وعن تسميته معرضه الجديد "مخطوطة" يوضح الفنان المولود في بغداد العام1962 أنه أراد الوصول إلى أكثر اللحظات خصوصية شبيهة بخصوصية المخطوط الذي لم يقرأ بعد، كما إن للمخطوط، يواصل الفنان كلامه، "قابلية أن يكون سرا وفي الفن التشكيلي ثمة سطح واحد ومواجهة واحدة وحاولت بالتالي أن أجمع فوق هذا السطح قابلية المخطوطة على التفاهم والحوار".

وعن سبب عودته لما تحققه المخطوطة من أجواء، يقول كوفي "وجودي كغريب في هولندا جعلني أنشد لحظة الدفء التي تولدها المخطوطة ويخلقها الكتاب الذي يمتلك دفئا خاصا تناولته في أطروحتي لنيل درجة الماجستير "دفء الكتاب".

ويرى كوفي ان القراءة عبر شاشة الكمبيوتر تؤسس لوحشة تزداد يوما بعد يوم في ظل غياب الكتاب ودفئه.

وفي سياق تعريفه بأعماله التي يتضمنها معرضه الجديد الذي أمّه في يومه الأول جمهور بلغ زهاء300 زائر، كتب كوفي قائلا:

"منذ عشر سنوات احترافية كنت ساكناً في داخل ما يسمى مشكلة الخط،مشكلة اللون،الشكل أو طقوس الصورة المرسومة، اعتقد انه آن الأوان للبوح بهكذا اعتراف. ذلك انني اليوم قد تغيرت كثيرا في سلوكي العقلي وبات كل اهتمامي منصبا بجدية على تشكيل صورة (شيء) معروف او مألوف (أيقونة ذات معنى) لدرجة البديهية في التعرف اليها على سطح اللوحة".

وعن المنشأ التعبيري الذي يستقي كوفي الحاصل على شهادات ودرجات في الحفر والطباعة والنحت والتصميم معهد الفنون الجميلة وأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وأكاديميةHKU  في اوترخت في هولندا يقول "من تشريح المعنى المكثف أنتج موضوعا مقروءا أو رسالة مرئية".

وعن سبب ذهابه نحو خيار المخطوطة يجيب:"المخطوطة على وجه الخصوص كان مؤخراً خياري المفضل للتعامل مع ثيمة المعنى، التحليل الذي استثمرته في هذا المعرض".

ويتساءل في سياق متواصل "هل ما نزال بحاجة إلى صورة تعلق على الجدار؟".

ويعبر عن تواصل إيمانه بالفن وجدواه قائلا "ما يزال الرسم منفتحا بزاوية منفرجة وواسعة على وجودنا وما حولنا على كوكب الارض، انا مؤمن بذلك".

ويختم كوفي صاحب11 معرضا شخصيا قبل معرض جاليري لاينز و14 معرضا جماعيا أقامها في دول وعواصم عربية وأوربية عديدة،متحدثا عن تحولات المعرفة ومصادر لحظته الإبداعية قائلا:

"الشيء يمكن أن يتحول إلى معنى جذري، الكتابة والقراءة طريقان الى عالم الرسم، الطبخة الفنية فضاء شاسع بين ان نتذكر وان ننسى.

مصادري: الواقعية الحميمة, الخط الفاصل بين السماء والارض، الاعشاب، حركة المياه واليد الثالثة".

وشارك كوفي الذي تنقل بمعارضه الشخصية بين أوروبا وإفريقيا وآسيا وقارات أخرى، في عديد من ورش العمل وأسهم في إنجاح كثير من كتب الأطفال وغيرها عبر المشاركة بالرسم التعبيري،ونال خلال مسيرته الإبداعية على العديد من الجوائز وكثير من التقدير.