معرض التشكيلي فاروق لمبز: كثير من الحِرفية وقليل من التشكيل

معرض التشكيلي فاروق لمبز: كثير من الحِرفية وقليل من التشكيل
معرض التشكيلي فاروق لمبز: كثير من الحِرفية وقليل من التشكيل

افتتح في صالة زارا التابعة لفندق حياة عمان

 

محمد جميل خضر

اضافة اعلان

  عمان - يواصل التشكيلي الاردني فاروق لمبز في معرضه الذي افتتح اول من امس في صالة زارا داخل فندق حياة عمان ما بدأه منذ معرضه التاسع في العام 1997 من احتفاء بالحروفية العربية واستلهام مفردات لوحاته وألوان هذه اللوحات من معطيات الزخرفة الاسلامية.

وعبر "42" لوحة انجزت جميعها في الشهور الماضية من العام 2005 ينتقل لمبز المولود في عمان العام 1942 بين اكثر من اسلوبية وخيار فني داخل آفاق الحروف والكلمات والزخرفات المستلهمة من التراث العربي الاسلامي مؤكدا على خياره الاستراتيجي -على ما يبدو- بالعودة الى حضن التراث بعد سنوات من الرسم الانطباعي والرمزي وغير ذلك من مدارس التشكيل الغربي واسلوبياته التي رأى لمبز في تصريح لـ "الغد" بانها لا تتناسب مع ما انتهجه في معرضه الذي يتواصل حتى 30 الشهر الجاري وما كان انتهجه في معرضيه السابقين 2004 في صالة الاورفلي و1997 في دارة الفنون.

   وعلل عدم امكانية المزج بين المدارس التشكيلية والحروفية العربية بصعوبة التركيب بينهما "فأنا احتكمت في معرضي هذا الى الخط العربي وامكانياته الجمالية واستلهمت ادواتي وخطوطي وألوان لوحات المعرض من الزخرفة الاسلامية المستندة الى شروط ومواصفات لا علاقة لها بالمدارس التشكيلية الغربية".

وربما يفسر ما اورده لمبز الحاصل على وسام الكوكب الاردني من الدرجة الرابعة ندرة التدخلات التشكيلية في معرضه المحتوي على درجة عالية من الاتقان والحرفية وغيابه تماما في كثير من لوحات المعرض التي اعتمد بعضها على التناظر الحروفي والتقابلات والتكرارات او المتواليات للعبارة او الآية الواحدة ما شكل تمثلا امينا لأساليب ورؤى الزخرفة الاسلامية.

   وجاءت ألوان الاعمال المشعة بطاقة ضوئية باذخة فرحة وصريحة في تجاوراتها داخل اللوحة (الازرق الصريح الى جوار الاخضر الصريح) وان اخذ على بعض اللوحات زيادة البهرجة اللونية واحتوائها على اكثر من ستة الوان (حدث ذلك في لوحة واحدة على الاقل) وعلل لمبز صراحة الالوان وكثرتها وتدفق الطاقة الاشعاعية فيها بان ذلك يشكل جزءا من اساليب الزخرفة الاسلامية القديمة.

وخلط لمبز المشارك في معارض جماعية في الاردن والصين والسويد وغيرها من الدول اثناء تلوينه للوحاته بين الشمع والزيت ونفذ بعضها بالالوان المائية، واستخدم في بعض المساحات اللونية داخل اللوحات الفلوماستر المعروف بألوانه الثابتة.

   وارجع لمبز صاحب 10 معارض شخصية -قبل هذا المعرض اقام اولها العام 1968 في المركز الثقافي الفرنسي - الحِرفية المنتشرة في لوحات معرض زارا الذي تابع افتتاحه جمهور عريض من المتابعين والمعنيين ربما ردا على استهداف حياة عمان ارهابيا ليلة الاربعاء الاسود الى اعتماده اثناء تنفيذها على التصميم الجرافيكي الذي كان مسؤولا الى ذلك - حسب لمبز - عن التوازن الذي ميز بعض اللوحات. وارجع فكرة الوحدة والتكرار الى الزخرفة الاسلامية وعلل عودته الى التراث الاسلامي بأن استمراره برسم اللوحات الانطباعية وغيرها يشكل تكرارا للنفس ومراوحة حول اسلوب تشكيلي واحد، وذكر بأنه آثر تجنبا لهذا التكرار الالتفات الى جماليات الخط العربي والكشف عن جوهره، ومحاكاة الجانب الهندسي والبنائي في الزخرفة الاسلامية.

ولمبز حاصل على بكالوريوس حقوق من دمشق في سوريا، وهو متفرغ حاليا لعمله الابداعي بعد تقاعده من عمله الوظيفي الذي كان آخره عمله كمستشار لشؤون الترويج والانتاج في الملكية الاردنية.