تيسير محمود العميري
لعل من الغريب أن يكون تفكير بعض المعنيين في اتحاد الكرة بالمنتخب الوطني، بعيدا عن المنطق أو ما يشبه "اللامبالاة"، رغم أن المنتخب سيخوض مباراتين أمام منتخب أوزبكستان يومي 6 و10 أيلول (سبتمبر) المقبل في عمان وطشقند، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014.
هاتان المباراتان تشكلان الخطوة قبل الأخيرة نحو بلوغ نهائيات المونديال للمرة الأولى، والفوز بمجموع المباراتين سينقل النشامى لمواجهة "خامس أميركا الجنوبية" في ما يُعرف بـ"الملحق العالمي".
كل ذلك معروف للقاصي والداني، لكن ما من إشارات واضحة تعزز من أهمية الحدث، وتؤكد سلامة إجراءات اتحاد الكرة حتى الآن.
الملاحظة الأولى تتعلق بعدم وجود أي مباراة ودية للمنتخب مع منتخب قريب من مستوى وأسلوب لعب منتخب أوزبكستان، وهذا مخالف للمنطق والعرف التدريبي.
الملاحظة الثانية تتعلق بمباراة الفيصلي والوحدات المقررة يوم بعد غد الأحد، ضمن الجولة الأخيرة من مباريات الدور الأول لبطولة كأس الأردن، وهي مباراة من حيث نتيجتها "تحصيل حاصل"، لأن الفريقين تأهلا مبكرا إلى دور الستة عشر ورصيد كل منهما 12 نقطة، ونتيجة المباراة لن تقدم أو تؤخر، لأن ثمة قرعة ستسحب في الدور التالي بغض النظر عن ترتيب الأندية في الدور الأول، لكن "حساسية" المباراة ربما تضر بالمنتخب في هذا الوقت، ذلك أن لاعبي الفريقين "غالبية عناصر المنتخب من الفريقين" سيتأثرون بقوة المباراة وحدة المنافسة التقليدية فيها، إضافة إلى الضغط العصبي وربما وقوع بعض الإصابات بين اللاعبين، وهو ما يستوجب الحذر لأن المنتخب يفتقد حاليا لركيزتين أساسيتين بسبب الإصابة؛ هما عامر شفيع وخليل بني عطية.
لقد كان من الأجدى بأمانة سر الاتحاد ودائرة المسابقات فيها، أن تمتلك مزيدا من بُعد النظر والحرص على المنتخب، من خلال اتخاذ قرار إقامة المباراة بين فريقي الفيصلي والوحدات بدون لاعبي المنتخب، ممن تم اختيارهم للسفر إلى إيران، لا أن يضع المتابعون أيديهم على قلوبهم خوفا من إصابة لاعب أو حدوث شحن نفسي زائد عند اللاعبين.
الملاحظة الثالثة تتعلق بتغييب الإعلام عن المنتخب، وهذا أمر لا يقبله أحد، فحتى الآن لم يطلب اتحاد الكرة سفر موفد إعلامي مع المنتخب إلى أوزبكستان حسب الأصول والإجراءات المتبعة، كما لم نلحظ أي ترويج للمباراة التي ستقام في عمان.
لديّ مخاوف كثيرة بشأن المباراتين أمام أوزبكستان، ولا أرى حتى اللحظة ما يبعث على الارتياح، وكأن أمر المنتخب لا يعني البعض، مع أنه عنوان الفخر لكل محبي الكرة الأردنية.
