آخر الأخبارالسلايدر الرئيسيالغد الاردني

مع اقتراب تأثيرات كورونا من الإنفلونزا الموسمية.. كيف سيتعامل الأردن معها؟

حنان بشارات – مع إعلان منظمة الصحة العالمية، بأن جائحة كورونا قد تتراجع العام الحالي، إلى حدّ يصبح فيه الخطر الذي يشكله فيروسها شبيها بخطر “الإنفلونزا الموسمية“، وترجيح انتهاء الجائحة في حزيران (يونيو) المقبل، فإن التساؤلات حول ماهية التعامل مع هذا الخطر “الموسمي”.

وبالرغم مما أطلق من تصريحات لبعض الخبراء تفيد بالغاء التدابير والقيود المتعلقة بـ”كورونا” في العالم كافة، فإن مجسات تحولها الى مرض موسمي بشكل حقيقي، كأي فيروس تنفسي بات هو الأكثر تماسا مع واقع هذا المرض.

وقد لفت الخبراء في هذا السياق، إلى أن على الدول، الغاء الترتيبات المتعلقة بإعلان الجائحة والتي بدأت إجراءاتها قبل 3 أعوام، عند بدء الجائحة، في دعوة منهم للاستعداد لفصل جديد من فصول الأمراض التنفسية الموسمية، وفقهم، لأن أعراض “كورونا” تتشابه معها.

وهم هنا، يرون أنه يجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحماية من خطر كورونا كمرض تنفسي لا كـ”كورونا“، مستثنين من ذلك الإجراءات التي تتعلق بذوي الأمراض المزمنة وكبار السن في حال إصابتهم بفيروس كورونا.

عضو في اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال إن العالم اقترب من إعلان انتهاء “وباء كورونا“، ذاهبا باتجاه أن الحكومة لا يمكنها الإعلان عن ذلك، برغم انتهاء ترتيباتها وقيودها في هذا الشأن، على عكس ما أعلنته المنظمة من أن “كورونا لم تعد جائحة”.

وهو هنا يستند على ما أعلنته المنظمة من أنها على ثقة بقدرتها لأن تعلن عن انتهاء حالة الطوارئ العالمية الخاصة بالجائحة، في وقت ما من العام الحالي، وهي تتطلع بشكل متزايد الى اقتراب هذا الإعلان عن انتهاء الجائحة، في وقت يصر فيه المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على أنه كان يجب على الدول، التحرك قبل أسابيع من ذلك.

وبرغم ذلك، فإن العضو في اللجنة، يؤكد ان وزارة الصحة، ما تزال توفر فحوص الكشف عن فيروس (بي سي ار) الخاص بفيروس كورونا، والمطاعيم المضادة له، برغم قرب انتهاء الجائحة.

فما الذي يمكن حدوثه في حال عاد الفيروس للانتشار من جديد؟ يقول “إن الأردن، استفاد كثيرا من الجائحة، ويستطيع الآن التعامل مع أي جائحة تنفسية، بعد تعزيز إمكانياته الطبية، وتدريب كوادره الصحية على التعامل معها”.

الخبير في الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني قال لـ”الغد”، إن “الوضع الوبائي في المملكة مستقر حاليا، ولا يوجد ارتفاع في أعداد الإصابات المعلنة رسميا، بالإضافة إلى أن أعراض الإصابات تتراوح بين بسيطة ومتوسطة، لافتا لعدم وجود وفيات بسبب كورونا حاليا.

وقال المعاني، إن الأردن انتهج أسلوبا محددا لاحتواء وباء كورونا، واتبع استراتيجية تقوم على 3 محاور أساسية، تتمثل بحماية أفراد المجتمع، عبر تعزيز القطاع الصحي العام، بخاصة الصحة العامة، وتوفير المستلزمات المطلوبة من لقاحات ومطاعيم وأدوية وعلاجات ووسائل سلامة شخصية، وتقديم الدعم للاقتصاد، للحد من التأثيرات السلبية للجائحة، والمساهمة العالمية مع دول العالم بالحد من آثارها.

وبين أن الأردن رفع آخر التدابير التي كانت مفروضة في السابق، للحد من انتشار كورونا، إذ خففت القيود تدريجيا، والغى الشروط التي كانت مفروضة لدخول البلاد، ومن بينها الحصول على اللقاح.

وشدد على ان المنظمة الدولية بصدد الإعلان عن انتهاء الجائحة منتصف العام الحالي، معتبرا بأن ذلك أضحى متأخرا، إذ أن “وفاة الجائحة” بدأت منذ بداية العام الحالي، وفقا لاستقرار الأوضاع، بعد مرور أكثر من 6 أشهر على آخر موجة للفيروس.

مدير الطوارئ في المنظمة مايكل راين قال “أعتقد بأننا بدأنا نصل إلى مرحلة ننظر فيها إلى كورونا مثلما ننظر للإنفلونزا الموسمية، كخطر على الصحة، وفيروس سيستمر بحصد الأرواح، لكن أيضا كفيروس لا يعطل مجتمعنا”.

وأضاف “أعتقد بأن ذلك سيحصل هذا العام”، مؤكدا أن العالم في مكان أفضل حاليًا من أي وقت مضى خلال الجائحة، وقال “أنا واثق من أننا سنكون قادرين هذا العام على القول إن كورونا قد انتهى، باعتباره حالة طوارئ صحية عامة، تثير قلقًا دوليًا”.

وكانت المنظمة أعلنت حالة الطوارئ الصحية العامة في 30 كانون الثاني (ديسمبر) 2020 حين سجلت أقل من 100 إصابة بالفيروس، وصفر وفيات خارج الصين.

بدوره، قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة إن الجائحة “انتهت بمعناها السابق كوباء كان يشكل تهديداً صحيا، وأصبحت جزءا من الفيروسات التى تنشط في الشتاء وتغير الفصول”، مضيفا أن كورونا أصبح بحكم المنتهي، وبات موسميا، وقد تظهر حالات منه، بخاصة في الشتاء، كأي مرض فيروسي موسمي آخر، لافتا الى أن الجائحة انتهت بالفعل العام الماضي، نتيجة ارتفاع معدلات التطعيم وتحسن المناعة المجتمعية التي تحول دون عودة الإصابات.

واعتبر الطراونة، أن العالم أسدل الستار على الجائحة، حتى لو لم تفعل المنظمة ذلك، والتي بدورها اصدرت تقريرا مفصلا الاسبوع الماضي، يشير لانخفاض كبير وعالمي في أعداد الوفيات والإصابات والإدخالات، ما يدل على أن الأشهر المقبلة ستحمل تصريحا عالميا بإغلاق ملف الجائحة.

وأشار إلى أن تأخر إعلان المنظمة عن انتهاء الجائحة، جاء للتريث إلى حين انتهاء الشتاء، والتأكد من انحسارها، مشددا على أن الفيروسات التنفسية ما تزال تنتشر في الشتاء، لا سيما فيروسات: الإنفلونزا، والبرد، والتنفسي المخلوي، وكورونا.

ولفت الى ان أعراض هذه الفيروسات متشابهة كـ: الرشح، والزكام، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والسعال، وفقدان الشهية، والصداع، والتعب العام.

وأوضح الطراونة أن العام الحالي، شهد ارتفاعا بـ20 % في الإصابات ‏الفيروسية، مقارنة بالأعوام التي سبقت الجائحة، لافتا الى أن الفجوة المناعية التي ظهرت غيرت خريطة الفيروسات التنفسية. ‏

ونوه بأن التغير المناخي، أثر بزيادة انتشار الفيروسات والتلوث، مشددا على ضرورة أن تكون هناك معرفة كافية، بأن هذه الفيروسات غير مقلقة، فالأعراض المرتبطة بها مثل ألم الحلق والسيلان والصداع، تستلزم خافض حرارة ومضادات احتقان.

وشدد على وقف العدوى لكبار السن والحوامل الذين يعانون من الأمراض المزمنة، ‏لأن إصابتهم قد تؤدي لالتهابات رئوية، تدخلهم في مضاعفات ‏صحية خطرة.

وخلفت الجائحة بعد مرور 3 اعوام على اعلانها، وفقا لاحصائيات رسمية نحو 7 ملايين حالة وفاة، وأكثر من 760 مليون إصابة بالفيروس.

اقرأ أيضاً:

كورونا.. توقع إعلان انتهاء الجائحة في الصيف

علماء يكتشفون فائدة “غير متوقعة” للقاح الإنفلونزا الموسمية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock