
علاء علي عبد
عمان- من خلال النظر بشيء من العمق على أحوال الناس في ظل جائحة كورونا التي تعيشها البشرية جمعاء، نجد العديد من الدروس المفيدة التي تلقى تجاهلا غريبا من الكثير من الناس حول العالم!
من الطبيعي أن يشعر المرء بالخوف في ظل هذه الجائحة، لكن هذا الخوف لا يجب أن ينسينا حقيقة أننا نتحكم بالكثير من الأمور، لا سيما صحتنا التي يمكننا الاعتناء أكثر بها لو لم نسلم أنفسنا للخوف والاستسلام أمام هذه الجائحة.
ما يخفى عن أذهان البعض أن الجسد وهبه الله القدرة على الاعتناء بنفسه في مواجهة الكثير من الأمراض، وهذه القدرة يحسن الجسد استخدامها كلما تمت تغذيته بالطعام الصحي والماء العذب والهواء النقي.
فيما يلي نستعرض عددا من الدروس المستفادة من جائحة كورونا التي تمر بنا جميعا:
- الثقة بما وضعه الله من قدرة في أجسادنا: من المهم في حال تعرض المرء لأزمة ما، أيا كان نوعها، أن يشحن نفسه ولو بقدر قليل من التفاؤل، لأن التشاؤم والاستسلام للأمر الواقع لن يزيدا الأمر إلا سوءا.
لعل أبرز ما ترتب على أزمة كورونا أن الناس أصبحوا أكثر اهتماما بصحتهم من خلال تعقيم أيديهم والحرص على ترك مسافات فيما بينهم وتناول أطعمة على أغلب أنها صحية أكثر من الوجبات السريعة التي كان الناس يدمنون عليها. هذا الأمر يعني ببساطة أننا وبسبب عدم وجود الدواء الذي يخلصنا من فيروس كورونا لجأنا لجهازنا المناعي الذي كان المستفيد الأكبر من الإجراءات التي تم اتخاذها والذي يعني أننا يجب أن نمنح أجسادنا ثقة أكبر حتى لا نضعفها باستسلامنا. - الفيروسات أتت لتبقى: لا أقصد هنا فيروس كورونا تحديدا، لكن الدرس الآخر الذي علينا أن نراه بوضوح أنه طالما يوجد مأوى للفيروسات (جسد الإنسان)، فهي ستبقى بالتأكيد. فعلى سبيل المثال، يكفي أن نعلم أن الكرة الأرضية التي نعيش عليها تضم أكثر من 320 ألف نوع مختلف من الفيروسات التي يمثل كورونا أحدها. فضلا عن أنه لا يوجد لقاحات سوى لعدد من تلك الفيروسات كلها. إذن كيف نحمي أنفسنا من هذا الكم الهائل من الفيروسات طوال هذه السنين؟
الجواب ذكرته في النقطة الأولى وهو الجهاز المناعي. فخلال آلاف السنين التي لم تكن اللقاحات معروفة فيها، اعتمد الإنسان على قدرات جهازه المناعي الذي نجح نجاحا باهرا. مع الأسف، فمعظم وسائل الإعلام تركز على بث الرعب للناس ومتجاهلة الجانب التثقيفي لهم، فنحن الآن نعيش فترة في أمس الحاجة للاهتمام بتقوية أجهزتنا المناعية التي تعد السلاح الأول والأهم في مواجهة كورونا. - الاهتمام بمن حولنا: لطالما كانت اهتمامات الناس منصبة على أعمالهم وحياتهم الشخصية، وكثيرا ما تحجج البعض بانشغاله الذي يمنعه من التواصل مع الأصدقاء والأقرباء وحتى الأهل، فتسارع الحياة كان يترك المرء يلهث طوال اليوم، وفي المساء بالكاد يحصل على قسط من الراحة ليستأنف انشغالاته من جديد في صباح اليوم التالي، اليوم بدأنا نلحظ كم نسعد عندما يرن الهاتف ليسأل أحد الأشخاص عنا، أدركنا أهمية العلاقات الإنسانية التي تربط الناس بعضهم ببعض، وبالتالي فلنتعلم الدرس ونبدأ بالسؤال عن الآخرين فلربما يؤدي اهتمامنا بهم إلى تقوية مناعتهم، كون المناعة تقوى مع المشاعر الإيجابية التي يشعر بها المرء، ويؤدي هذا لتغلبهم على فيروس كورونا.