مغنون يزاحمون الأعمال الدرامية ويحضرون بالأناشيد الدينية في رمضان

مغنون يزاحمون الأعمال الدرامية ويحضرون بالأناشيد الدينية في رمضان
مغنون يزاحمون الأعمال الدرامية ويحضرون بالأناشيد الدينية في رمضان

ديما محبوبه
 

عمان– من المعروف أن إقبال المعجبين والجمهور على شراء ألبومات الفنانين الغنائية، وحتى سماعها في شهر رمضان المبارك تتراجع حدته، وذلك لحالة الخشوع التي تسكن الكثير منهم، وتستحوذ على مشاعرهم فيؤثرون التقرب من خالقهم عبر أعمال الخير، وكل مامن شأنه أن يدر عليهم من فيض الحسنات، بعيداً عن اللهو وأسبابه.

اضافة اعلان

ولذلك، يرى معظم الفنانين أن موسم رمضان الغنائي يتصف بـ"الركود"، وفي محاولة منهم للتعويض عن ذلك، يعمد بعضهم إلى الظهور ببعض البرامج الخفيفة على شاشة التلفزيون، كالفوازير، أو برامج التسلية، أو حتى برامج الطبخ.

لكن وبعد التجربة الناجحة للفنانين حسين الجسمي ووائل جسار في العام الماضي، من خلال تسجيلات لأناشيد دينية وابتهالات وبعض الأدعية، قرر العديد من الفنانين والفنانات الاقتداء بهما، والعمل على تسجيل "سي دي" أو "فيديو كليب" يتضمنان بعض الأناشيد الدينية.

ويتعلق الأمر هنا، بكل من أنغام، وهاني شاكر، واللبناني رضا، وحسن الأسمر، وإيهاب توفيق، وأحمد سعد، وديانا حداد، وسعد الصغير، وشيرين وغيرهم، الذين قرروا فجأة خوض تجربة "الأداء" الديني من خلال ألبومات وأغان وأدعية دينية من المفترض طرحها في شهر رمضان الكريم.

فللفنانة أنغام ألبوم غنائي كامل، يحمل اسم "الحكاية محمدية"، وهو من كلمات نبيل خلف، وألحان وليد سعد، وتوزيع أسامة هندي.

أما الثلاثي هاني شاكر ووائل جسار واللبناني رضا، فقد انتهوا من تسجيل 90 رباعية من كلمات نبيل خلف، وألحان وليد سعد.

أما أحمد سعد، فيستعد لتسجيل 30 دعاء دينيا من ألحانه وكلمات جمال بخيت.

وفي ظل هذا التغير الأدائي للمطربين والفنانين العرب، فإن هناك آراء كثيرة حول هذا الموضوع، منها المؤيد ومنها المعارض، فالطالبة الجامعية سوسن تقول "لا أتقبل فكرة سماع هاني شاكر أو أي فنان آخر، لطالما سمعناهم عبر أغاني الحب والعشق والهوى والعذاب وألم الفراق، لنسمعهم في الشهر الكريم بأغان وأناشيد دينية".

وسوسن ليست وحدها من ترفض الفكرة، بل إن والدتها الأربعينية سارة تعترض على سماع مثل هذه الأغاني، مشيرة إلى أنها تستمتع للأغاني خلال أيام السنة، لكنها تفضل الالتزام بطقوس الدين، والابتعاد عن كل ما هو محرم أو مُلهٍ عن عبادة الله.

وبدورها، تبين الموظفة في القطاع الخاص، الثلاثينية ميساء، بأنها تحمست كثيرا للفكرة وأحبتها، وتقول "سأشتري العديد من "السي ديهات" لكل فنان، لأن ذلك يسلي الشخص خصوصاً وهو يقود السيارة".

وتعتقد ميساء بأنه لا ضرر من هذا الأمر، حتى وإن كان في شهر رمضان، لافتة إلى أن الكلمات ستكون دالة على الخير وذكر الله والأخلاق الحميدة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، ولا ضير من سماعها.

أما عن تقبل المجتمعات العربية الإسلامية لموجة تغير نمط الأداء الغنائي لبعض الفنانين العرب في شهر رمضان المبارك، فيعلق أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة د. حسين محادين أن الجانب الأدائي لهذه الأدوار المتنوعة في الغناء، وخصوصا في شهر رمضان الكريم، يتكيف مع العقل الجمعي العربي المسلم.

ويؤكد بأن هذا العقل لا يتحدث عن ديمومة المؤقت من الأشياء، وأن هذا المجتمع أقرب ما يكون للانتقائية، وتختلف هذه الأمور من حيث المضمون وسرعة آنية التأثير. أما الجانب العقائدي فيفترض عدم وجود آراء متباينة فيه، وأن تكون هناك دائما محددات لهذا الإيمان وهذا الفهم، وأن العقيدة لا تحتمل الموسمية أو المعيارية الرمضانية الدينية المستقرة في الوجدان والعقل الجماعي للمسلمين، رغم مرور ما يقارب أربعة عشر قرنا على ذلك.

وحول ما يحرك المطربين، يبين محادين أن الولع بالإعلام والشهرة أصبح يأخذ منحى الإدمان والظهور والبقاء، خصوصا ضمن الحياة الاقتصادية السريعة، والتي تزداد تكاليفها يوما بعد يوم، وبالتالي يحرص هؤلاء الفنانون على بقائهم مقبولين ضمن الجمهور، على قاعدة "تبادل المنفعة".

أما عن تجارب الفنانين الأخرى فإن لخالد سليم تجربة تتمثل بتسجيل أدعية دينية وتصوير خمسة أخرى في منطقة شارع المعز بمصر القديمة.

وفي ما يتصل بالابتهالات الدينية، عمد إيهاب توفيق إلى تسجيل مجموعة منها، الأناشيد الدينية ليتم طرحها على هيئة ألبوم كامل خلال شهر رمضان، ومنها بعض الابتهالات في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى أغنية في موضوع "الزكاة"، من تأليف الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد، وألحان أشرف سالم، ومن توزيع محمد مصطفي، وتدعو إلى إخراج الزكاة ومساعدة الفقراء.

أما عن بدايات هذه الظاهرة فإنها تعود إلى محمد منير ووائل جسار، من خلال تقديم أناشيد دينية في شهر رمضان أصبحت تعرض لهم طوال أيام العام .

وكان لجسار في العام الماضي ألبوم ديني بعنوان "في حضرة المحبوب"، وكذلك الفنان محمد منير الذي قدم العام الماضي 30 دعاء يوميا لشهر رمضان، حققت نجاحا كبيرا وقتها.

كما كان للفنان منير، من قبل تجربة ناجحة بعنوان "مدد"، التي أطلقها من خلال ألبوم ديني كامل.


[email protected]