"مفك".. حياة الأسير بعد تحرره من السجن

Untitled-1
Untitled-1

إسراء الردايدة

عمان- يصور فيلم "مفك" الفلسطيني لمخرجه بسام الجرباوي جانبا مختلفا مما يعيشه الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي مرحلة خروجه من الأسر وعودته لأهله.
الفيلم افتتح فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي، أول من أمس، في الهيئة الملكية للأفلام برعاية وزير الثقافة د. محمد أبو رمان، وسط جمهور ضخم يغوص في أعماق معاناة الأسير وصعوبة اندماجه في المجتمع والحياة نفسها. فمن خلال قصة زياد (الممثل زياد بكري)، يطرق المخرج الجرباوي بابا مختلفا، وهو كفاح الشخصية الرئيسية في إعادة بناء حياته بعد السجن الذي دخله مراهقا وخرج منه بعد 15 عاما.
الأحداث تنطلق في التسعينيات حين كان صديقان "رمزي وزياد" يلعبان في حارات وشوارع ضيقة، عاكسة صداقة متينة بينهما، حتى ينتقل لحقبة زمنية أخرى هي 2002، وكلاهما مراهق يختبر تلك المرحلة.
في مشهد لاحق من تلك الفترة، وفي العام 2002 وخلال جلسة مع الأصدقاء تطال طلقة نارية فجأة رمزي الذي يستشهد لتغير مجريات الحياة بالنسبة لزياد، فتلك الصدمة تدفعه لمحاولة قتل مستوطن إسرائيلي يتضح فيما بعد أنه فلسطيني، وينتهي به المطاف في السجن والتعرض للتعذيب، ويحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما.

وزير الثقافة د. محمد أبو رمان يكرم الناقد السينمائي ناجح حسن- (من المصدر)
اضافة اعلان


ما نراه لاحقا هو خروجه من الأسر في 2017، وهو مشهد ساخر أراد به المخرج أن يلفت الانتباه لتغير الواقع الذي يسلط عليه الإعلام، وما يرغب به الأسير، وهو التحرر والخروج لأشعة الشمس، متجاهلين كل الصعوبات التي مر بها وما سيختبرها لاحقا. فعودة الأسير لحياته التي تركها قبل 15 عاما ليست سهلة، وهو جوهر الأمر هنا؛ حيث يتصرف الجميع كما لو أنه لم يغب قط، وهي محاولات في تقديم صورة أن الأسير يسعى لأن يكون بطلا دائما بعد عودته.
وتستمر الأحداث في محيط زياد؛ حيث يظهر جليا أنه غير قادر على التعامل مع صدمته وشعوره بالفشل لفقدانه حياة حلم بها، تعقيدات عميقة ترتبط بتأثير العيش تحت القمع وسياسة غير أخلاقية عشوائية.
فجرباوي، في فيلمه الروائي الأول، ركز على تصوير شكل من أشكال اضطراب ما بعد الصدمة التي يتعرض لها بعض الأفراد الذين قضوا وقتا طويلا بالحبس، بعد عودتهم لواقع الحياة خارجا. فكان زياد دائما في حالة عزلة وإحباط وخوف لا تتوقف. وتظهر الراديكالية حين يرى عالما مختلفا أمامه مختلفا عن ذلك الذي عرفه، تفاصيل كثيرة وتغير في حالة المجتمع، فتلك كلها تخلف مشاكل في إعادة التكيف وايجاد التوازن، من جديد.
مرحلة سينمائية جديدة
خلال الافتتاح، بين مدير عام الهيئة الملكية للأفلام مهند البكري أن العروض التي تقيمها الهيئة على مدار العام والنشاطات التي تنظم في المحافظات على مدى الأعوام المقبلة مهدت لعهد سينمائي جديد.
وتلك المرحلة تشمل ولادة أول مهرجان سينمائي محلي بمعايير عالمية سيولد في شهر نيسان (ابريل) من العام المقبل، وله تفاصيل وهوية سيعلن عنهما لاحقا.
وخلال حفل الافتتاح، كرمت الهيئة برعاية وزير الثقافة والشباب د. محمد أبو رمان شخصيتين لهما أثر في مجال العمل السينمائي من جوانب مختلفة.
فتم تكريم الناقد السينمائي والزميل ناجح حسن الذي يملك باعا طويلا في كتابة المقالات النقدية والبحث في تاريخ السينما الأردنية والاهتمام بها، وله عدد من الكتب المتخصصة به الى جانب نشاطات الدولية وكونه وجها عربيا وإقليميا في المهرجانات الدولية التي شارك بها كعضو لجنة تحكيم أو ضيف يعقد محاضرات. وأصدر حسن مجموعة من الكتب في حقل النقد السينمائي؛ هي: "السينما والثقافة السينمائية في الأردن"، عمّان، 1991، "الآن على الشاشة البيضاء"، عمّان، 1992، "متابعات في السينما"، عمّان، 1996، "شاشات العتمة.. شاشات النور.. كتابة في أفلام أردنية قصيرة"، "عتبات البهجة: قراءة في أفلام أردنية"، 2011، السينما وجهات نظر: حوارات في الفن السابع، 2013.
وكرمت أيضا الممثلة ركين سعد، التي لمع نجمها في الدراما العربية والمحلية والسينما أيضا، فشاركت في الفيلم الفلسطيني "3000 ليلة"، وتألقت بعدها في شخصية "مليكة"، التي جسدتها في مسلسل "واحة الغروب"، وبطولة المسلسل السوري "العاشق.. صراع الجواري" مع الفنان غسان مسعود. وأيضا مسلسل "سمرقند" وفيلم "المختارون".
ومحليا، شاركت سعد العام 2013 في مسلسل "زين" من ثم في فيلم قصير بعنوان "seam"، وتابعت بعد ذلك دورها في الجزء الثاني من مسلسل "في ميل" العام 2013 لتنهي أعمالها للعام ذاته في كل من مسرحية "حلم ليلة ربيع: عمر"، "بيارق العرب"، و"في ميل" وغيرها.