مقتل القادولي القيادي البارز في "داعش" يوجه ضربة موجعة للتنظيم

بغداد-  قالت مصادر عراقية وأميركية إن تنظيم داعش سيعاني بشدة للتعافي من الضربة الموجعة التي تلقاها بمقتل أحد قادته الذي كان له دور كبير في الإشراف على الشؤون المالية والسياسية والإدارية للتنظيم.اضافة اعلان
كان عبد الرحمن مصطفى القادولي الذي كان يسمى أيضا حجي إيمان وأبو علاء العفري جهاديا مخضرما رصدت الولايات المتحدة سبعة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض عليه.
والمبلغ هو ثاني أعلى مبلغ يرصد لضبط قياديين بالتنظيم بعد رصد عشرة ملايين دولار للوصول إلى زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي وهو ما يعكس أهمية حجي إيمان.
وقال هشام الهاشمي المحلل الذي يقدم المشورة للحكومة العراقية بشأن المتشددين إن مقتله يمثل أشد ضربة لداعش فيما يتعلق بالاغتيالات لأنه يمثل محور الهيكل الإداري للتنظيم.
وأضاف أن البغدادي لن يستطيع استبدال حجي إيمان بشخص في نفس كفاءته وانه سيضطر لتعيين ثلاثة أشخاص لملء الفراغ الذي تركه مما سيقلل من قدرات زعيم التنظيم ويجعله أكثر عرضة للخطر عن ذي قبل.
وقال الهاشمي إن القادولي كان يرأس مجلس شورى التنظيم إضافة إلى كونه المسؤول المالي والمسؤول عن المحافظات السورية.
وأوضح أن مقتل القادولي وقبله وزير الحرب في التنظيم ابو عمر الشيشاني علاوة على ضبط خبير في الاسلحة الكيماوية يشير إلى أن الولايات المتحدة لها مصادر معلومات مقربة من القيادة العليا للتنظيم.
يقول مسؤولون أميركيون إن التنظيم يتعرض لخسائر في معركة ضد قوات تحتشد في عدة جهات بالمنطقة الشاسعة التي يسيطر عليها. ويتراجع المتشددون منذ أيام أمام القوات السورية الحكومية في مدينة تدمر الأثرية.
وفي العراق يتراجع تنظيم داعش أيضا منذ كانون الأول(ديسمبر) حين خسر الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. وتأمل الحكومة العراقية في استعادة الموصل قبل نهاية العام الجاري وهي أكبر مدينة في شمال العراق كان التنظيم استولى عليها قبل نحو عامين.
وقال رانج طالباني المسؤول بوكالة زانياري الأمنية الكردية "خسارة حجي إيمان ستكون جسيمة. رغم أن داعش يملك منظومة قوية لملء أماكن القادة الرئيسيين إلا أنها ستحتاج لوقت للتكيف مع الموقف."
وأضاف قائلا "كان على دراية تامة بالشؤون المالية (للتنظيم) وكانت القرارات القيادية المهمة تتخذ بمشورته."
عضو مخضرم بالقاعدة
وعلى عكس الكثير من قادة تنظيم داعش، جاء القادولي من القاعدة وليس حزب البعث العراقي المنحل الذي كان يتزعمه صدام حسين حتى أطاح به غزو قادته
 الولايات المتحدة عام 2003.
وقال الهاشمي إن القادولي ألقي القبض عليه أكثر من مرة إبان حكم صدام بسبب آرائه الدينية المتطرفة وذهب إلى أفغانستان عام 1998 حيث قابله أسامة بن لادن.
وقال الهاشمي إن بن لادن أراد أن يتولى القادولي فرع القاعدة في العراق العام 2010 لكن البغدادي الذي تولى القيادة المحلية حينها تحول ضد القاعدة في 2013 وأعلن نفسه خليفة بعد ذلك بنحو عام ليفوز بتأييد القادولي.
وأوضح الهاشمي إن القادولي يعتبر أكبر مسؤول مدني في تنظيم داعش تشمل مهامه تحت قيادة البغدادي طرد الأقليات الدينية والعرقية والاغتصاب الممنهج لفتيات يزيديات.
وقال إن ابو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش والذي رصدت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه سيحل محل القادولي حاكما لسوريا.
ووفقا لتصريحات الهاشمي فإن اياد العبيدي ضابط الأمن السابق إبان حكم صدام والذي تولى دور وزير الحرب بعد مقتل الشيشاني سيحل محل القادولي في الإشراف على الشؤون المالية للتنظيم.
وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم التحالف في بغداد إن القادولي كان يقدم أيضا الأموال والمشورة لشن هجمات في الغرب مضيفا أنه كان "إرهابيا دوليا لأكثر من عقد. سيفتقد تنظيم داعش خبرته ومعرفته."(رويترز)