مكاشفة الحكومة للأردنيين تزيد الانضباط في إجراءات مكافحة كورونا

90944026_4054239097921385_9064206445855113216_o
90944026_4054239097921385_9064206445855113216_o

محمد الكيالي

عمان - بعد أيام من بدء العمل بأمر الدفاع الوطني رقم 3، بدا واضحا ازدياد حالة انضباط والتزام المواطنين بالتوجيهات الحكومية بعدم الخروج إلا للضرورة في الفترة المسموح لهم فيها بالخروج لقضاء حاجياتهم اليومية.اضافة اعلان
ولوحظ، في العاصمة عمّان على سبيل المثال، أنه وعند انطلاق صافرات الإنذار في البلاد، في تمام السادسة مساء كل يوم، إيذانا ببدء حظر التجول الجزئي على مستوى المملكة وعزل المدن عن بعضها، وحظر التجمعات لغاية الساعة العاشرة صباحا من اليوم الذي يليه، خلو الشوارع من المارة ومن السيارات إلا التي يملك أصحابها تصاريح من أطباء وممرضين وأجهزة أمنية وصحفيين وغيرهم.
مدير نظم المعلومات والتكنولوجيا في مؤسسة الملك الحسين، فادي خريشة، قال إنه من الأشخاص الذين تابعوا الأنباء التي كانت تتوالى على مواقع التواصل الاجتماعي حول وباء "كورونا" منذ بدايته ومنذ استفحاله في الصين، وكان مهتما كثيرا بالأخبار التي تخص هذا الفيروس.
ولفت خريشة في حديثه لـ"الغد"، إلى أن الأنباء أحدثت في نفسه خوفا وجزعا، حتى أنه قام بتعطيل أبنائه عن المدرسة قبل أن يتم إصدار قرار تعطيل المدارس واعتماد التعليم عن بعد، خوفا من أن يكون الفيروس موجودا في المملكة دون علم الحكومة.
وبين أن قرار الحكومة بالحجر المنزلي، يعد قرارا صائبا، حيث التزم به شخصيا وألزم عائلته أيضا بعدم الخروج من المنزل بتاتا.
وأوضح خريشة، أن قرار حظر التجول، كان قرارا بث في نفسه السعادة والطمأنينة، على الرغم من حدوث بعض الفوضى في بداية تطبيق القرار، موضحا أن المواطنين لم يتمكنوا من تطبيق القرار الأول لأنه كان حجرا كاملا وليس جزئيا.
وأشار إلى أنه يخرج وحيدا لشراء حاجيات المنزل، ويعود مسرعا لدى انتهائه منها، مبينا أن خروجه من منزله للضرورة القصوى وليس لمجرد الخروج فقط.
ونوه خريشة، إلى أنه لاحظ التزاما كبيرا من قبل المواطنين في المنطقة التي يسكن بها، وهذا الالتزام يعود إلى حالة الوعي التي أصبح الأردنيون يتمتعون بها خاصة وأن الحكومة أصبحت تزودهم بالمعلومات التي يريدونها وأصبحت قريبة منهم.
بدوره، اعتبر أخصائي أمراض الأطفال، محمد مصطفى، أن التزام المواطنين بحظر التجول، هو أمر مقدر وينم على وعي الأردنيين بأن هذا الفيروس هو خطير وبإمكانه أن يؤثر على صحة الجميع وليس شخصا محددا.
وبين مصطفى، أنه شخصيا، عزل نفسه عن عائلته، خاصة وأنه يعمل في أحد المستشفيات ويقابل الكثير من المرضى، إلا أنه لا يريد مخالطة عائلته من باب الاحتياط لا أكثر.
ولفت إلى أنه كطبيب، يرى الكثير من المواطنين يوميا، بعضهم غير مكترث والبعض الآخر ملتزم بالإرشادات الصحية، الا أنه لاحظ تجاوبا كبيرا من الأردنيين بأخذ الحيطة والحذر بعد مصارحة الحكومة لهم حول الفيروس ومخاطره.
وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي الاجتماعي، حسام عايش، أن الأردنيين اختبروا على الأرض مباشرة أن ما يبحثون عنه فيما يتعلق بالمواد الغذائية ومستلزمات معيشتهم، متوفرة ولا نقصان فيها.
وبين عايش، أن المواطنين، علموا أنه بقليل من الصبر والتنظيم، فإن الجميع سينالون ما يريدون من حاجياتهم اليومية، لافتا إلى أن العادات في كيفية الحصول على ما يريده المواطن طرأ عليها بعض التغيير وهذا أمر طبيعي.
وأوضح أن المواطنين، وبتوالي الإعلان عن وقوع المزيد من الاصابات، شعروا أنه وحتى مع الإجراءات المشددة، فإن احتمالية وقوع الاصابة واردة، الأمر الذي دعاهم لتشديد الالتزام والانضباط بعدم الخروج من المنازل والمخالطة مع الآخرين.
وأكد عايش، أن الأردن لا يعاني من ضائقة اقتصادية حاليا، وإنما ضائقة صحية، فرضت على الأردنيين إجراءات أثرت على الاقتصاد المحلي، وهذا الأمر، أدى بالمواطنين إلى الاقتناع أنه مع الترشيد والتنظيم وحماية أنفسهم عبر التباعد بين الناس والاجراءات الوقائية فإنه يمكنهم من الحصول على ما يريدون ليس بالشكل المعتاد ولكن بشكل يفي بالحاجة.
وأضاف أن الحكومة نجحت في التواصل مع المواطن رغم التعثر الأولي لها في عملية توصيل الخبز منذ بدء تطبيق حجر التجوال، وما تبعه من شكاوى.
وشدد عايش أن الحكومة تمكنت من كسب ثقة المواطن، وأقنعته بإجراءاتها، وتعمل على إبقاء مستوى المعيشة والحياة مستمرة ودائمة، كما أن الأردنيين يثبتون أنهم شعب واع وذكي استوعب هذه الإجراءات الجديدة.
وبين أن أفعال الحكومة تتطابق مع أفعالها، خلال هذه الأزمة، وهو ما أصبح المواطن الأردني يقتنع بها، وبالتالي فإن هذه رسالة مهمة يمكن البناء عليها الكثير لو استمرت بهذه الوتيرة.
ولفت إلى أن الدرس الحكومي للمواطن، يمكن أن يؤثر في الوعي الذاتي للمجتمع، حيث أن إدامة الحركة الحالية وتنظيمها، سيساعد إلى إعادة النشاط رويدا رويدا بعد انتهاء الأزمة بشكل متدرج.