أفكار ومواقف

“مكتوب”: قصة نجاح ومفخرة أردنية

فاجأني عدم الاكتراث الإعلامي الذي شاهده خبر شراء شركة مكتوب الأردنية من قبل شركة ياهو العالمية، وكيف غطاها العالم بكثافة وتناقلتها المواقع العالمية، ليس لحجم الصفقة والتي يقال أنها تفوق 85 مليون دولار، بل لأنها انتصار للغة والكلمة العربية، وانتصار لريادة الأعمال المحلية، وشهادة عالمية من أحد أكبر الشركات العالمية لأولئك المبدعين من شبابنا الذين يصممون على تحقيق أحلامهم ويعطونا دروسا في التصميم والعزيمة والإدراة والنجاح.

سميح طوقان وحسام خوري شابان اردنيان صديقان ابتدآ شركتهما “مكتوب” في التسعينات بفكرة بسيطة، بدت في يومها بعيدة المنال أو شبه مستحيلة، فقد قرر كلاهما إيجاد موقع تراسل الكتروني باللغة العربية، وفعلا بدآ بذلك في منزل قرب فندق الأردن في الدوار الثالث. كم من زائر لشركتهما خرج يهز رأسه معتقدا بفشلهما؟ لم يسمعا المتشائمين، ولم يتركا ما عزما عليه ويذهبا للبحث عن وظيفة، رغم العروض التي انهالت عليهما.

في 1999 بدآ بنظام البريد الالكتروني باللغة العربية واسمياه “مكتوب”، فكان الأول عربيا، وشيئا فشيئا اضافا الى الموقع العديد من الخدمات مثل “سوق دوت كوم”، و”عربي”، وغيرها، واستمرا في التحسين وحين بدت بوادر النجاح لم يستريحا ويجلسا في المقاهي أو اتجها لعمل آخر كما فعل البعض، أو لشراء العقارات ليصبح أغنياء بينما تفقر شركتهم، بل استمرا في تعظيم القيمة المضافة التي أوجداها وتعمق فيها أكثر فأكثر لتصبح شركاتهم ومنتجاتهم أفضل وأفضل وليقودوا المنطقة من الأردن.

الشركة بدأت بحفنة من الشباب لتوظف 240 موظفا في الأردن، و60 في دبي و20 في السعودية، وليصبح عدد المشاركين في مواقعها 16.5 مليون مشارك، ولتصبح اهم موقع عربي للانترنيت في العالم، وتنافس الشركات الاجنبية العملاقة مثل ياهو وغوغل وغيرها فتحتل المرتبة الخامسة أو السادسة في معظم الدول العربية، ولتكون من بين المواقع العشر الأول التي يستخدمها العرب. والآن وقد اشترت ياهو أحد شركاتهم، ستدار الشركات الاخرى التي انبثقت عن مكتوب من خلال مجموعة “جبّار” وسيضخون بها استثمارا يفوق 20 مليون دولار لتعمل وباستقلالية تامة عن مكتوب والتي سيصبح إسمها الجديد ياهو مكتوب.

كنت أتمنى لو غطّت قصة نجاحهم صحفنا والاعلام المحلي، فقصتهم لنا أهم من قصص نجاح بيل جيتس وغيرهم، وسميح وحسام صنعا مثالا حقيقيا عن جبروت هذا البلد الذي لا تقاس قدراته بعدد مواطنيه بل بنوعيتهم وقدرة كل منهم فردا فردا. وكم أتمنى لو تدعوهما الجامعات والمدارس، بل وأن تكتب قصتهما في مناهج الطلاب، وأن تصبح قصصا كصورة للأطفال ليعلّموا طلابنا أن النجاح ممكن إذا ما تمسك الانسان بحلمه، وجمع حوله اناسا جيدين، وعاملهم وكافأهم باحترام لقدراتهم وما ينتجونه، وانتج شيئا يحتاجه الناس، وواظب على تحسين منتجاته وأفكاره، وصبر على الصعوبات، وأدار موارده بذكاء وحرص.

قصتهما لا يجب أن تكون اسطورة غريبة بل قصة وطنية من واقعنا، لأنها أردنية المولد والمحتد ومن صنع أبنائنا العظماء وثروة الأردن الحقيقة إن لم تكن الوحيدة. قصة مكتوب يجب أن يتناقلها الاولاد والبنات في المدارس، ويدرسها الطلاب في الجامعات، فقصتهما قصة أردنية جبارة يجب أن ندركها ونعلم تفاصيلها من بطلين أردنيين حقيقيين.

تعليق واحد

  1. God bless them
    God bless them, they deserve all the best.
    I'm living in Canada, believe me the Arabs are very intelligent comapared to other nationalities.

  2. قصة نجاح
    كلام جميل وصحيح..كما نندب ونتندر على قصص الفشل في مجتمعنا الذي اضحى يعشق جلد الذات يجب ان نفتخر بقصص نجاحاتنا..

  3. لذلك نحن غير راضون
    سلام الله عليكم
    عذرا ان اقول بعض الكلمات وانصرف
    لقد كان كلامك جله صواب , وما يحز على النفس حقا هو تجاهلنا لكل تلك الإنجازات , نعم كانت مكتوب اردنية عربية رائدة بامتياز , ولايمكن لعاقل أن يقول عكس ذلك ليس تملقا بل حقيقة , وبصفتي النكرة والعادية من مشتركي مكتوب بريديا وتدوينا فلقد كانت صدمتنا كبيرة من الجانب الأخلاقي لبيعها , نعرف أن النتيجة المادية لمكتوب كانت باهرة , نعرف أن في منطق البيع والشراء هي صفقة رابحة , ونعرف ومتأكدون أنها مفخرة عربية اردنية بامتياز ولانقاش في ذلك , لكن؟؟؟؟
    هل بيع مكتوب كتجربة ناجحة هو آخر هموم الأستاذ سميح وشركائه؟؟؟
    لماذا لم يحتفظو بمكتوب كعلامة خاصة أو كنجمة ساطعة عربيا في سماء المعرفة , ويقوموا بمشاريعهم الإستثمارية في مواضع أخرى , هم يقولون أن بهذا يفتحون المجال للآخرين وللإستثمار العربي في مجال المعلوماتية , نعم صدقوا لكننا كمشتركي مكتوب عربيا شعرنا بشيئ في قلوبنا ؟؟؟؟

  4. النجاح الغربي و النجاح العربي و ما بينهما
    أسعد الله صباحك أخي الكاتب و كل عام و انت بخير,

    أشكرك على مقالك الجميل و كالعادة أنت تصيب مواضيع غاية في الأهمية. و أود ان أضيف, حقيقة إن الغرب الآن يعيش حالة نجاح كبرى ناتجة عن نجاحات متعددة في مجالت مختلفة. و تشمل هذه المجالات العلمية و التقنية و الطبية و الإقتصادية و في كل شيء ما عدا الجانب الإجتماعي. و بالتالي أصبحت عقلية الغربي تقوم على البحث عن النجاح و دعمه و تقويته لأنه في النهاية يرفع من شأن الناجح و الذي إكتشفه.
    أما في بلاد العرب, فالأمر هو العكس تمامآ, نحن نعيش حالة فشل عام, لدرجة أن الحاصل على شهادة ثانوية عامة بمعدل 60 يقيم حفلة بألعاب نارية حتى الصباح (و قد يكون راسب و معناش خبر!!)!! لذلك النجاح الرائع يقابل (بضم الياء) من العربي بالإهمال لأنه يظهر مدى عجز الآخرين. و لا تستغرب أن تجد غيرة من الناجح و لا تستغرب هجومآ على النجاح و الناجح و كأن الناجح يهودي من بلد آخر!!

    أنا سأضرب لك مثلآ من مهنتي الطبية في الأردن, واحدة من أكبر المعيقات لشبابنا الناجحين و المتميزين الأطباء و ذوي التخصصات المطلوبة في الخارج هو الهجوم الشرس عليهم من بعض زملائهم في عمان لأنهم يهددونهم و يسرقون الأضواء بسبب العلم الرائع الذي يأتون به! و بالتالي تبدأ الحرب الشرسة ضد العائدين و عادة ما يكونون في قمة العلم و العطاء! و لكن زميله العربي لا يستطيع أن يهضم هذه الحقيقة فيبدأ بإنكره أو حتى مهاجمته.

    علينا نحن العرب البحث عن النجاح و دعمه في كافة مجالات الحياة و من يرى متميزأ و ناجحآ أن نقف إلى جانبه و نقول للناس كافة ان فلان و فلان و فلان من الناجحين الواجب دعمهم لأنه في النهاية البلد لن تتقدم إلا بالناجحين و الأمة لن تحرر إلا بالناجحين. و السلام عليكم.

  5. الجزيرة غطتها
    يا سيدي قناة الجزيرة غطت الموضوع بنشرتها الاقتصادية وكأنه حدث عالمي واستاضفة طوقان وعملت تقرير عن بداية مكتوب وقالت عنها قصة نجاح

    اي ما اريد اقوله انهم فهموا اهمية الموضوع عربيا
    اما اعلامنا لم يفهمه حتى أردنيا

  6. ما هو النجاح؟
    هل هــو النجاح بيع الشركه لياهو؟ أم تصبح الشركه مثل ياهو؟

  7. proud
    hi all, i am one of maktoob employees and let me say all of us are very proud of what MR Samih and Hussam did, and let me say for all arab users no thing will be change in maktoob content and only the brand will be maktoob.yahoo

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock