"ملتقى السرد العربي" يوصي الجامعات بضرورة إفراد مساقات متخصصة في الدراسات السردية

"ملتقى السرد العربي" يوصي الجامعات بضرورة إفراد مساقات متخصصة في الدراسات السردية
"ملتقى السرد العربي" يوصي الجامعات بضرورة إفراد مساقات متخصصة في الدراسات السردية

عزيزة علي

عمان- أوصى المشاركون في "ملتقى السرد العربي" أمس بضرورة نشر أوراقه ومناقشاته في كتاب نقدي، لأهمية هذا الأمر في تعميم الفائدة.

اضافة اعلان

ودعا المشاركون في ختام "ملقى السرد العربي" الذي عقد بالتعاون بين رابطة الكتاب الأردنيين ووزارة  الثقافة الجامعات العربية للتوسع في الاهتمام بالسرد العربي من خلال إفراد مساقات متخصصة في الدراسات السردية.

وطالبوا بتوسيع المشاركة العربية تدريجيا لتشمل تجارب متنوعة من بيئات وأقطار متعددة، والتخطيط مستقبلا وتحويله الى ملتقى دولي يشارك فيه بعض الأدباء العالميين المعروفين.

وتوقف المشاركون عند  جملة من التحديات التي تواجه الأنواع السردية الراهنة، مبينين أن تلك التحديات قد تولدت من الواقع العربي نفسه وقضاياه الوطنية الملحة.

وكانت الجلسة الأولى التي أدارها د. إبراهيم صحراوي عقدت بمشاركة النقاد والأدباء: نبيل سليمان وسليم النجار ووليد معماري وخيري دومة وإبراهيم صموئيل وحسن حميد.

واستهلها الروائي نبيل سليمان بورقته التي تناول فيها "السيرة والرواية، عندما ينزع الكاتب القناع".

وبين انه ما زال "يتخوف من نرجسية الكاتب التي تجعله يحسب أن كل ما يعيشه ثمين، ويكتب".

وقال إنه عندما قرأ رواية "الخماسين" لغالب هلسا في العام 1977، باغته ان بطل الرواية يحمل اسم الكاتب مبينا أن هلسا "أول من منح اسمه لـ"بطل" روايته".

 وتناول الكاتب سليم النجار في ورقته "الرواية العربية: إشكالية الديمقراطية بين الوعي والتكريس" روايتين عربيتين، وهما: "أحياء في البحر الميت لمؤنس الرزاز"، و"نزل المساكين" للطاهر بن جلون".

وحاول النجار ان يقرأ عبر الروايتين وعي الاشخاص، الذي يندغم في الوعي العام الجمعي للمجتمعات العربية، وما ينعتق من هذا الوعي نحو الديمقراطية، وإمكانية ادراك مفاعيلها والتعاطي معها. مكون المجتمعات العربية القيمية، عبر ما أنتجته الرواية العربية.

 وقدم وليد معماري شهادة إبداعية بعنوان "الرواية والتركيب السردي" تحدث فيها عن تجربته الإبداعية وكيف بدأت عندما كتب قصص الأطفال.

وقال "عدت طفلا من جديد. وأنا أتابع الكتابة من مخزونات طفولتي، رواية حكايات مبتكرة. لا تبسط الحكاية، أو تنسجها بشكل ساذج. بل تقدمها للطفل بشكل يتلاءم مع دروس الرياضيات. حيث الرقم اثنا عشر هو المضاعف الرابع للرقم ثلاث".

من جهته تحدث خيري دومة عن "القصة القصيرة ومتعة القراء الجدد".

وأكد على تغير مجموعة التوقعات التي ينتظرها القراء من القصة وهم يقرأونها، لا لأن القصة لم تعد تحكي قصة، فهذا شيء أصبح القراء يتوقعونه من زمن، ولكن لأن القصة أصبحت "نصا قلقا مترددا منقسما على ذاته، لا يسمح لقارئه بمتعة الاكتشاف والراحة".

أما القاص ابراهيم صموائيل فقدم ورقته التي تحدث فيها عن تجربته الإبداعية في كتابة القصة القصيرة.

وتناول التقنيات وشكل السرد والهموم الفنية المتعلّقة بهذا الجنس الأدبي، وكيف تجلّت لديه وكيف حاول اقتراح معالجات وحلول لها.

وأشار إلى الجانب الفني والتقني والأسئلة التي طرحتها وتطرحها القصة القصيرة عليَّه، محاولاً تسليط الضوء على الإشكالية التصنيفية الرائجة التي يواجهها هذا الجنس الأدبي النبيل والمتمثلة باعتباره مجرد عتبة أولى للدخول، أو للصعود، إلى مملكة الأدب التي تضم الرواية والشعر والمسرح على نحو شبه حصري.

وقال الروائي حسن حميد في ورقته التي جاءت بعنوان "عتباتي" انه لم ينجز نصا من نصوصه الروائية أو القصصية إلا على ما "جمعته الحواس، أو على ما وافق مزاجه، وتكوينه العقلي وحساسية الذات، من دون أن يدري ما العتبات التي قادته إليها، وما العتبات التي تم حذفها.

وأضاف أن الكاتب حين يعي موهبته أولا، ودورها ثانيا، يواجه المعطيات التي هي الموضوع والرسالة والطريقة والاسلوب، والوظيفة والمؤدي والدلالة والعلامة.

أما الجلسة الثانية التي خصصت لقضايا السرد النسوي فشارك فيها د.يحيى عبابنة، والروائية نعمة خالد والروائية فضيلة الفاروق، والقاصة جميلة عمايرة وأدارها الناقد زياد ابو لبن.

قال د. يحيى عبابنة ان الحديث فيما يخص النظرة إلى الجنس باعتبار أن المرأة مشاركة الرجل في جميع مناحي العمل الإبداعي دون أدنى محاولة لإثبات التميز لأحد الجنسين، كما أنها لن تعنى بإطلاق أحكام تدريجية مستندة إلى المجاملة. ونوه إلى ان الساحة الإبداعية في الأردن قد شهدت نشرا للأعمال النسوية انطلاقا من الرغبة المبيتة في الإثبات للآخر أننا معنيون بقضايا المرأة وفرضها في كل مظاهر الواقع المعيش.

ورأت نعمة خالد أن الأسئلة الخاصة بالكتابة التي تكتبها المرأة محض ادعاء، وكذلك هو الحال بالنسبة للرجل.

وركزت على التكامل ثم التكامل بين ما يكتبه كل منهما.

وقدمت فضيلة الفاروق ورقة تحتوي على "أسئلة السرد النسوي موقع المتلقي من السرد النسوي من خلال تجربتي الشخصية في الكتابة".

وبينت أن فئة النساء اللواتي يكتبن الشعر أو قصة أو الرواية  يرفضن تصنيف ما يكتبن على أنه "أدب نسوي".

وقالت القاصة جميلة عمايرة إن المرأة الكاتبة، رغم اشتراكها مع زميلها الكاتب بشروط تنعكس على الكتابة بوصفها أدبا فإنها – أي الكاتبة -  بحكم تكوينها الفيزيقي والاجتماعي وإرثها التاريخي (الشرق هنا بمدلولاته وظلالة وإيحاءاته) تتوافر على عناصر من شأنها أن تخصص تجربتها وأن تميز كتابتها الإبداعية بأساليب مشروطة بوعيها لوظيفتها وبالسياق الذي تكتب فيه.

وعقدت الجلسة النقدية التكريمية لضيف الملتقى القاص الفلسطيني محمود شقير وتناولت هذه الجلسة تجربة شقير في القصة القصيرة.

وقال د. حسين جمعة في الورقة التي تحمل عنوان "شقير وفن القصة" ان قصص شقير في هذه المرحلة تستمد نسغها من وقائع الحياة وأحداثها ومجرياتها، وهو يضفي عليها بريقاً خاصاً ليظهر واقعيتها اللماحة باستخدام اللهجة المحلية وبما يرشح فيها من أمثال بليغة وأقوال سائرة، وتعابير تهكمية أو مقذعة، وبعض مقاطع الأغاني الشعبية أحياناً لفضح أسرار الواقعة واستثارة التكهنات الدائرة حول خفاياها.

ولفت إلى أن شقير في صراع مع الحياة وسبل العيش، وحدبه على الإنسان المستضعف سواء من قبل الأقوياء أو الأعداء وسَم أعماله بمصداقية عارمة لا تتحاشى نزاعات العصر الدرامية والمأساوية سواء على مستوى الاصطفافات الداخلية أو الاعتداءات الخارجية.

وتحدث د. حفيظة أحمد عن تجربة "شقير والتجريب داخل الخصوصية الفلسطينية "احتمالات طفيفة" نموذجا".

ولفتت إلى أن تجربة شقير القصصية تشكل مرجعية في السرد القصصي في فلسطين والأردن؛ إذ يعد واحدا من الأسماء التي أسست على مدار أكثر من أربعة عقود من الزمن مسار القصة القصيرة.

وقدم القاصّ محمود شقير شهادة إبداعية بعنوان "أنا والكتابة القصصية ومحاولات التجديد" بيّن فيها انه أصبح كاتباً للقصة القصيرة جراء عوامل عدة متضافرة، بينها تفتح وعيه على مجتمع فلسطيني دمرته النكبة وأوقفت فرص استكماله لحداثة كانت تتشكل فيه.

وقال: "لم يكن مجتمع الضفة الغربية بما فيها القدس وما يحيط بها من قرى بينها قريتي الأكثر التصاقاً بالمدينة، يتسم بزخم أو حراك كافٍ لتوليد أعمال أدبية مطولة ومتشابكة، كالرواية مثلاً. كانت القصيدة والقصة القصيرة هما الأقرب إلى التحقق في تلك الأيام. وفي الوقت نفسه، لم تكن ثقافتي وأنا في سن مبكرة في فترة الستينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي ابتدأت فيها مشوار الكتابة، تؤهلني لكتابة ما هو أكثر تشعباً من القصة القصيرة. ولم تكن كتابة القصة القصيرة أمراً قليل الأهمية آنذاك".