من أجل إنقاذ نهر الأردن

نهر الاردن-(تصوير: محمد ابو غوش)
نهر الاردن-(تصوير: محمد ابو غوش)

معاريف

تمار درسلر

18/6/2015

منذ أكثر من عقد تحذر منظمات البيئة في إسرائيل من موت نهر الأردن. العملية التي بدأت مع قيام الدولة أخذت تزداد وحولت النهر إلى مصب مفتوح للمجاري، اعتبرت كارثة بيئية. لكن هذا الامر توقف – وعاد نهر الأردن إلى الحياة.اضافة اعلان
يوم الاربعاء الماضي كشفت منظمة "أكوفيس" الدولية التي تعمل في إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، عن خطة متشابكة وبعيدة المدى، تبلغ تكلفتها 4.5 مليار دولار، وتهدف إلى اعادة اعمار كل المنطقة حتى العام 2050.
رغم التكلفة الباهظة والحاجة إلى التنسيق بين ثلاث سلطات منفصلة، إلا أنهم متفائلون في المنظمة ولديهم سبب لذلك. منظمات البيئة وممثلون رسميون لم يشيروا في الخطة فقط إلى البعد البيئي، بل أيضا تشجيع النمو والاقتصاد، بناء على أن الحديث يتم عن منطقة ذات إمكانية سياحية كبيرة بالنسبة لإسرائيل وجاراتها.
قبل كل شيء، كيف تحول النهر إلى خط مجاري (مياه عادمة) مفتوح؟ في الماضي تدفق في نهر الأردن 1,3 مليار كوب من المياه في السنة. وحسب شهادات تاريخية من القرن التاسع عشر وبداية الاستيطان في الغور، وصل عرض النهر إلى ما بين 40 وحتى 60 مترا. وخلال السنين تراجع منسوب المياه بنسبة 98 بالمائة بسبب حرف المياه المتدفقة إلى النهر. حسب أقوال جدعون برومبرغ من منظمة "أكوفيس"، 46 بالمائة من المياه التي تتدفق إلى النهر تم حرفها من قبل إسرائيل، 25 بالمائة من قبل سورية و23 بالمائة من الأردن.
هكذا، بعد عشرات السنين من وقف تدفق المياه، وتدفق المجاري من بيسان والسلطة الفلسطينية والأردن – فقد فقد النهر أكثر من 50 بالمائة من التنوع البيولوجي. الأسماك والحيوانات والنباتات التي انقرضت وتحول النهر إلى قناة مجاري. الوحيدون الذين تجرأوا على الغطس في مياه النهر كانوا السياح المسيحيين الذين لم يعرفوا إلى ماذا يدخلون.
من أجل انقاذ نهر الأردن فإن على الدول اعادة ما اقتطعته. يفترض أن تقدم إسرائيل 200 مليون كوب في السنة، وسورية 100 مليون كوب والأردن 90 مليون كوب. وبسبب الوضع الأقليمي غير المستقر والحروب الداخلية، فإن سورية غير مشاركة في المشروع ويبدو أنها لن تكون مشاركة في المستقبل القريب. لكن إسرائيل والأردن تناضلان من أجل اصلاحه ولديهما سببا جيدا لذلك.
نهر الأردن هو أحد خزانات المياه الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل. أكثر من 600 ألف شخص يعيشون في غور الأردن على جانبي الحدود، 50 ألفا بإسرائيل، 56 ألف فلسطيني ونصف مليون أردني، بعضهم لاجئون في وضع اجتماعي – اقتصادي متدن.
قبل خمس سنوات أخذت إسرائيل المسؤولية على عاتقها وبدأت في معالجة النهر. في البداية لم ينجح التعاون مع الجانب الأردني والفلسطيني، لكن الحكومة فهمت ضرورة الحفاظ على النهر، وقد فعلت ذلك بشكل سياسي داخلي.
من خلال التعاون بين سلطات مصب طبريا ونهر الأردن الجنوبي، ووزارة البيئة والمجالس المحلية عيمق هيردين وعيمق همعينوت، أقيم موقع تكرير للمياه العادمة في بتنياه قرب طبريا. وقد بدأ هذا الموقع في العمل في 2013، وبعد مرور 49 عاما من عدم تدفق المياه من طبريا إلى نهر الأردن، تدفق 9 ملايين كوب من المياه الصالحة. و12 كم من النهر في الجزء الجنوبي من طبريا تم إصلاحه، وتنوي إسرائيل ضخ 30 مليون كوب من المياه الصالحة إلى النهر في كل سنة.
يمكن أن نلاحظ عودة الحيوانات إلى المنطقة التي تم إعمارها، وأيضا النباتات، في العامين الأخيرين. وهم يعملون الآن في الجانب الأردني على إنشاء مركز تكرير للمياه العادمة الذي سيفتتح العام القادم وسيساعد على استمرار إعمار النهر. وبمفاهيم بيئية فإن الحديث هنا عن حلم وعن ثورة حقيقية.
ويقول برومبرغ بتفاؤل "قررت الحكومة الأردنية تبني الخطة المتعلقة بالجانب الأردني للنهر، رغم أنه ما زال هناك عمل في مجال تكرير المياه العادمة في الأردن، إلا أنهم انتهوا من انشاء موقع التكرير في الشمال. كما أن السلطة الفلسطينية أنهت انشاء موقع مشابه في منطقة أريحا. وتعمل الخطة الحكومية الإسرائيلية بشكل يستحق التقدير، واؤمن أننا سنصل في نهاية المطاف إلى 100 مليون كوب من المياه. وهذه اشياء كانت تبدو غير ممكنة قبل خمس سنوات".