من أوباما وعد طيب ومن اسرائيل وعد مشؤوم!

حققت قناة "العربية" سبقا صحافيا استثنائيا بلقاء الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، وليس صدفة أن يختار أوباما قناة عربية للقيام بأول مقابلة تلفزيونية له مع قناة أجنبية، فمن المؤكد أن أمامه على المائدة مئات الطلبات من قنوات تلفزيونية أجنبية فأعطى الأولوية لمخاطبة العالم العربي والإسلامي الذي توجه له في خطاب التنصيب برسالة صداقة قائلا اننا نريد علاقة قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة. أثار حديث أوباما ردود فعل مرتاحة في المنطقة. ولعله لم يكن هناك جديد محدد في اللقاء، لكن المهم هو اللغة والروح المختلفة كليا وهو ما لفت أوباما النظر إليه ايضا. اللغة العسكرية تختفي كليا وكذلك التعابير

اضافة اعلان

العدائية وهو بالكاد استخدم كلمة الارهاب في خطابه الا ردا على أسئلة حول الموضوع. وعن بن لادن والقاعدة قال سمعت كلامهم عنّي وأعتقد ان خطابهم مفلس وميز بين التطرف والعنف والاختلاف في الرأي ومجددا مدّ اليد لإيران وغيرها بحثا عن التفاهم.

جذور الرجل الثقافية والفكرية تظهر في خطابه المختلف راديكاليا عن خطاب بوش وهو اهتم بالتذكير بالتزامه بكل ما كان يرد من التزامات في حملته الانتخابية ابتداء بإغلاق معتقل غوانتنامو وبقية المعتقلات السريّة في الخارج والانسحاب من العراق وفتح الحوار مع قوى المنطقة المختلفة مع الولايات المتحدة. لغة الاستقواء والفخر والتهديد اختفت كليا، ويمكن ان نتخيل ان الرجل الذي جاء من بعيد مناضلا من أجل الحقوق المدنية والمساواة

والعدل لديه فكرة مختلفة كليا عن سلفه تجاه الآخر، فهو نفسه كان الآخر المختلف الذي يناضل من أجل الحق والمساواة. وعندما تحدث عن الفلسطينيين والاسرائيليين استخدم لغة متوازنة تجاه الطرفين، طبعا مع التأكيد على التزام أميركا المطلق بأمن اسرائيل لكنه لم يقدم اية توصيفات لتنظيمات في المنطقة مثل حماس أو حزب الله درجت الادارة السابقة على التشهير بها في كل مناسبة ووصفها بالارهاب وتوعدها.

تعودنا مع كل رئيس أميركي  جديد أشهرا من الانتظار بالنسبة للقضية الفلسطينية قبل ان تبدأ الادارة بدراسة الملفات والدخول الجدّي عليها، ومع أن الملف الاقتصادي كان بإجماع المراقبين سيحتلّ الأولوية لادارة أوباما فقد رأيناه يوفد من اليوم الثاني لدخوله البيت الأبيض جورج ميتشيل الى المنطقة ولفت اوباما نفسه لمغزى ذلك ولاختيار هذا الرجل بالذات الذي وصفه بالمميز والكفؤ وشرح خطّته بأن ميتشل سيسمع من جميع الأطراف جيدا

ثم يقدم لنا تقريره لنرسم في ضوء ذلك اطارا لتحركنا. وعليه يمكن أن نتوقع ان المسار القديم المتعثر بما في ذلك مسار انابوليس سيتمّ تجاوزه لبناء تصور مختلف يصعب التكهن سلفا به لكن يرجح ان يكون أكثر جدّية واخلاصا وبالطبع من دون توقع العجائب ولم يخف أوباما ان اسرائيل ستبقى كما هو متوقع حليفا ثابتا للولايات المتحدة. يمكن توقع ريح جديدة تهبّ على المنطقة. نعم ثمّة ما ينعش الآمال لولا أن وعدا مشؤوما يذهب الى النقيض تماما مقدرا له ان يأتي من اسرائيل، فاستطلاعات الرأي أمس كانت تشير ان اليمين المتطرف ونتنياهو هم المرشحون للفوز في الانتخابات القادمة!!

[email protected]