من السلام إلى الازدهار

أعلنت الولايات المتحدة عن تنظيم “ورشة” اقتصادية تحت عنوان “من السلام إلى الازدهار”، والمزمع عقدها في البحرين خلال الفترة من 25-26 من شهر حزيران (يونيو) المقبل، وتستهدف الورشة، بحسب ما تمَّ الإعلان عنه من قِبَل البيت الأبيض، تشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية كجزء من مقترحات السلام التي يتبناها الرئيس ترامب، ضمن خطته التي باتت تُعْرَف “بصفقة القرن”. وقد وجِهت الدعوة إلى العديد من الحكومات في الشرق الأوسط، وأوروبا، وآسيا، جنبا إلى جنب مع رجال الأعمال المؤثرين من المنطقة وخارجها. وبعيداً عن المواقف الحادة، أو التستُّر خلف أي من مفاهيم التطبيع، أو المقاطعة، أو غيرها من المعطيات والمواقف المسبقة، فإنَّ التحليل المنطقي للأمور يشير إلى أنَّ انعقاد المؤتمر، أو الورشة، قضية محسومة، وأن المشاركين قد بدؤوا في الإعداد له، إن لم يكن بعضهم قد أنهى ما يريد أن يتحدّث فيه، وما سيقوم بعرضه. الموقف الأردني من بالونات الاختبار التي رشّحت حول ما يسمّى “صفقة القرن” تمَّ الإعلان عنه بوضوح من قِبَل رأس الدولة، وفي منابر عالمية، وإقليمية، ومحلية. وكانت اللاءات الملكية، حول القدس والتوطين والوطن البديل، مدوية واضحة لا غبار عليها ولا مجال لتفسيرها أو تأويلها. بيد أنَّ ما سيتم مناقشته في الورشة، أو المؤتمر، وبهذا الحضور العالمي المتوقع، لا يسمح بغياب الأردن عنه ولا يسمح بأن نبقى خارج القاعات نستمع إلى ما يمكن أن يمسَّ اقتصاد الدولة، أو يؤثر في مستقبل الأجيال القادمة. فلن يستطيع أحد أن ينكر أنَّ البعد الجغرافي، والسياسي، والديمغرافي، سيجعل الأردن أول من سيتأثر بما سيتمخض عنه المؤتمر بمحاوره المختلفة، وخاصة ونحن نتحدث عن صفقات، واستثمارات، ومشاريع على الأراضي الفلسطينية. المنطق والعقل والتحليل يقول إنَّ صوت الأردن يجب أن يكون واضحاً جلياً منطقياً وعقلانياً ومسموعاً بوضوح من داخل الورشة، ومن داخل أروقة الجلسات، ومن قاعات النقاش، بل ومن دهاليز اللقاءات الجانبية والاجتماعات السرية. من سيهتف من خارج القاعات لن يُسمَعَ نداؤه، ولكن من يتحدث من داخلها، سيجبر المشاركين على سماع وجهة نظره، وتحفظاته، ومنطقه العقلاني، وأسباب تخوفاته، وبرامجه البديلة، إن وجدت. خسائر عدم المشاركة كبيرة، في حين أنَّ المشاركة ستُكسِبنا حق الاطلاع مباشرة على المعروض، وحق النقاش في الجلسات العلنية والمغلقة، وسنُظهِر دورنا المحوري، وتحفظاتنا ومواقفنا الثابتة، بل وستجعلنا أكثر اطلاعاً على ما يجب عمله، في حال تمخَّضت نتائج الورشة عمّا لا نرغب به. المنطق، والعقلانية، والتفكير الرشيد، يقول بأن نشارك بشكل محوري، وبتمثيل نوعي مناسب، بل والإعداد بشكل كامل لما نتوقَّعه ولما نريده. نحن مطالبون اليوم، بإعداد ورقة سياسية اقتصادية أردنية يتم توزيعها على المشاركين، ويتمُّ إدراجها ضمن جلسات المؤتمر، وبحيث يتمُّ إبراز موقف الأردن من الورشة، ومن موضوع الازدهار والسلام، وفقاً لما نراه وما تراه قيادتنا من سلام شامل عادل ومنطقي. لا بدَّ من تشكيل فريق عمل أردني اقتصادي سياسي لصياغة وثيقة أردنية منطقية عقلانية رشيدة، تُطرح وتوزع في المؤتمر، وتخاطب العقول والمنطق حول الموقف الأردني، والرؤية الأردنية الاقتصادية السياسية الاجتماعية للسلام تلك الرؤية التي تتماهى والرؤية الملكية في اللاءات الثلاث، والتي تسعى إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يحقق الازدهار، ويعيد الحقوق، سلامٌ وازدهارُ تحافظ عليهما الأجيال القادمة في المنطقة من كافة الديانات والمذاهب.اضافة اعلان