مهندس أردني يتوصل الى طريقة جديدة لتطعيم الكرمة

مهندس أردني يتوصل الى طريقة جديدة لتطعيم الكرمة
مهندس أردني يتوصل الى طريقة جديدة لتطعيم الكرمة

  الكرك-توصل مهندس زراعي يعمل في مدرسة الامير زيد بن الحسين المهنية الشاملة في منطقة الربة بلواء القصر الى طريقة لإكثار الكرمة بالتطعيم بطريقة حرف" تي" المتبعة عادة في تطعيم أشجار الفاكهة الأخرى ولكن لم تكن بينها الكرمة .

اضافة اعلان

    وقال المهندس محمد ابو علان لوكالة الانباء الاردنية ان البرعم المراد التطعيم به يؤخذ من نموات حديثة يسهل فصلها عن الخشب لانه يكون غضا ويركب العنب بواسطة "التركيب الشقي والتركيب اللساني والتطعيم بالشظية او ما يعرف بطريقة مايوركين" ولكن هذه الطرق الثلاث تمتاز بصعوبتها بالنسبة للمزارعين فضلا عن تدني نسبة نجاحها .

     واضاف أن جميع هذه الطرق تتم في فصل الشتاء خلال سكون العصارة ما يجعلها عرضة للاصابة بالبرد والصقيع الربيعي ويؤثر على نموها خاصة التطعيم الذي يتم وفق طريقتي "اللساني والشقي " لانهما تتطلبان احداث قطع عرضي في ساق الشجرة لوضع صنفين من العنب على الأصل. أما طريقة "مايوركين "يقول المهندس ابو علان "انها صعبة ونسبة النجاح فيها لا تتعدى 2 الى 3 بالمائة .

      وحول ميزات طريقته الجديدة قال ابوعلان إنها سهلة وبسيطة وتجرى خلال فصول الربيع والصيف والخريف وقت سريان العصارة مع بقية أشجار الفاكهة الأخرى كالتفاحيات واللوزيات والزيتون وغيرها "بحيث يكون سطح الالتجام بين الطعم والأصل"الكامبيوم" كبيرا ويمكن التطعيم بهذه الطريقة من 6 الى 30 عينا حسب قوة شجرة العنب من حيث العمر والنمو وغزارته.

        وأوضح ان طريقته تتيح التطعيم بأكثر من صنف وعلى نموات صغيرة حتى لو كان قطرها سنتيمترا واحدا مثلما تتيح إمكانية الترقيع أكثر من مرة لضمان نجاحها بينما الطرق الأخرى لا يمكن إجراء الترقيع عليها الا بعد مرور سنة ناهيك عن امكانية موت الشجرة خاصة في حالة التركيب الشقي.

       وبين أنه يمكن بهذه الطريقة التطعيم على النموات الجديدة التي نمت مبكرا بتطعيم آخر وبصنف مختلف عندما تكون سماكة النموات كقلم الرصاص وفي هذه الحالة يكون التطعيم مزدوجا.

       وقال إن هذه الطريقة لا تنقل الفيروسات بخلاف الطرق الاخرى وتستخدم كذلك للكشف عن الفيروس باستخدام الأصناف الحساسة للفيروسات فضلا عن امكانية إجراء هذه الطريقة على النموات الحديثة والقصبات التي عمرها سنة أو سنتان.

       وبين بهذا الخصوص انه تمكن من فصل لحاء العنب عن خشبه لشجيرات عمرها عشر سنوات ما أتاح المجال لطريقة أخرى لتكثير العنب لم تكن مستخدمة. وقال" لقد تم خلال السنوات الثلاث الماضية تطعيم عدد كبير من أشجار العنب في مختلف مناطق محافظة الكرك مشيرا الى امكانية استخدام هذه الطريقة في تطعيم الأصناف ذات الانتاجية الضعيفة

واستبدالها بأصناف ذات انتاجية عالية كالحلواني والزيني .

        كما يمكن الاستفادة من هذه الطريقة لتطعيم العنب من الصنف الاميركي الذي يزرع في منطقة الأغوار لأجل الحصول على ورق الدوالي، في حال تراجع إنتاجها واستبداله بأصناف أخرى، لإنتاج ثمار العنب بدلا من خلع الاشجار مشيرا الى أن هذه الأصول الأميركية مقاومة لحشرة "الفايلواكسترا" التي تهاجم الجذور في الأصناف العادية وتقضي عليها.

         كما تسهم هذه الطريقة في توسع وانتشار أشجار العنب في الأردن ما يعطي مردودا اقتصاديا للمزارعين نظرا للبيئة المناسبة لزراعة العنب في مختلف أرجاء الأردن وحوض البحر المتوسط خاصة وأن المناطق الزراعية المنحدرة في الاردن والكلسية تناسب بشكل أفضل زراعة العنب.

         وتم تدريب عدد من المزارعين والمهندسين الزراعيين على هذه الطريقة وكيفية استخدامها، كما حضر عدد من الخبراء الزراعيين في وزارة الزراعة واطلعوا شخصيا على هذه الطريقة وكيفية اجرائها وتطبيقها على الواقع. وأكد بعض الخبراء أن نشاط المهندس أبو علان بتطعيم العنب على شكل حرف"تي" تساعد في انتاج مطاعيم جيدة وسهلة يستطيع المزارع التعامل معها بسهولة.

          كما أكدوا أن هذه الطريقة لم تكن مسجلة في المراجع العلمية ودعوا الى الاكثار من استعمالها في الأردن مشيرين الى ان أشجار العنب تحتل المرتبة الثانية بعد أشجار الزيتون. وقال الاستاذ الدكتور علاء الجميلي تخصص انتاج اشجار الفاكهة في القسم النباتي في كلية الزراعة في جامعة مؤتة ان طريقة ابو علان في تطعيم العنب من خلال عمل حرف " تي " طريقة جيدة جدا وسريعة ويمكن ان توصل النبات الى العمر الانتاجي في وقت قصير جدا مقارنة بالطرق الاخرى.

         وفي كتاب موجه من وزير الزراعة الى نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة حول موضوع تسجيل اختراع طريقة أبو علان في تطعيم العنب باستخدام حرف

" تي " بين أنه تم مشاهدة العملية وتطبيقها أمام المختصين بالانتاج النباتي في وزارة الزراعة وملاحظة نتائجها حقليا "وكانت النتائج ممتازة من حيث سهولة التطبيق وسرعة الالتحام ونمو الأفرع الجديدة ".

         وقال انه لم يسبق تطبيق هذه الطريقة محليا او دوليا ولا مانع من تسجيل هذا الاختراع الواعد في هذا المجال باسم المخترع.