نادر السيد: ما حققه المغرب هو مجرد بداية تأخرت كثيرا.. وقطر قدمت عملا بطوليا

المنتخب المغربي -(من المصدر)
المنتخب المغربي -(من المصدر)
لا يتوقع أن يتوقف الحديث عن الإنجاز المغربي الاستثنائي في كأس العالم 2022 لكرة القدم المقامة في قطر، لسنوات مقبلة، بل وقد يشكل نقطة انطلاقة لمزيد من الإنجازات المبهرة للمنتخبات العربية والأفريقية، وهو ما أكد عليه نادر السيد حارس مرمى منتخب مصر السابق. وخرج المنتخب المغربي من الدور قبل النهائي ببطولة كأس العالم إثر خسارته أمام نظيره الفرنسي 0-2 مساء الأربعاء، ويتأهب لمواجهة نظيره الكرواتي في مباراة تحديد المركز الثالث اليوم السبت على ملعب ستاد خليفة الدولي. وفرض المنتخب المغربي حضوره بشكل هائل وكسب احترام وتقدير الجميع عبر مشواره في المونديال تحت قيادة مديره الفني وليد الركراكي، وأصبح أول منتخب عربي يصل لدور الثمانية في تاريخ كأس العالم ثم أول منتخب أفريقي يصل للدور قبل النهائي بالبطولة. وكان المنتخب المغربي على بعد خطوة واحدة من أن يصبح أول منتخب من خارج قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية يصل لنهائي المونديال، لكنه لم يتمكن من تجاوز عقبة المنتخب الفرنسي حامل لقب مونديال 2018 والذي يلتقي نظيره الأرجنتيني في النهائي يوم غد الأحد. وتحدث نادر السيد عن إنجاز المنتخب المغربي، في مقابلة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا: “هو بداية ولا يفترض أن يكون نهاية المطاف، إنجاز المغرب بداية يمكن أن نعتبرها تأخرت كثيرا بالنسبة للمنتخبات العربية في تاريخ المونديال”. وأضاف: “هذه النسخة من المونديال كسرت العديد من القواعد، كان أولها اعتبار أن كأس العالم بطولة لا يمكن أن تقام في بلد عربي.. وعلى المستوى الفني، كانت كل المنتخبات تقريبا متقاربة في المستويات، وتمثل الفارق بين منتخب وآخر في الشخصية والتاريخ”. وأوضح: “على سبيل المثال، كانت الترشيحات مقتصرة قبل البداية على منتخبات الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وربما إسبانيا، لكن الأمور تغيرت مع مجريات البطولة”. وتابع: “عندما جاء فريق عربي وأفريقي مثل المنتخب المغربي وحقق هذا الإنجاز، أثبت بشكل واضح على أن السر يكمن في ثقة الفريق وإيمانه بقدراته، يكمن في الشخصية، لم تعد هناك الحواجز التي كنا نشهدها من قبل.. على سبيل المثال، المنتخب المصري قبل فترة طويلة لم يكن يضم محترفين أو يضم محترفين يلعبون في أندية صغيرة أو مسابقات دوري ضعيفة، وحينذاك كان يظهر الحاجز النفسي لدى اللاعبين عند مواجهة لاعبين من الدوري الإنجليزي على سبيل المثال”. وأضاف بشأن المنتخب المغربي: “سر نجاح المنتخب المغربي لا يكمن في مجرد عدد المحترفين في أوروبا بين صفوفه، وإنما يكمن في شخصية وعقلية اللاعبين، الأمر يتعلق بالعقلية بغض النظر عن المكان الذي يحترف فيه اللاعب”. وعن مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، قال السيد: “هو أيضا نجح في تغيير العديد من الأفكار الموروثة، التي تتعلق بالسيرة الذاتية للمدرب، وضرورة إسناد المهمة لمدرب سبق له تدريب منتخبات ويحمل خبرة كبيرة مع المنتخبات، كما غير فكرة أن هناك مدرب منتخبات ومدرب مناسب للأندية”. وأردف: “تكوين المدرب يعتمد على أمرين أساسيين هما الموهبة والصفات الشخصية، ثم تأتي التجارب واكتساب الخبرات وبالطبع الدراسة، فالمدرب الذي لا يمتلك الصفات الشخصية المطلوبة أو الموهبة، لن يكون ناجحا حتى لو حصل على أفضل الشهادات، حيث سيكون مثل لاعب لا يمتلك الموهبة ثم تدفع به في أحد أندية القمة”. وحول ما إذا كان حراس المرمى قد لعبوا دورا بارزا في مجريات المونديال، قال السيد: “بالطبع، الحارس المغربي ياسين بونو على سبيل المثال لعب دورا بارزا، وأعتبره الأفضل، وإيميليانو مارتينيز لعب دورا كبيرا أيضا مع الأرجنتين وكان لدومينيك ليفاكوفيتش دورا بارزا فيي وصول كرواتيا للمربع الذهبي، والحارس الفرنسي هوجو لوريس كان متميزا أيضا رغم أنه لم يلعب دورا محوريا.. بشكل عام، لعب الحراس دورا كبيرا وكان لهم تأثيرا واضحا في هذه النسخة من المونديال”. وتحدث السيد عن المشاركة العربية بشكل عام في مونديال قطر قائلا :”لو آمنت الفرق العربية بنفسها وبقدراتها وفرصها، كان من الممكن أن يختلف الوضع”. وأضاف: “رأينا منتخبات كبيرة عندما تخسر في البداية فإنها تستطيع النهوض من جديد مثل الأرجنتين (بعد الهزيمة في الجولة الأولى أمام السعودية)، بينما هناك منتخبات أخرى عندما تفوز في البداية، قد يكون لذلك تأثير سلبي عليها”. وأوضح: “أعتقد المنتخب السعودي، كان بحاجة بعد فوزه على الأرجنتين إلى فترة أطول لاستيعاب الأمر، لقد واجهوا الكثير من الضغوط، فبعد الفوز على الأرجنتين، بدا للكثيرين وكأنه أمرا مسلما به أن تفوز على بولندا”. وعن المنتخب القطري، قال السيد: “الضغوط كانت هائلة على اللاعبين، الكثيرون ربطوا بين استضافة المنتخب للبطولة في بلاده وبين ضرورة تحقيق إنجاز كبير، وهذا ليس صحيحا، فقد رأينا البرازيل قد خسرت على أرضها 1-7 (أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي بمونديال 2014)، صحيح أن أداء المنتخب القطري لم يكن على أفضل ما يمكن، لكن هذا يعود بشكل أساسي للضغوط”. واستطرد: “كذلك هذا المنتخب لم يشهد منذ أعوام تغييرات في اللاعبين، اللاعبون يتغيرون بمرور الوقت، صحيح أن مستويات بعض اللاعبين ترتفع لكن مستويات أخرين تتراجع”. وعن المنتخب التونسي، صرح قائلا: “منتخب تونس لم يؤمن بقدراته، لم يكن لدى لاعبيه الثقة في قدرتهم على تحقيق إنجاز، في البداية كان بمقدورهم الفوز في أول مباراة أمام الدنمارك (التي انتهت بالتعادل السلبي)، وكان بإمكانهم أيضا الفوز على أستراليا (في المباراة التي انتهت بفوز أستراليا على تونس 1-0)، لكن لم يكن لديهم الثقة والشخصية المطلوبة وروح التحدي”. وبشأن مباراة المنتخبين المغربي والفرنسي في الدور نصف النهائي، قال السيد: “المباراة هي الأصعب بالنسبة للمنتخب المغربي في البطولة، منتخب إسبانيا كان ينتهج أسلوبا محددا في اللعب ولا يلجأ للتغيير فيه، مواجهة البرتغال كانت أصعب شيئا ما، بسبب التنوع في أسلوب اللعب من حيث الاستحواذ والكرات الطويلة والكرات في العمق، أما المنتخب الفرنسي فيطبق ذلك، لكن بشكل أكثر قوة وسرعة”. وعن الإنجاز القطري في تنظيم نسخة استثنائية من المونديال، قال: “لا يمكنني إضافة الكثير بشأن الإنجاز القطري، لقد قدمت قطر صورة هائلة وكسبت كأس العالم الحقيقية، كما قلت، نجحت في كسر قاعدة أن كأس العالم يجب أن تقام في أماكن دون غيرها”. واسترسل: “قطر نجحت في تحويل السلبيات إلى إيجابيات، منها المتعلقة بأن كأس العالم ستقام في مساحة صغيرة، فقد كان التنظيم رائعا وتمكن المشجعون من حضور العديد من المباريات، كما أن النقل كان رائعا، وآليات الدخول والخروج من الاستادات مميزة للغاية، لقد كان تنظيما مشرفا بكل المقاييس”. -(د ب أ) للمزيد من أخبار المونديال  انقر هنااضافة اعلان