نتائج بيسا: بين الوهم والحقيقة

الدكتور ذوقان عبيدات*

صدرت هذا الأسبوع نتائج اختبار بيسا 4018، والذي شاركت فيه 78 دولة، منها 6 دول عربية هي الإمارات والأردن وقطر والسعودية والمغرب ولبنان يقيس اختبار بيسا الطلبة من عمر 15 سنة في مجال العلوم والرياضيات والقدرات القرائية. وقد شهدت نتائج هذا الاختبار مفاجآت منها:

  • حصول طلبة الصفين على علامات مرتفعة جداً. أهلتهم لاحتلال المرتبة الأولى بين دول العالم.
  • ظهور حراك ملفت لترتيب الدول. حيث تحسن ترتيب بعض الدول، وتدهور ترتيب دول أخرى، بينما ثبت ترتيب مجموعة دول ثالثة.
    وكان الأردن من الدول التي تحسن أداء طلبتها.
    نتائج طلبة الأردن
    شارك في الاختبار 8300 طالب وطالبة من 313 مدرسة حكومية وخاصة، أو مدينة وقرية، أو ذكور وإناث وتم اختيار عينة علمية عشوائية وفق الأصول العلمية.
    وكان تقدم طلبتنا على النحو الآتي:
    إذن يمكن القول إننا تقدمنا في العلوم والرياضيات وإذا أردنا الإنصاف فإننا نهنئ طلبتنا، ونهنئ وزارة التربية على هذا التقدم.
    ولكن هل هذه كل الحقيقة؟ أين نحن في الترتيب العالمي:
    نحن في القدرة القرائية 55 من 78 دولة
    وفي الرياضيات 65 من 78 دولة
    وفي العلوم 51 من 78 دولة
     أما متوسط تحصيل طلبتنا قياساً إلى المتوسط العالمي فهو:
    إذن ما زلنا أقل من المعدل الدولي بكثير!!
    ولدى المقارنة مع الدول العربية، فإننا نلاحظ ما يأتي
  • نحن في العلوم الثاني عربياً بعد الإمارات
  • وفي الرياضيات الثالث عربياً بعد الإمارات وقطر
  • وفي القراءة الثاني عربياً بعد الإمارات
    مع ملاحظة أن الدول العربية المشاركة ليست من الدول المشهورة في تقدمها التربوي.
    محاولة للفهم والتفسير
    عرضنا نتائج في مستويات ثلاثة هي:
    أولاً: التقدم في الدرجات:
    أشارت النتائج إلى تحسن العلامات التي حصل عليها طلابنا في مختلف المجالات القرائية والعلوم والرياضيات. فهل كان هذا التقدم ناتجاً عن تحسن في أداء نظامنا التربوي؟ إن الإجابة تحتاج إلىمعرفة ما التغيرات التي حدثت في مجال المعلم والتدريس والمنهاج؟ وهل حصلت هذه التغييرات أم لا؟ وإذا حصلت، كيف
    وما هي؟ على الغالب لا يتوقع حدوث مثل هذه التغيرات
    لكن يمكن أن تتوقع ما يأتي:
  • بذلت الوزارة جهداً خاصاً مع هذه المدارس أو مع الطلبة الذين سيقدمون الامتحان من حيث تدريبهم على نمط الأسئلة! إن صحّ هذا فالتحسن ليس شاملاً بل شكليا يتصل بطريقة أداء الامتحان.
  • إن تدريب الطلبة على أداء الامتحان- وهو امتحان يقيس التفكير في بعض جوانبه، يعني أن لدينا قدرات ايجابية نستطيع استشعارها بكفاءة في تطوير التدريس. وهذه نقطة ايجابية.
    ولذلك، أقول نحتاج إلى وقت أطول لتفسير النتائج ونحتاج إلى معلومات أكثر. كما نحتاج لمعرفة الفرق بين بيئة طلبتنا وبيئة طلبة الصين.
    لماذا حصل طلبة الصين على علامات؟
    555 في القرائية مقابل 419 لطلابنا
    591 في الرياضيات مقابل 400 لطلابنا
    590 في العلوم مقابل 429 لطلابنا
اضافة اعلان

هذا ما سأقدمه في خلاصة تالية.

*رئيس اللجنة الاستشارية في المجلس الأعلى للمناهج