نتنياهو يهدد غزة.. وحماس تتوعد الاحتلال في حال التصعيد

فلسطينيون في غزة خلال مواجهات مع الاحتلال أثناء مسيرات العودة-(ا ف ب)
فلسطينيون في غزة خلال مواجهات مع الاحتلال أثناء مسيرات العودة-(ا ف ب)

القدس المحتلة -حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من ضربة "قاتلة" إذا استأنفت الفصائل المسلحة الفلسطينية هجماتها مع تصاعد التوتر على الحدود في قطاع غزة. فيما، وجهت حماس تحذيرات غير مباشرة ضد إسرائيل محملة الاحتلال أمس المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد في القطاع.اضافة اعلان
جاءت تصريحات نتنياهو بعد تعرض جنود إسرائيليين لإطلاق نار على الحدود في حادثين منفصلين، بعد أسابيع من الهدوء النسبي في قطاع غزة.
وقال نتنياهو "ربما هناك شخص ما في غزة يعتقد انه يستطيع أن يطل برأسه. وأوصيهم بأن يفهموا ان الرد سيكون قاتلا ومؤلما للغاية".
ونقل عنه مكتبه قوله بعد حضوره تدريباً عسكرياً في قاعدة في شيزافون في النقب بجنوب إسرائيل، "نحن مستعدون لأي سيناريو وأي تصعيد".
وقصفت الدبابات الإسرائيلية أول من أمس موقعين لحركة حماس في غزة وقتلت أحد النشطاء بعد أن أصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة برصاصة ضربت خوذته.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية ليلاً موقعاً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع المحاصر.
وخاضت اسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ العام 2008 وهناك مخاوف من جولة رابعة رغم تراجع العنف منذ تشرين الثاني(نوفمبر) بموجب هدنة غير رسمية.
بالسياق، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي منع إدخال المنحة المالية القطرية التي كانت مقررة أمس، إلى قطاع غزة، رداً على تجدد اطلاق النار قرب الحدود، ما أثار القلق من تصاعد التوتر مع اقتراب الانتخابات في اسرائيل. واستشهد عضو في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وأصيب أربعة آخرون في قصف دبابات اسرائيلية استهدف مساء أول من أمس نقطة رصد لحماس، ردا على اصابة جندي اسرائيلي برصاص فلسطيني قرب حدود القطاع.
وقال خليل الحية نائب رئيس حماس في القطاع في كلمة أثناء الجنازة "إذا لم يلتزم الاحتلال بالتفاهمات نعرف كيف نلزمه ولا خيار أمامه سوى الالتزام بها طوعا أو كرها".
وكان من المفروض وفق مسؤول في اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة أن يصل رئيس اللجنة محمد العمادي الى غزة مساء امس تمهيدا لادخال المنحة المالية وقدرها خمسة عشر مليون دولار لدفع رواتب موظفي حماس العموميين ودعم عشرات آلاف الأسر الفقيرة في القطاع.
وبموجب هذا التفاهم الذي جرى التوصل اليه بوساطة مصرية وقطرية، سمحت إسرائيل لقطر، وهي الدولة الحليف لحماس، بتقديم مساعدات للقطاع ، بما في ذلك 15 مليون دولار شهريًا لدفع رواتب موظفي حماس المدنيين والشرطة وعددهم نحو أربعين ألفا، اضافة الى تقديم مساعدات اغاثية للفقراء.
وأكد مسؤول إسرائيلي أنه من المتوقع أن تدخل مدفوعات شهر كانون الثاني(يناير) إلى غزة الأربعاء أو الخميس، لكن نتنياهو قرر وقفها بعد تفجر الوضع على الحدود.
وهي المرة الأولى التي تعرقل فيها إسرائيل عملية نقل المنحة القطرية، الثالثة منذ سريان اتفاق التهدئة.
وتبلغ المنحة القطرية 90 مليون دولار تدفع على مدى ستة أشهر.
وحتى الآن وجهت حماس تحذيرات غير مباشرة ضد إسرائيل لكنها حملت الاحتلال أمس المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد في القطاع.
وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا مشددا على القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، منذ أكثر من عقد.
وتسعى إسرائيل باستمرار لعزل حماس، لكن منتقدين يقولون إن الإجراءات الإسرائيلية تصل إلى حد العقاب الجماعي لسكان القطاع، علما بان المساعدات القطرية اثارت معارضة ناشطين يمينيين وسياسيين في اسرائيل.
ففي تشرين الثاني(نوفمبر)، استقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بعد أن اتهم نتنياهو بالتساهل تجاه حماس في أعقاب اندلاع موجة عنف. ويتعرض نتنياهو لحملة من اليمينيين قبل الانتخابات المقررة في 9 أبريل(نيسان)، حيث طالما صور نفسه على أنه يحقق الأمن للإسرائيليين.
واستشهد ما لا يقل عن 244 فلسطينيا بنيران إسرائيلية منذ نهاية آذار(مارس) الماضي ، معظمهم خلال مواجهات تندلع كل يوم جمعة قرب السياج الحدودي شرق القطاع، وبفعل نيران الدبابات والغارات الجوية. كما قتل جنديان إسرائيليان.
وقالت حماس في بيان إنها "لا تقبل ابدا بسفك دماء الشعب الفلسطيني لاذكاء الإعلان في الانتخابات الإسرائيلية".
وحذر نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة أول من أمس من أن الأوضاع المعيشية في غزة لا تزال بائسة وأن خطر نشوب صراع جديد مرتفع.
وقال أمام مجلس الأمن "ليس هناك سوى تدهور، وإذا ترك الوضع بدون رؤية وإرادة سياسية للسلام، لا يمكن إلا أن يؤدي الى صراع لا نهاية له والى صعود للتطرف من جميع الجهات".-(ا ف ب)