نجاح: تطوي سنوات الفقر بتأسيس خطوط إنتاجية من منزلها في الكرك

نجاح الهدار تعرض أحد الفساتين المطرزة - (الغد)
نجاح الهدار تعرض أحد الفساتين المطرزة - (الغد)

حلا أبو تايه

الكرك - لها من اسمها نصيب، فالنجاح كان حليفها بعد سنوات ذاقت فيها طعم المرّ والفقر.
هي نجاح الهدار، التي كانت بمثابة الجسر والمخلص لأبنائها الستة الذين ذاقوا معها طعم المرارة وحياة الفقر في بلدة الربة بمحافظة الكرك.
البداية و"فاتحة الخير"، كما تقول نجاح، كانت عندما اشتركت مع ابن الجيران بقرض منزلي قيمته الفا دينار من صندوق التنمية والتشغيل مناصفة بينها وبينه، لتتشارك معه في دفع القسط الشهري البالغ قيمته خمسين دينارا.
ابن الجيران استغل حصته من القرض في الإنفاق على تكاليف زواجه، أما نجاح فكانت الألف دينار بداية لسلسلة نجاحات فتحت لها "طاقة الفرج"، كما تقول.
كانت تلك المرة الأولى التي تسمع فيها نجاح بصندوق التنمية والتشغيل الذي يعمل عبر مكاتب منتشرة في مختلف مناطق المملكة.
ولم تأت "طاقة الفرج" إلا بعد أن استعصت عليها كل السبل ومنها قريب رفض إقراضها عشرين دينارا يوما حتى جاءت الدنانير الالف بالخير، حسب وصفها.
واشترت نجاح من الالف دينار مستلزمات التطريز من أقمشة وخيوط حرير بدأت فيها بصنع اﻷثواب التراثية التي حظيت بإعجاب من حولها.
دفع هذا اﻹعجاب النساء في الكرك لشراء الثياب المطرزة من نجاح فتوسعت شيئا فشيئا بعملها.
وإلى جانب الثياب المطرزة ابتدعت نجاح خط انتاج جديد حسب وصفها وهو حياكة "البسط" وتطريز قطع خاصة للبراويز زينت جدران بيوت كل من زارها في منزلها الجديد.
ومع المثابرة والتوفيق من رب العالمين، تمكنت نجاح من الانتقال هي وأسرتها إلى وضع معيشي لطالما حلموا به، بحسب ما قالت. نجاح والتي كانت تسكن في منزل سقفه صفيح يدلف منه الماء عليهم خلال فصل الشتاء أصبحت الآن تسكن في منزل من حجر تبلغ مساحته 200 متر مربع.
جهزت طابقه الأرضي واثثته لتعيش فيه وأسرتها، وتهيئ الآن طابقه الاول ليسكن فيه ابنها الاكبر عند زواجه، فيما جعلت من طابق التسوية مطبخا حسب وصفها لتنظيف واحيانا لطبخ "الكرشات".
وتقول إنها تشتري "الكرشات" من القصابين في الكرك وتجهزها للطبخ حسب الطلب، حيث ذاع صيتها في البلدة والمحافظة ككل.
وتستذكر نجاح بحزن حال أسرتها قبل سنوات حينما كان أبناؤها يصرخون من شدة الجوع فلا تجد كسرة خبز تصّبر فيها أمعاءهم الخاوية إلا أن الحزن سرعان ما تبدده بابتسامة عريضة ،وحمد الله على ما أصبحت عليه الآن.
وتشارك نجاح في بازارات ومعارض محلية كما يشتري منها السياح منتجاتها التي تتفق وأهواءهم.
وتروي نجاح مصادفتين مع سياح وزوار للكرك ساعدتاها في نجاحها وتقول "المصادفة الاولى كانت خلال مشاركتي في معرض زاره مسؤول عربي فاشترى كل ما عرضت بمبلغ ثلاثة آلاف دينار".
أما الثانية، تتابع نجاح، فكانت "اثناء مرور دبلوماسيين من دولة اسلامية أمام منزلي القديم، ليروا بساطين كنت أقوم بتشميسهما على السور ذلك اليوم، فتوقفوا وعاينوا البساطين واشتروهما، وطلبوا مني تجهيز عدد من البسط لتصديرها لبلادهم التي تشتهر أصلا بصناعة السجاد".
واليوم، تنجز نجاح المطرزات والبسط والكرشات حسب الطلب وفي أحيان كثيرة تسهر ساعات من الليل لتنجز الطلبيات العديدة، قائلة: "بكل فخر راحتي في تعبي، فمتى اتوقف عن العمل أشعر بالتعب".

اضافة اعلان

[email protected]