ندوة في "الأردنية" لمناقشة كتاب "العرب والصين والمستقبل" للزميل سامر خير

(من اليمين) سامر خير، د.مجدالدين خمش، د.زيد حمزه، د.لانا مامكنغ خلال الندوة التي أقيمت في المكتبة الوطنية - (من المصدر)
(من اليمين) سامر خير، د.مجدالدين خمش، د.زيد حمزه، د.لانا مامكنغ خلال الندوة التي أقيمت في المكتبة الوطنية - (من المصدر)

عزيزة علي 

عمان - أشاد متحدثون بالتجربة الصينية التي باتت تمثل النموذج الآسيوي الذي أصبح ينافس النموذج الأوروبي، وكيف استفادت الصين من كافة الخبرات والإنجازات الخارجية في مجال التنمية والنمو الاقتصادي، وضبطت عملية الإنجاب، للمحافظة على بقاء المجتمع في حالة من الصحة الدائمة.اضافة اعلان
وجاء ذلك في الندوة النقاشية التي نظمها قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، وأقيمت أول من أمس في المكتبة الوطنية، حول كتاب "العرب ومستقبل الصين"، للزميل الكاتب والباحث سامر خير، والذي صدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، في دبي، في العام 2009، وشارك فيها كل من د.مجد الدين خمش، ود.حمزة زيد، ود.لانا مامكنغ.
تحدث مؤلف الكتاب الزميل سامر خير عن العرب ومقومات الاقتراب من الصين، مشيرا إلى أن هذا يتمثل بشكل أساسي، في ثلاثة محاور هي: "النفط، والاستثمار، والدعم السياسي في المحافل الدولية"، مشددا على أهمية دور التجارة الخارجية الصينية، القائمة على تصدير البضائع إلى الأسواق العربية.
ورأى خير أن الهدف الأساسي من اقتراب العالم العربي من الصين، يتمثل في الاستفادة من النهوض الصيني، لتطوير الواقع العربي في مختلف الأبعاد المتاحة، لافتا إلى أن الصين تحتاج إلى النفط، ولفرص التجارة مع العرب على امتداد سنوات طويلة في المستقبل.
وقال خير إن العرب في طموحاتهم التنموية، تنقصهم التكنولوجيا المتقدمة، لذلك فسيكون مطلبهم من الصين هو الحصول على التكنولوجيا التي تدعم التنمية والتطوير والابتكار العربي الداخلي المخطط، وتجسر سريعاً جزءاً من فجوة الإمكانيات التصنيعية والتطويرية مع العالم الصناعي، مما لم يعد ممكناً لأية أمة جسره ذاتياً بعد التطور التكنولوجي الكبير الذي عرفته البشرية.
واعتقد خير أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تتضمن مجال استكشاف واستخراج النفط، وهو ما يعزز سيادة العرب على ثرواتهم، منوها إلى أن هذا الأمر يتطلب تهيئة بيئة تتوافر فيها استقلالية القرار العربي، وهي بيئة غير ممكنة في ظل ما يواجهه العرب، موضوعياً، من ضغوط خارجية، ولهذا السبب يحتاج العرب إلى مساندة الصين لقضاياهم السياسية في المحافل الدولية، بالاستعانة بما يتوافر للصين من نفوذ وتأثير في السياسة العالمية، على نحو يؤدي إلى تغيير مسيرة القضايا العربية في العالم.
وأشار المؤلف إلى أن الزعيم الجديد "دينغ شياو بنغ" أراد أن يضع سياسة بلاده الخارجية في خدمة مشروعه التنموي والنهضوي الكبير، ولهذا أوقف سياسة زعيم الحزب الشيوعي الصيني "ماو تسي تونغ" حول الصراع الطبقي في العالم، والثورة المستمرة ضد الإمبريالية، واستخدم، عوضا عنها، سياسة التعاون والمصالح المشتركة بين الشعوب.
من جانبه تحدث أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية د.مجد الدين خمش، عن النموذج الصيني "الرأسمالية الاشتراكية"، والانفتاح على الرأسمالية والعالم الخارجي، مشيرا إلى أن الصين استفادت من كافة الخبرات والإنجازات الخارجية.
ورأى خمش أنه على العرب الاستفادة من نموذج الصيني، وخاصة في مجال التنمية والنمو الاقتصادي، لافتا إلى أن الصين استطاعت أن تتخطى المراحل التي ميزت الحقبة الممتدة ما بين المجتمع الزراعي والمجتمع الشيوعي، لتقفز إلى عالم الانفتاح على الخيرات الرأسمالية، مما ساعد على استقرار المجتمع الصيني، وسدّ الثغرة بين المناطق الغنية والفقيرة.
واعتقد خمش أننا في الأردن قد "قمنا بالأخذ بمنظومة تعليم اللغات الأجنبية "الإنجليزية واليابانية والصينية"، كمرحلة تمهيدية ومقدمة أولى على طريق الاستفادة من تجارب الآخرين. وأننا قد عملنا على إيجاد المناطق الاقتصادية للانفتاح على العالمي الخارجي، وهنالك أربع مناطق اقتصادية في الأردن لزيادة حجم الناتج المحلي، والمساعدة على تحقيق النمو الاقتصادي، متحدثا في هذا السياق عن الاقتصاد العربي والتبعية، وتراجع الموارد، والتزايد السكاني غير المنتظم.
في سياق متصل تحدث الطبيب والإعلامي د.زيد حمزة عن تجارب وتضحيات الشعوب والثورات التي استطاعت أن تنقل تلك الشعوب من مرحلة إلى مرحلة، مشيدا بالتجربة الصينية والنموذج الآسيوي الذي أصبح ينافس النموذج الأوروبي، قائلا: "قرأت قبل عامين كتابا عن الصين، للكاتب المصري محمد عودة، بعنوان "الصين الشعبية والمسيرة الكبرى"، واليوم أقرأ هذا الكتاب الذي يتحدث عن الصين وعلاقتها مع العرب.
أما د.لانا مامكنغ التي رأت أن الصين معروفة بحضارتها، وعدد سكانها الذي تجاوز المليار وثلاثمائة مليون نسمة، مشيرة إلى أن الصينيين استطاعوا من خلال ضبط عملية الإنجاب، وتنظيمه أن يحافظوا على بقاء مجتمعهم مجتمعا شبابيا.
وأشارت مامكنغ إلى ما أطلقت عليه اسم "الغزو الصيني" للعالم، وكيف أن الصين ركزت على العمل اليدوي، مع احترام ثقافة المنتج اليدوي، مشيرة إلى سلبيات حُكم الحزب الواحد، حيث وضعت علامات استفهام على هذا النظام. وخلصت مامكنغ إلى أن الصين تشجع الإبداع، وبراءات الاختراع، وهي في هذا المجال الدولة الثالثة على مستوى العالم، حتى أن تلوّن طعام الصين صار "رمزا للثقافة، والمحافظة على الطبيعة".