نساء يطورن مشاريعهن المنزلية عبر برنامج "دعم سبل العيش"

عبير احدى المستفيدات من البرنامج- (من المصدر)
عبير احدى المستفيدات من البرنامج- (من المصدر)
ربى الرياحي عمان- في سبيل تحسين فرص عيش أسرهن وتأمين الدخل المناسب وصولا لحياة كريمة، تدخل نساء أردنيات لعالم تطوير الأعمال عبر إنشاء مشاريع منزلية تسهم بتأمين المستلزمات الأساسية في أوضاع اقتصادية تزداد صعوبة. وبالرغم من النمو المتواصل للمشاريع المنزلية، لكن ما يزال هذا المجال يواجه مشاكل تنظيمية، ما يحد من تسويق المنتجات خارج دائرة العائلة والأصدقاء، وتكون الحاجة الى منصات تسويقية وحلقات وصل تمكن نساء من التعريف بما يصنعن والوصول لأكبر قاعدة ممكنة. وبعد وفاة زوجها، أصبحت عبير (36 عامًا)، مسؤولة عن أربعة أطفال يعتمدون عليها في جميع مناحي حياتهم، لذا، قررت البدء بمشروع منزلي لصنع المخلل والمكدوس ومنتجات الألبان المختلفة. وبعد شهر من بدء مشروعها، سرعان ما واجهتها عوائق مختلفة أمام نجاحها، وكان من أهمها حاجتها لثلاجة تحفظ المواد الغذائية، ومن خلال برنامج "دعم سبل العيش في الأردن"، والذي تنفذه منظمة "بلومونت" بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين؛ تمكنت من شراء ثلاجة لتخزين معظم المواد المستخدمة في تصنيع منتجاتها، وترخيص وتسجيل مشروعها في وزارة الصناعة والتجارة، وعرض ما تقوم بتصنيعه على منصات إلكترونية مثل (سوق فن، وسوق جو، وبالفرن). تقول عبير: "قبل تسجيل مشروعي، كنت دوماً قلقة، لكنني شعرت بالارتياح الكبير عندما أخذت منظمة بلومونت والمفوضية بيدي وساعدتني على إطلاق مشروعي بشكل صحيح، وبحمد الله أصبحت سيدة ناجحة أعرف كيف أدير مشروعي". وتقوم الآن بتوزيع منتجاتها على محلات السوبرماركت والمطاعم ومحلات الألبان، فقبل ذلك كانوا يرفضون التعامل مع موردي المواد الغذائية غير المسجلين. وتضيف "علمتني والدتي كيفية صنع المخلل والمكدوس واللبنة وبدأت بإعداد وجبات منزلية وبيعها في مدينة المفرق وآمل بأن أتمكن من فتح متجر لبيع منتجاتي في جميع محافظات الأردن". ويهدف برنامج "دعم سبل العيش في الأردن" لتسجيل وترخيص وتطوير المشاريع المنزلية التي تعمل ضمن قطاعات التصنيع الغذائي، والحرف اليدوية، والمهن الفكرية، والخدمات المنزلية في كل من إربد، والمفرق، وعمان، ومعان. ويعمل على تدريب أصحاب المشاريع المنزلية من خلال تطوير منتجاتهم والتسويق لها وتقديم الدعم اللازم لهم عبر مراحل عدة تبدأ من التوعية القانونية ودعم عملية التسجيل والترخيص، وتقديم خدمات التدريب وتطوير الأعمال، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم، وربط المشاريع المنزلية مع الأسواق المحلية والمنصات الإلكترونية التسويقية لعرض منتجاتهم وفتح أسواق جديدة لهم وتقديم الدعم العيني لهم حسب الحاجة. أما علا (41 عامًا)، فتعلمت خياطة الهدب على جوانب الشماغ من والدتها منذ زمن طويل، حيث كانت في البداية تساعدها في أوقات فراغها وأصبحت هذه الحرفة مع مرور الوقت مصدر دخلها الوحيد. وتبين علا: "أنا أعمل في هذه الحرفة منذ أكثر من 20 عامًا، وكان معظم زبائني من الجيران أو الأقارب.. وساعدني برنامج سبل العيش في الأردن على الارتقاء بعملي إلى مستوى آخر من خلال إضفاء الطابع الرسمي عليه بترخيصه وتسجيله، ما مكنني من توظيف المزيد من النساء". كما تمكنت علا من عرض منتجاتها على منصة "سوق فن" وتعلمت كيفية إعداد ميزانية وإدارة عملها بشكل صحيح". وقد استفاد ما يقارب من 222 مشروعاً منزلياً خلال الأعوام السابقة منها 56 مشروعاً للاجئين سوريين و166 مشروعاً لأردنيين، كما تم تسجيل وترخيص 196 مشروعا منزليا وتدريب 162 مستفيداً من خدمات التدريب وتطوير الأعمال. وتم ربط 201 مشروع مع الأسواق المحلية ومنصات التسويق الالكتروني، إضافة إلى تقديم الدعم العيني لـ196 مشروعا منزليا لتطويرها. ومن الجدير ذكره أن منظمة "بلومونت"، وبدعم من المفوضية، قد أعلنت عن فتح باب التسجيل في مشروع "دعم سبل العيش في الأردن" لهذا العام من خلال زيارة الرابط الآتي: ، وهي منظمة دولية غير ربحية تعمل مع المجتمعات المحلية لتصميم وتنفيذ برامج باستخدام حلول إبداعية في مجالات الإغاثة والصحة وتحقيق الاستقرار والتنمية في معظم أنحاء العالم. وبدأت المنظمة عملها في الأردن العام 2003 من خلال تنفيذ مشاريع عدة في مختلف مناطق المملكة وداخل مخيم الزعتري، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركاء، والمانحين، والمنظمات المحلية لتقديم خدمات مستدامة هدفها الحد من معاناة الفئات الأكثر ضعفاً في الأردن وتوفير الأدوات والموارد اللازمة لزيادة قدرتها على الاكتفاء الذاتي، وتلبية احتياجات الفئات المتأثرة من الحروب والنزاعات.اضافة اعلان